فنون وفضائيات



فى دورته العشرين وعنوانها «متغيرات صناعة الإعلام».. الذكاء الاصطناعى على مائدة «الملتقى الإعلامى العربى»

21-5-2025 | 17:21
⢴ المعتصم بالله حمدي

ماضى الخميس الأمين العام للملتقى: توصيات المشاركين ركزت على ضرورة تعزيز الوعى الإعلامى الرقمى
دعا الملتقى إلى تحول الصحف إلى منصات متعددة الوسائط
ضرورة أن يبقى الإعلام مرتبطا بالمسئولية الأخلاقية والاتزان.. والتذكير بأن التأثير الإعلامى 
لا يقاس فقط بالوصول.. بل بمدى خدمة الحقيقة والمجتمع
 
جاء تنظيم هذه الدورة فى وقت دقيق يشهد فيه الإعلام العربى تحولات جوهرية فى بنيته وأدواته ومفاهيمه بفعل تسارع التكنولوجيا وتعدد مصادر المعلومات
 
أسدل الستار على فاعليات الدورة العشرين للملتقى الإعلامى العربى، التى تضمنت جلسات حوارية، ناقشت مجموعة من المواضيع المهمة المرتبطة بالإعلام، مثل السلوك النفسى لمستخدمى وسائل الإعلام، والصورة الذهنية للمرأة فى المجال الإعلامي، والقوانين والتشريعات فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من المحاور والجلسات.
 
فاعليات الملتقى الإعلامى العربى فى دورته العشرين، أقيمت على مدى ثلاثة أيام برعاية سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتى، تحت شعار «تحديات الإعلام فى ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي»، وبمشاركة واسعة من نخبة من الإعلاميين والمسئولين والأكاديميين العرب، وقد حلت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف هذه الدورة.
شارك فى الملتقى نخبة من وزراء الإعلام العرب، وممثلى المؤسسات الإعلامية الكبرى، وخبراء وأكاديمين ومؤثرين وصناع محتوى من مختلف الدول العربية، إلى جانب عدد من الجهات الرسمية والمنظمات الإعلامية، وسط حضور نوعى وتفاعل لافت للنظر من الإعلاميين الشباب، ورواد منصات التواصل الاجتماعي.
 
فى اليوم الأول، تم التأكيد خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية بناء إعلام عربى مسئول وفاعل فى مواجهة التحديات المتسارعة التى تفرضها الثورة الرقمية، وتحولات الذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ضرورة تعزيز دور الإعلام فى التنمية، ونشر الوعى فى المجتمعات العربية.
 
وشدد المتحدثون على أهمية التأهيل المهنى للإعلاميين، وتطوير المحتوى، ودعم المؤسسات الإعلامية التقليدية للتحول نحو الرقمية.
شهد الملتقى تنظيم جلسات حوارية غنية، ناقشت قضايا جوهرية تمس الإعلام العربى فى الحاضر والمستقبل، وكانت الجلسة الأولى بعنوان «السلوك النفسى فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».
تناولت هذه الجلسة تأثير الإعلام على الصحة النفسية، وركزت على العلاقة بين الإعلام والنفس البشرية، وكيف يمكن للمحتوى الإعلامى، أن يعزز القلق أو يبعث الطمأنينة؟، وكذلك ظاهرة «افتعال الإنكار» فى وسائل التواصل الاجتماعى، كأحد أنماط السلوك الإدمانى، بالإضافة لدعوات لاحترام التنوع الفكرى والرأى الآخر.
 
وفى جلسة أخرى، تمت مناقشة مستقبل الصحافة فى ظل التحولات الرقمية، وأبرز التحديات مثل:
تنافسية المنصات الرقمية مع المؤسسات الصحفية التقليدية.
الدعوة لتحول الصحف إلى منصات متعددة الوسائط، أهمية الابتكار فى تقديم محتوى رقمى مؤثر وموثوق.
وسلطت جلسة المرأة والإعلام على الصورة الذهنية والمهارات المهنية، وتطور تمثيل المرأة فى المناصب القيادية داخل المؤسسات الإعلامية، وأيضا التحولات الثقافية التى ساعدت فى تمكين المرأة، وأيضا الصورة الذهنية للمرأة العاملة فى الإعلام وأهمية تطوير المهارات المهنية للمرأة فى بيئة إعلامية متغيرة.
وناقشت جلسة «القوانين والتشريعات فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي» الإشكاليات القانونية المحيطة بالممارسات الإعلامية، وأبرزها:
العلاقة بين حرية التعبير والمسئولية القانونية.
 
وفى الجلسة الختامية المفتوحة، قدم الداعية مصطفى حسنى مداخلة فكرية، شدد فيها على دور الإعلامى كصاحب رسالة إنسانية وضرورة أن يبقى الإعلام مرتبطا بالمسئولية الأخلاقية والاتزان والتذكير بأن التأثير الإعلامى لا يقاس فقط بالوصول، بل بمدى خدمة الحقيقة والمجتمع.
اختتم الملتقى بنداء جماعى يدعو إلى إعادة بناء الخطاب الإعلامى العربى، بما يتماشى مع تطلعات المجتمعات والشباب وتعزيز المهنية والمصداقية فى ظل الانتشار الواسع للمعلومات المضللة، وتكثيف التعاون العربى فى التدريب وتبادل الخبرات الإعلامية وتشجيع الاستثمار فى الإعلام الرقمى المتخصص، وصناعة محتوى عربى ينافس عالميا.
أصدر المشاركون فى الملتقى التوصيات التالية:
- تعزيز الوعى الإعلامى الرقمى لدى الصحفيين والمواطنين، وتطوير برامج تدريبية تواكب أدوات الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعي.
- إنشاء مرصد عربى متخصص لمتابعة التطورات التكنولوجية وتأثيرها على الإعلام، وتقديم دراسات وتقارير دورية لصناع القرار.
- وضع أطر قانونية وتشريعية عربية موحدة لتنظيم الإعلام الرقمي، تحترم حرية التعبير وتحمى من الانتهاكات والمحتوى الضار.
- دعم المبادرات الشبابية الإعلامية وتوفير منصات عربية بديلة، تنافس المحتوى العالمى وتحترم القيم الثقافية والمجتمعية.
- تعزيز الشراكة بين الإعلام ومراكز البحوث والدراسات لتوجيه الرسالة الإعلامية وفق احتياجات المجتمعات وتحولات الرأى العام.
- إطلاق «جائزة الإعلام الرقمى العربي» لتكريم المبادرات والمشاريع التى تسهم فى تطوير الإعلام فى البيئة التكنولوجية.
- إدماج التربية الإعلامية فى المناهج التعليمية لغرس ثقافة التعامل الواعى مع الإعلام منذ المراحل الدراسية الأولى.
- إعادة تعريف معايير المهنية فى الصحافة ضمن السياق الرقمي، بما يضمن المصداقية والمسئولية والشفافية.
- تعزيز التعاون الإعلامى العربى المشترك لمواجهة التحديات العابرة للحدود، من خلال منصات وقنوات عربية جامعة.
- إقامة ملتقيات دورية تفاعلية تجمع الإعلاميين وصناع المحتوى والخبراء للتشاور وتحديث إستراتيجيات الإعلام العربي.
- الدعوة إلى صياغة إطار عربى موحد لمبادئ المصداقية الرقمية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، يشمل تطوير أدوات تحقق عربية، وتعزيز الثقافة الإعلامية الرقمية.
- إقرار معايير مهنية تحصن بيئة الذكاء الاصطناعى من التضليل والتلاعب، من خلال شراكات فاعلة بين الجهات الأكاديمية والإعلامية وصناع السياسات.
- التأكيد على أهمية إصدار تشريعات إقليمية لحماية خصوصية المستخدم وأمن البيانات، تواكب التطورات التقنية ومتغيرات الذكاء الاصطناعي.
- ضرورة ترسيخ الحوكمة الرشيدة للبيانات، ونشر الوعى المجتمعي، وتعزيز التعاون السيبرانى العربى، فى مواجهة التهديدات الرقمية المتصاعدة.
- الدعوة إلى تعزيز التنسيق بين مراكز الفكر، والمؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدنى بهدف بناء منظومة أخلاقية وتقنية متكاملة تواكب التحول الرقمي، وتدعم إعلاما مسئولا يعكس القيم الثقافية العربية، ويسهم بفاعلية فى توعية المجتمعات، ومواجهة تحديات الذكاء الاصطناعى بكفاءة ومهنية.
«الأهرام العربي» التقت الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى، ماضى الخميس، وتحدثنا معه عن الملتقى، فقال:
نحن مؤسسة قائمة منذ 23 عاما تقريبا، ونقدم العديد من الأنشطة ذات الطابع الإعلامى البحت، والحمد لله حققنا الكثير من الإنجازات على مستوى تغيير بعض الرؤى والمفاهيم، وتوطيد العلاقات، وغيرها من الأمور الإعلامية، لا سيما تلك المرتبطة بالشباب، وفى كل دورة يحظى الملتقى بحضور خليجى وعربى، بمختلف أشكاله من خلال عضوية اللجان أو الأنشطة المختلفة، وبالتأكيد هناك إضافات وإسهامات قدمت من خلاله للإعلام بمنطقتنا، بالإضافة إلى أن هناك تنسيقا مع المنظمات العربية فى هذا الجانب.
وأضاف الخميس: على مدى عقدين، ظل ملتقى الإعلام العربى منصة فكرية فريدة، تجمع بين صناع القرار والإعلاميين والأكاديميين، لبحث القضايا الإستراتيجية التى تواجه الإعلام العربي، واقتراح رؤى ومبادرات للتطوير، بما يسهم فى بناء إعلام وطنى حر ومسئول يخدم مجتمعاته بوعى واستقلالية.
وحول الدورات السابقة للملتقى وتقييمه لها، قال: كل دورة ولها ظروفها، تخيل نحن نقوم منذ 23 عاماً نقدم أنشطة كثيرة، لذلك نكون مطالبين بالتطوير المستمر، لذا أعتبر كل دورة هى نقلة فى حياة الملتقى، وأيضا نقلة فى حياتى الشخصية، وبمسيرة العمل والعطاء الإعلامي.
وعن رؤيته للدورة الأخيرة من المهرجان, قال الخميس: جاء تنظيم هذه الدورة فى وقت دقيق, يشهد فيه الإعلام العربى تحولات جوهرية فى بنيته وأدواته ومفاهيمه، بفعل تسارع التكنولوجيا وتعدد مصادر المعلومات، وظهور أنماط جديدة من التفاعل الرقمى الذى غير علاقة الجمهور بالإعلام، وأعاد تشكيل البيئة الإعلامية برمتها.
وأكد أن التوصيات الصادرة من المشاركين فى الملتقى، ركزت على ضرورة تعزيز الوعى الإعلامى الرقمى لدى الصحفيين والمواطنين, وتطوير برامج تدريبية تواكب أدوات الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المشاركين فى الملتقى دعوا إلى إنشاء مرصد عربى متخصص لمتابعة التطورات التكنولوجية وتأثيرها على الإعلام، وتقديم دراسات وتقارير دورية لصناع القرار، إلى جانب دعم المبادرات الشبابية الإعلامية, وتوفير منصات عربية بديلة تنافس المحتوى العالمى وتحترم القيم الثقافية والمجتمعية.
وأفاد بأن المشاركين فى الملتقى الذى شهد مشاركة عربية واسعة، أوصوا بتعزيز الشراكة بين الإعلام ومراكز البحوث والدراسات لتوجيه الرسالة الإعلامية, وفق احتياجات المجتمعات وتحولات الرأى العام، وإدماج التربية الإعلامية فى المناهج التعليمية لغرس ثقافة التعامل الواعى مع الإعلام منذ المراحل الدراسية الأولى.
وأشار إلى أحد بنود التوصيات, وهو إعادة تعريف معايير المهنية فى الصحافة ضمن السياق الرقمي، بما يضمن المصداقية والمسئولية والشفافية، إضافة إلى تعزيز التعاون الإعلامى العربى المشترك, لمواجهة التحديات العابرة للحدود من خلال منصات وقنوات عربية جامعة.

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام