رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
حياة الناس
اكتسبت شهرتها من وجود مدفن القديس مينا منطقة آثار أبو مينا.. رمز التراث الإنسانى
28-5-2025
|
23:01
الإسكندرية: هبة عادل
تقع غرب مدينة الإسكندرية وترجع نشأتها إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين
شريف فتحى وزير السياحة والآثار: نقوم بعمل الدراسات لإعداد مخطط تسويقى متكامل للترويج للموقع
قداسة البابا تواضروس الثانى يقوم بزياة لمكتب اليونسكو لافتتاح منطقة آثار أبو مينا
محمد متولى: شهرتها من مدفن القديس مينا وأصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية فى مصر
تعد منطقة آثار أبو مينا، الواقعة غرب مدينة الإسكندرية، من أقدم المناطق الأثرية القبطية على مستوى مصر، ومنطقة الشرق الأوسط وتحظى بمكانة خاصة عند المهتمين بالتراث الإنسانى، حيث تعد مقصدا سياحيًا مهما، وبمثابة مركز الحج الثانى للمسيحيين بعد القدس، وبيت لحم.
الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار، قامت بجهد كبير خلال الفترة الماضية، لإنقاذ هذا المعلم التراثى الثمين من مخاطر عدة، فى طليعتها ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ونجحت بالتنسيق مع منظمة اليونسكو فى الحفاظ على هذا الأثر الغالى، ودرء الخطر عنه، وافتتاحه رسميا من جديد عقب زيارة استثنائية، قام بها قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير السياحة والآثار والمدير التنفيذى لمكتب اليونسكو لمنطقة آثار أبو مينا، حيث جرى افتتاح المكان بعد الانتهاء من مشروع أعمال الترميم والصيانة، وظهوره فى الصورة النهائية التى كان عليها فى الماضى.
تقع منطقة أبو مينا الأثرية غرب مدينة الإسكندرية، على بعد 12 كم من مدينة برج العرب، وترجع إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين.
محمد متولى، مدير عام آثار الإسكندرية، أوضح أن منطقة أبو مينا، كانت فى الماضى قرية صغيرة اكتسبت شهرتها من وجود مدفن القديس مينا، وفى أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادى، وأصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية فى مصر. وأضاف قائلا: تتكون المنطقة من بقايا الأسوار الخارجية، التى كانت تحيط بالموقع كله، والبوابتين الشمالية والغربية، وبعض الشوارع المحيطة بصفوف من الأعمدة التى كانت تحمل أسقفا، وتوجد بها منازل وحمامات واستراحات خاصة بالحجاج القادمين إلى المنطقة .
وأشار متولى، إلى أن فناء الحجاج الذى يتجمعون فيه محاط صفوف من الأعمدة الرخامية، يقع خلفها محلات عديدة لبيع الهدايا التذكارية للحجاج، وكانت عبارة عن تماثيل وتمائم وقنينات صغيرة، للزيت من الفخار، كما يقع جنوب هذا الفناء مجموعة من الكنائس، ومكان للاستشفاء، وأيضاً خزانات المياه ووحدات سكنية. وقد أظهرت الحفائر حتى الآن 10 مبان، يتكون منها المجمع المعمارى الضخم لأبى مينا وهى: البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، الحمام الشمالى، البازيليكا الشمالية، الكنيسة الشرقية، والكنيسة الغربية. كما أشار متولى إلى أنه قد تم تسجيل منطقة أبو مينا، كموقع أثرى طبقًا للقرار رقم 698، فى عام 1956م، وفى عام 1979م تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمى لليونسكو.
المياه الجوفية
د. جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار، أكد أن منطقة أبو مينا الأثرية، ظلت لسنوات عديدة مهددة بالاندثار، نتيجة تعرضها لخطورة تسريب وارتفاع منسوب المياه الجوفية، التى تتميز بارتفاع شديد فى نسبة الأملاح، فضلا عن الإهمال الذى تعرضت له المنطقة، للظروف التى مرت بها البلاد لعدة سنوات مختلفة، ففى بداية اكتشاف قبر القديس مارمينا والعثور عليه فى ذلك المكان ثم بناء كنيسة كاملة، تذكاراً لاسمه وقدسيته التى تجول العالم، ففى هذا المكان نجد أقدم مذبح لإقامة الشعائر والطقوس الدينية المسيحية، وأيضاً نجد مكانا خاصا بالمعمودية يسمى «جرن المعمودية» يلبس الشخص جلباب، وينزل خمس درجات من السلم، ويغطس فيه وينال بركة التعمد وشهادة المسيحية، وبعد فترة كانت الصلوات تقام فى هذا المكان لعدة سنوات إلى أن جاء الهجوم البربرى، وهدم الكنيسة وتم إخفاء الكثير من المعالم الخاصة به، لكن بعد ذلك تم نقل المذبح إلى كنيسة خاصة به وبعض الأعمدة الخاصة بالمكان، ووضع رفات القديس فى الكنيسة، التى تم بناؤها من الخشت حفظهم بها.
وأوضح أن وزارة الآثار قامت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة على الفور وإعداد مشروع ضخم لتخفيض منسوب المياه الجوفية وإسناد المشروع لإحدى الشركات المحلية المتخصصة، بالإضافة إلى التعاون مع جميع الجهات المعنية من وزارتى الرى والزراعة وإدارة الأديرة والمحافظة لوضع حلول علمية وعملية لحماية المنطقة الأثرية من المياه المسربة إليها من الزراعات المحيطة بها نتيجة الرى بالغمر، حيث إن المنطقة تقع فى منسوب منخفض عن المساحات المحيطة بها.
وأن المشروع يقوم على توريد عدد 170 طلمبة مياه جديدة، مطابقة للمواصفات العالمية حسب الدراسات الأخيرة التى أجريت على المياه الجوفية، بما يتناسب مع درجة ملوحة المياه لتخفيض منسوبها ونقلها إلى المصارف العمومية كخطوة أولى وحل سريع، بالإضافة إلى أعمال الترميم والصيانة التى تشمل المبانى الأثرية بالموقع.
وتابع قائلا: هذا المشروع تم العمل به وفقا للخطة زمنية تم تنفيذها، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة تجاه المشروع، والتعاون مع جميع الجهات المعنية، حيث تم تنفيذ 12 بئرا حول المنطقة وقبر أبو مينا بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 مترا، وتنفيذ 57 بئرا حول الموقع الأثرى بالكامل، وتنفيذ خطوط طرد للمنطقة بطول حوالى 5500 متر طولى، وربط شبكة الآبار المستحدثة وكل الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياه الجوفية والآبار وخطة المشروع لمدة عام بعد التشغيل.
وأشار د. جمال مصطفى إلى أنه قد تم عمل جميع أعمال الدراسات الاستشارية لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض مناسيب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية، ومتابعة تنفيذ الأعمال الحقلية بالمشروع والتى تمت بالتعاون مع معهد بحوث المياه الجوفية، ومعهد بحوث مياه الصرف، بالإضافة إلى أعمال تطهير المصارف الموجودة داخل المنطقة الأثرية، وتحويل نظام الرى بالغمر إلى نظام الرى الحديث، والذى سيكون له دور فاعل فى تقليل مياه الصرف الزراعى، وتقليل مشاكل المياه الجوفية بالمنطقة.
رمز التراث الإنسانى
من جهته قال القمص تادرس آفامينا، الراهب بدير مارمينا العجايبى، إن دير أبو مينا ليس مجرد معلم دينى، بل هو رمز للتراث الإنسانى المشترك، ومكوّن أساسى على الخريطة السياحية الدولية لمصر، وسنعمل بكل جهد لإحياء هذا الموقع ووضعه فى المكانة التى يستحقها بما يليق بتاريخه وقيمته الحضارية والدينية، كما أن وزارة الآثار تولى منطقة آثار أبو مينا اهتماما كبيرا لما لها من أهمية، ليس فقط لكونه مدرجا على قائمة التراث العالمى باليونسكو، لكن لأهميته الأثرية والدينية أيضا، لافتاً النظر إلى أن الأعمال فى المنطقة، شملت تركيب المعدات الحديثة اللازمة لسحب المياه الجوفية بالدير، وسوف يتم سحب المياه بصورة تدريجية، وذلك مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للتأمين والحماية، من الناحية الإنشائية أثناء تشغيل المشروع، حتى يتسنى البدء فى تنفيذ أعمال درء الخطورة والصيانة الوقائية للعناصر الأثرية الموجودة بالموقع.
وأشار القمص تادرس آفامينا، إلى أنه تم الانتهاء من تثبيت العناصر المعمارية لكل من البازيليكا، وكنيسة المدفن، والقبر، بإعادة الأحجار المفككة والمتناثرة بالموقع للحفاظ عليها، وتثبيت شكل العنصر المعمارى، كما تم الانتهاء من ترميم السور الغربى للبازيلكا، وجار أعمال الترميم الدقيق بحوائط الكنيسة البازيليكا الكبرى، وكذلك العراميس بالحوائط، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم المدخل الرئيسى وتنظيف الدير من الحشائش، مؤكداً ضرورة الالتزام بالمدة الزمنية المحددة، لإنجاز المشروع وضرورة الانتهاء منه على أكمل وجه.
العناصر المعمارية
كما أشاد شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، بما تم تنفيذه من أعمال بالموقع لخفض منسوب المياه الجوفية، ومشروع ترميم العناصر المعمارية للدير الأثرى وتطوير الخدمات بالموقع العام، تهدف إلى صون هذا الموقع الاستثنائى وضمان استدامة مكوناته الأثرية للأجيال المقبلة، بما يتفق مع المعايير الدولية فى مجال الحفظ والترميم.
وتكمن أهمية الترويج لمنطقة دير أبو مينا، كواحدة من أبرز المواقع الأثرية والدينية ذات القيمة الدولية، وشدد الوزير على أهمية توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة، وفى مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعى، لخلق حالة من التفاعل المستمر والفاعل مع الجمهور المحلى والدولى، بما يعزز من الوعى بالموقع ويُظهر التجربة السياحية الفريدة التى يقدمها.
وأشار إلى أنه قد تم إعداد برامج تدريبية متخصصة للمرشدين السياحيين لتعريفهم بالعناصر المعمارية والتاريخية الفريدة للدير، وذلك لضمان تقديم تجربة معرفية متميزة للزائرين، كما شدد على أهمية اختيار عناصر مدرّبة من داخل الدير للمشاركة فى شرح الموقع للسائحين، الذين لا يصحبهم مرشدون سياحيون.
وأكد أن الوزارة سوف تقوم بعمل الدراسات اللازمة لإعداد مخطط تسويقى متكامل للترويج للموقع، يشمل استخدام الوسائط الرقمية والمنصات التفاعلية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات ضمن الأجنحة السياحية المصرية المشاركة فى المعارض والمحافل الدولية، للتعريف بدير أبو مينا، على غرار ما تم سابقًا مع المتحف المصرى الكبير ومواقع أخرى بارزة.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أرشيف العالم مهدد بالانهيار.. قرن من النسيان
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام