رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
إيلى كوهين فى عيون زوجته.. اخترق صفوف النخبة السياسية بدمشق وكان ضيفًا دائماً فى منزل الرئيس آنذاك
21-5-2025
|
16:49
إيمان عمر الفاروق
زوجة الجاسوس: التحقنا جميعاً بالجيش الإسرائيلى.. وأحفادى خدموا فى جهاز الاستخبارات
نحو 2500 وثيقة وصور ومقتنيات شخصية ومفاتيح ورسائل، آلاف المواد التى أعلنت إسرائيل استرجاعها فى عملية سريةضمن «الأرشيف السورى الرسمى»، الخاص بالجاسوس الإسرائيلى الشهير إيلى كوهين، الذى يٌعد أبرز جواسيس إسرائيل منذ عام 1948، حيث استطاع التغلغل، واختراق صفوف النخبة السياسية فى سوريا، إلى أن تم رصد رسائله وإعدامه فى ستينيات القرن الماضى.
لكن ربما كان أكثر الملفات إثارة، هو ذاك الذى يحمل اسم «نادية كوهين»، زوجة الجاسوس التى تسلمت الملف، والتى روت تفاصيل غاية فى الأهمية لجمعية «أكسفورد تشاباد»، التى نشرتها على موقعها الإلكترونى.
فى عالم الجاسوسية هناك خيوط ووجوه وأشباح، ولعل فى قصة إيلى كوهين، قصة أخرى أكثر إثارة للرسام «جوزيف بو»، الذى تولى عملية تزوير أوراق الهوية، والمستندات الخاصة بكوهين لاختراق أروقة السياسة بسوريا، متخفيا فى استديو بتل أبيب، كستار لعمله فى الموساد، وهو الذى اشتهر بكونه «والت ديزنى إسرائيل»، فما هى قصة نادية وجوزيف؟
تنتمى نادية زوجة الجاسوس إيلى كوهين لعائلة عراقية، شقيقها الأكبر هو الكاتب سامى مايكل، الذى غادر العراق، لأنه كان يقود جماعة سرية شيوعية يسارية نشطت ضد النظام فى بغداد، هرب خارج العراق، لأن الشرطة السرية العراقية كانت تلاحقه، وحكمت عليه بالإعدام، واتجه إلى إيران، ومنها جاء إلى إسرائيل عام 1949، كانوا من أوائل اليهود العراقيين، الذين رغبوا فى الهجرة إلى إسرائيل، عام 1951، وبحسب رواية نادية وما ورد على لسانها: «التحقنا جميعًا بالقوات الإسرائيلية، بمن فيهم أنا، كما خدم أحفادى فى جهاز الاستخبارات وفى الجيش الإسرائيلى».
حينما هاجر إيلى إلى إسرائيل عقب عام 1956، شجّع ودعم هجرة اليهود إلى إسرائيل، وعمل محاسبًا فى أحد المتاجر، لكنها كانت وظيفة مملة بالنسبة له، شعر معها أنها ليست الوظيفة التى يرغب بها، أو يطمح إليها، كان لافتا للنظر لمن حوله، ويعرفونه أنه شديد الذكاء، يتمتع باليقظة، والدبلوماسية فى حديثه، وكان يتقن عدة لغات، كان يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، وبالطبع جميع تلك الصفات تمثل خلطة نموذجية لشخصية مناسبة للعمل فى «عالم الجاسوسية»!
بعد الزفاف، حملت نادية، بابنتها الأولى صوفى، وأثناء تلك الفترة أخبرها إيلى أنه تم طرده من متجر "مشبير"، الذى كان يعمل فيه محاسبا، فبدأ رحلة البحث للعثور على عمل جديد، وخلال أسبوعين، أخبرها إيلى أنه قد وجد وظيفة مثيرة للاهتمام»، مع أنه لم يخبرها الحقيقة، وبطبيعة الحال، تغيرت الأمور فى المنزل، كانت لا تزال حاملًا بابنتها صوفى، بدأ إيلى يحضر خرائط، وكان عليه تحديد مواقع المبانى والمساجد.
وتكمل نادية حديثها، قائلة: «كان يطلب منى المساعدة، لأن عينيه كانتا ترهقان، لم أكن أعتقد أننى أتعاون معه، وأنه سيختفى لاحقًا، بعد أربعة أشهر من ولادة صوفى، أخبرنى إيلى أنه متورط فى شراء قطع غيار أسلحة، وفى صناعة تسهم فى أمن إسرائيل، وإن لم يكن ذلك دقيقًا تمامًا، كان يجهز نفسه لمهمة أخطر بكثير من أجل إسرائيل، فى ذلك الوقت، لم أكن أتوقع أن يكون زوجى من أبرز الجواسيس فى سوريا. وتؤكد بعبارة فى منتهى الخطورة، قائلة إنه أخبرها أن العملية التى شارك فيها، كانت محاولة خلق سيناريو يمكن العلماء الإسرائيليين، من تعطيل أنواع محددة من الأسلحة، فى حال قامت الدول العربية بشرائها».
فى رحيله الأول، كان يكتب لها رسائل، كما لو كان فى أوروبا، وكأن كل شىء عادى، عندما عاد كانت بنتهما صوفى قد تجاوزت عامًا واحدًا، كان مختلفًا إلى حد بعيد، زاد وزنه نحو أربعة كيلوجرامات، وأطلق شاربًا، وللدلالة على ثرائه ارتدى خاتمًا، لم يكن هذا إيلى، كان مختلفًا تمامًا، لكنه كان مقتنعا للغاية بعمله الجديد، بدت عليه علامات الثقة بالنفس بدرجة مبالغ فيها، وعندما عاد إلى المنزل، لم يكن موجودًا طوال الوقت، كان يقضى نصف وقته على الأقل فى الموساد، يدرس ويتدرب. تضمن تدريبه أشياء كثيرة، مثل تغيير لهجته من اللهجة المصرية إلى اللهجة السورية، كما تضمن الأمر وجود رجل - عضو فى الموساد - دخل المنزل وجلس نحو ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًا، ثم أخبرنى إيلى أنه سيكون من الأفضل ألا أسأل أية أسئلة، أو أتحدث إلى هذا الرجل، أو أقترب منه، بل أحافظ على مسافة، وبالتالى كلما جاء كنت أذهب فى نزهة مع صوفى فى الحى.
وتضيف نادية قائلة: استمر تدريبه لمدة شهرين إضافيين تقريبًا، تعلم خلالها شفرة مورس والخرائط، وبالطبع العديد من القضايا الأخرى التى لم أكن على دراية بها، وما زلت أجهلها حتى اليوم، فى ذلك الوقت، بدأ إيلى يخبرنى أنه سيجعلنى «ملكة»، بمجرد أن ينتهى كل هذا، وفى نهاية القصة، وبعد دخول إيلى سوريا، تغير تمامًا. بالطبع، كان جاسوسًا فى غاية الأهمية، كان يأخذ وظيفته على محمل الجد، لكنه لم يستطع مشاركتى وإخبارى بما كان يفعله، ولم أشعر بالراحة، فى الموساد وجدوا أن إيلى كان عبقريًا، تمكن من وضع نفسه بين النخبة السورية، الضباط والقادة العسكريين، ورجال الأعمال، وكان ضيفًا دائمًا فى منزل الرئيس السورى آنذاك.
جاء إيلى، للمرة الأخيرة، لحضور ولادة ابننا الوحيد، ثم أخبرنى أن هذه رحلته الأخيرة، فقد انقضت خمس سنوات، سألنى إن كنتُ أرغب فى أن يطلب من الموساد تقسيم رحلته الأخيرة إلى فترتين، فقلتُ لا، فقط أكملها، وأكمل نصف العام كاملًا، وفى أحد الأيام عاد من الموساد، مختلفًا تمامًا، لم يكن إيلى نفسه، لم يناقش ما تحدثنا عنه، كان صامتًا. كان يتهرب منى، رأيتُ شبح رجل استخبارات، كان حلم الموساد أن إيلى يستمر هناك، معتبرين أنه إذا حدثت مستجدات أو تطورات على الساحة السورية، فسيكون إيلى جزءًا منها وسيصبح وزيرًا!
فى اللحظة التى تلت مغادرة إيلى للمرة الأخيرة، جاءنى نفس الشخص الذى كان يقيم فى منزلنا ليخبرنى أن إيلى قد ألقى القبض عليه، قال رئيس الموساد «إنه لم يكن هناك أحد مثل إيلى قبله، ولن يكون هناك أحد بعده».
من رواية نادية، إلى قصة الرسام مهندس عملية التزوير جوزيف باو، ولد باو فى كراكوف فى بولندا عام 1920، فى مرحلة المراهقة، أصبح رسامًا كاريكاتيريًا، وقام بتوظيف مواهبه طيلة الوقت لصالح الأهداف الصهيونية، كان جزءًا أساسيًا من صناعة السينما، والرسوم المتحركة الإسرائيلية فى بداياتها، وكان مشهورًا باسم «والت ديزنى الإسرائيلى». بعد وفاة باو عام 2002، أنشأت بناته متحف «جوزيف باو»، فى تل أبيب، كان باو رسامًا ومخرجًا سينمائيًا، وقبل ذلك «رجلا سريا للغاية».
تقول ابنتاه هاداسا باو، وكليلا باو كوهين لصيحفة «جيروزاليم بوست»، وهما أيضا المديرتان المشاركتان للمتحف، صمم باو العديد من الملصقات لأفلام إسرائيلية من منتصف القرن الماضى، وكذلك الخطوط التى ميزت أفلام الرسوم المتحركة، والإعلانات التجارية الإسرائيلية المبكرة.
بدأ باو، العمل فى تل أبيب فى مبنى بلدية، تابع لمقر الحكومة الإسرائيلية آنذاك، كان مكتبه بجوار مكتب رئيس الوزراء، ديفيد بن جوريون، والمفارقة أنه كانت تجمعه بعض الملامح المشتركة مع بن جوريون، حيث كان جوزيف باو، رجلاً قصير القامة، بشعر أبيض كثيف، يُشبه شعر بن جوريون، وتوفى جوزيف باو فى تل أبيب، عن عمر يناهز 81 عامًا، وفى عام 2004، أقيم معرض لأعماله فى قاعات الكنيست! وهنا ثارت التساؤلات وانكشف الخيط الخفى.
بحضور شيمون بيريز، ومجموعة من أعضاء الكنيست، وآخرون كثر. تتذكر ابنته: «فوجئنا بحضور عدد كبير من الشخصيات الشهيرة والمسئولين فى إسرائيل، وتساءلنا لماذا كان الجميع هناك؟ كيف عرفوا والدنا؟ وما أهميته بالنسبة لهم»؟
حتى صرح مسئول بالموساد، «حتى بناته لا يعرفن: كان جوزيف باو كبير مصممى الجرافيك فى الموساد، هو كبير المزورين فيها».
تقول ابنته هاداسا: «لقد استغرق الأمر بضع سنوات حتى صدّقنا، عندما حصلنا على تأكيد من عدد من الجواسيس السابقين».
وبحسب تقرير الصحيفة، «كان يعرف كل الأسرار»، واستنادًا إلى معلومات مُتداولة بعد وفاة باو، عمل باو فى جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (الشاباك)، لعقود، ظلّ متخفيًا بشدة حتى بعد وفاته، لم تكن بناته يعلمن أن باو يعمل لدى الموساد، لطالما اعتبرناه رجلًا بسيطًا. تقول إحداهما: «علمنا أن عمله تضمن تزوير وثائق للجواسيس، بما فى ذلك الأوراق التى استخدمها الجاسوس الشهير إيلى كوهين، لتأسيس موقعه فى سوريا، وجوازات السفر والأوراق اللازمة، وفى عمليات أخرى لم يعلن عنها بعد»، لطالما «وصف نفسه بأنه مجرد رسام»، لكن نفهم الآن أن الاستديو فى تل أبيب، ربما كان بمثابة غطاء لعمله الأساسى مع الموساد الإسرائيلى.
لم تُكشف بعض أسرار حياته وأعماله إلا بعد وفاته، وتعتقد بناته أن هناك المزيد فى المستقبل، سواء بالنسبة له، أو بالنسبة للجاسوس الشهير إيلى كوهين، ربما تكشف عنها الوثائق والأيام لاحقا!
كلمات بحث
الجاسوس
الجيش الإسرائيلى
جهاز الاستخبارات
الكاتب سامى مايكل
إسرائيل
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
إصرار إسرائيلى لمنع المساعدات والغذاء عن قطاع غزة.. تجويع الفلسطينيين جريمة حرب
يعانون آلام الفقد لذويهم أمام أعينهم.. علاج نفسى لأطفال غزة
مخاوف من اندلاع الحرب الشاملة بحلول 2030.. روسيا والناتو.. هل تكون شرارة الصراع القادم؟
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام