غزة فى طليعة الأعمال.. "CANNES 2025" السياسة تشعل السجادة الحمراء

أفلام مصر وفلسطين وتونس تتألق على شاطئ الكروازيت

 

فى منطقة الريفييرا الفرنسية الساحرة، المعروفة أيضا بـ «الكوت دازور» وعلى شاطئ الكروازيت معقل الفنون والنجوم، اختتم مهرجان كان السينمائى الدولى نسخته الثامنة والسبعين، وأقيم فى الفترة من13حتى 24 مايو الجارى فى قصر المهرجانات.

وربما تكون السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى، الأكثر صرامة فى العالم، والآن، أضاف المهرجان شرطا جديدا: ممنوع العرى، وكذلك فى أى ركن آخر من المهرجان!، وشهد اليوم الأول من مهرجان كان السينمائى خارج المسابقة، عرض الجزء الثامن، وربما الأخير من سلسلة أفلام مهمة مستحيلة، حيث ظهر المنتج والنجم توم كروز، على السجادة الحمراء إلى جانب زملائه من فريق التمثيل.

 

يعرض فيلم الختام «الملك الشمس»، عن وفاة رجل فى فندق «الملك الشمس»، وهو أحد فنادق فئة الخمس نجوم فى فرساى، ويترك خلفه تذكرة يانصيب رابحة بملايين اليوروهات، ويولد صراع خاص بشهود الواقعة بين التصالح مع الواقع وضميرهم، لأنهم يريدون أن يغادروا بالأموال.

وغالبا ما يشعر القائمون على المهرجان بالحنين للماضى، ويظهر ذلك فى  تصميم الأفيش الرسمى للمهرجان، وفى هذه الدورة يظهر الممثل الراحل جان لوى ترينتينيان، والممثلة الراحلة أنوك إيميه فى الفيلم الشهير «رجل وامرأة»، إنتاج 1966 للمخرج الراحل كلود ليلوش، الفائز بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى التاسع عشر، وأكد المنظمون أنهم يريدون تجنب السياسة، والتركيز على الأفلام، لكن إدراج أفلام هذا العام من غزة وأوكرانيا وإيران، فضلا عن إعلان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، عن التعريفات الجمركية قبل وقت قصير من المهرجان تطلب  التركيز على العالم خارج كان.

ألقى مقدم حفل الافتتاح، ومن المتوقع أن يقدم حفل الختام أيضا، الممثل الفرنسى لوران لافيت، خطابا سياسيا مؤثرا، داعيا الممثلين إلى استخدام منصاتهم العامة لإحداث تغيير حقيقى، وذكر أسماء لامعة مثل االنجمة الألمانية - الأمريكية الراحلة، مارلين ديتريش، التى تحدت الزعيم الألمانى الراحل، أدولف هتلر، وكذلك رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكى، الذى وصفه لافيت بأنه ممثل تحول إلى قائد حرب، كفنانين أثّروا بشكل إيجابى فى قضايا مثل تغير المناخ، والمساواة، والعنصرية، والهجرة وغيرها.

وفى حفل الافتتاح، أشادت رئيسة لجنة التحكيم، جولييت بينوش، بالمصورة الصحفية الفلسطينية، فاطمة حسونة، التى استشهدت فى غارة إسرائيلية فى إبريل الماضى، وهى موضوع فيلم وثائقى ضمن مسابقة مهرجان كان، ونشىر الموقع الإلكترونى لصحيفة «لوموند»، الفرنسية أنه قبل بينوش، اتهم أكثر من 380 شخصية سينمائية إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، فى رسالة مفتوحة، بمن فيهم رالف فاينز، بطل فيلم «قائمة شندلر»، وهو الفيلم الأيقونة عن الهولوكوست، وأربعة مخرجين سابقين فائزين بمهرجان كان، وعبروا عن «خجلهم» من «سلبية»، صناعتهم تجاه غزة. وجاء فى الرسالة التى بادرت بها، عدة جماعات ناشطة مؤيدة للفلسطينيين، ونُشرت فى صحيفة «ليبراسيون»، الفرنسية ومجلة «فارايتى» الأمريكية : «لا يمكننا الصمت، بينما تحدث إبادة جماعية فى غزة»، كما أدان الموقعون على البيان، ومن بينهم نجوم هوليوود الناشطين، ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، والمخرج الإسبانى الشهير بيدرو ألمودوفار، والفائزون السابقون بمهرجان كان، روبن أوستلوند ومايك لى، وكوستا جافراس، وفاة حسونة، وأشادت بالمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، فى حفل الافتتاح، قائلةً «كان ينبغى أن تكون معنا الليلة»، حسونة، التى قتلت فى غارة جوية إسرائيلية الشهر الماضى، هى موضوع فيلم وثائقى.

 

الفيلم المصرى

ويعرض فى مسابقة «نظرة ما»  فيلما مصريا، وهى مسابقة غير تقليدية تسعى إلى الحصول على شهرة دولية، والفيلم المصرى بين الأفلام المستقلة التى تعتمد على إمكانيات بسيطة، ولا يمكنها المنافسة فى شباك التذاكر  المحلى وتسعى للخروج للعالمية لعلها تحقق صدى، أو تقنتص جائزة للتاريخ، وبالفعل من هذه النوعية أفلام حصدت الجوائز فى مهرجانات عالمية فيلم  «عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن»، وهو من إنتاج مشترك: مصرى - تونس - سعودى - قطرى - فرنسى، للمخرج المصرى مراد مصطفى، وفاز فى الدورة الثانية عشرة من مسابقة «فاينال كات»، التى تقدم الدعم لأفلام إفريقيا والشرق الأوسط، بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، الذى أسدل عنه الستار خلال شهر سبتمبر الماضى، ولأول مرة تفوز مصر بجائزة الدعم الكبرى التى تُمنح لأفضل فيلم فى مرحلة ما، بعد الإنتاج، وهو أول عمل روائى طويل للمخرج،  وتدور أحداث الفيلم حول ممرضة صومالية، تبلغ من العمر 26 عاما اسمها عائشة، تعيش فى حى بالقاهرة، يسكنه مهاجرون أفارقة، وبعد تورطها مع عصابة مصرية، تضطر إلى سرقة مرضاها المسنين، بينما تنهار حياتها من حولها!، وقدم قبل ذلك المخرج فيلم «عيسى»، الذى شاركت في كتابة السيناريو معه أيضا سوسن يوسف، عن مهاجر إفريقى أيضا.

 

روبرت دى نيرو

وهاجم النجم الأمريكى، روبرت دى نيرو، ترامب فى خطابه بمهرجان كان!، وانتقد أسطورة هوليوود سياسة ترامب، ووصفه بأنه «متعجرف» قال دى نيرو، المعروف بأفلام مثل «سائق التاكسى» و«الثور الهائج» وأخيرا «قتلة زهرة القمر»، إن ترامب «خفض التمويل والدعم للفنون والعلوم الإنسانية والتعليم، والآن أعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100 %، على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة»!

وتم تكريم الممثل البالغ من العمر 81 عاما، على مسرح «جران لوميير»، الفخم مع زملائه النجوم الحائزين على جائزة الأوسكار مثل، جولييت بينوش، والممثلة الأمريكية، هالى بيرى، عضوة لجنة التحكيم، والمخرج  الأمريكى، كوينتين تارانتينو، الذى تم تكريمه أيضا، وتلقى دى نيرو الجائزة من النجم الأمريكى، ليوناردو دى كابريو.

 

السعفة الذهبية

نشرت صحفية «نيويورك تايمز»، الأمريكية على موقعها الإلكترونى توقعا، وكتبت «غالبا ما لا يعرض الفيلم الفائز بالسعفة، إلا فى النصف الأخير من المهرجان، لكن هذا العام، يبدو أن فيلما بارزا وهو الفيلم الألمانى «صوت السقوط»، من إخراج ماشا شيلينسكى، يتخطى الزمن ليتتبع أربع فتيات عشن في مزرعة ألمانية واحدة على مدار قرن، من حقبة ما قبل الحرب إلى العصر الحديث، وتواجه هؤلاء الشابات العديد من القضايا نفسها، من الفضول الجنسى الناشئ إلى القمع العنيف والوحشى، إنه فيلم فنى وطويل، وهو ما تفضله لجان تحكيم مهرجان كان عادة، وقد أشادت به العديد من المراجعات المبكرة، لا سيما تلك التى كتبها النقاد الذين عرضوا الفيلم مسبقا قبل بدء المهرجان»، ومن الأفلام اللافتة للنظر أيضا الفيلم الأمريكى «مت يا حبى»، ويعد هذا الفيلم واحدا من أكثر الأفلام المحتملة إثارة للجدل فى عام 2025، ويوصف  بأنه فيلم كوميدى رعب، بطولة النجمة الأمريكية جينيفر لورانس، وكذلك الفيلم الأمريكى «إيدنجتون»، بطولة النجم الأمريكى خواكين فينيكس، والفيلم الأمريكى البريطانى «العقل المدبر»، والفيلم الأمريكى الألمانى «المخطط الفينيقى»، بطولة، بينيسيو ديل ترتو، وتوم هانكس، وسكارليت جوهانسون، والفيلم الفرنسى «الموجة الجديدة»، وفيلم «القيمة العاطفية» من إنتاج  نرويجى - فرنسى - ألمانى - دنماركى - سويدى - بريطانى مشترك.