رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
حياة الناس
«عروس الصعيد» تزين خارطة السياحة المصرية.. المنيا خبيئة كنوز وأسرار التاريخ
3-6-2025
|
22:25
هبة عادل
نهضة تنموية تشهدها المنيا فى مختلف القطاعات الإنتاجية واستثمارات ضخمة فى الزراعة والصناعة
د. زاهى حواس: عروس تحظى بمكانة خاصة على خريطة السياحة المصرية
د. مصطفى وزيرى: شهدت المنيا فى السنوات الأخيرة الكثير من الاكتشافات الأثرية المهمة
حمادة قلاوى: مقبرة إيزادورا لها مكانة خاصة حيث تحكى عن فتاة مصرية جميلة عاشت بمصر فى القرن الثانى قبل الميلاد
د. نجيب قنواتى: المقبرة 32 بمنطقة بنى حسن حافلة بالأسرار والخبايا التى تشغل فكر العلماء
العثور على أول بردية كاملة طولها 15 مترًا تتحدث عن كتاب الموتى فى منطقة الغريفة بالمنيا
عروس الصعيد محافظة المنيا، لها نصيب من اسمها بعدما أصبحت بيئة جاذبة للاستثمارات فى مختلف القطاع الإنتاجية، وفى طليعتها الصناعة والزراعة، واستصلاح الأراضى.
فى ظل اهتمام غير مسبوق من القيادة السياسية، بتحديث البنية التحتية فى مختلف محافظات مصر، وتوطين صناعات تتناسب مع ما تتمتع به من مقومات، حيث تتميز المنيا بوجود مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للاستصلاح والزراعة، وكذلك توافر الثروات المحجرية، مثل الحجر الجيرى والرخام، بكميات كبيرة، مما فتح المجال لإقامة عشرات المشروعات.
توجد فى محافظة المنيا حاليا 4 مناطق صناعية، اثنتان منها للصناعات الثقيلة واثنتان للمتوسطة والصغيرة. ويحظى قطاع السياحة بمكانة فريدة فى المنيا التى تتميز بتنوعها التاريخى والثقافي، واكتشاف عشرات الكنوز من حضارات مختلفة على أرضها، مما يعزز من مكانة المنيا فى خارطة السياحة المصرية.
تمتلك محافظة المنيا الكثير من المزارات السياحية التى شكلت جانبا من تاريخ الحضارة الإنسانية، وفى طليعتها منطقة تل العمارنة عاصمة مصر فى عصر إخناتون التى شهدت نشأة مدرسة الواقعية الفنية كما شهدت أشهر دعوة للتوحيد فى التاريخ المصرى القديم، وعُثر بها على تمثال نفرتيتى أحد أشهر قطع الآثار المصرية فى المتاحف العالمية، وهناك أيضا منطقة تونا الجبل التى شهدت امتزاج الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية والرومانية، وكذلك منطقة الأشمونين التى تحوى العديد من الآثار الفرعونية واليونانية. ومنطقة بنى حسن الأثرية التى تعتبر مهد الرياضة، وترجع لعصر الدولة الفرعونية الوسطى، وبها مجموعة من المقابر عليها مناظر ونقوش الحياة اليومية للمصرى القديم.
يقــــول الدكـــتور مصطفـــى وزيـــرى عـــالم المصريات: شهدت محافظة المنيا فى السنوات الأخيرة الكثير من الاكتشافات الأثرية المهمة تعود لزمن الفراعنة فى طليعتها ما تم بمنطقة الغريفة وتحديدا فى موقع جبانة الإقليم الخامس عشر خلال عصر الدولة الحديثة.
حيث تم العثور على جبانة العصر المتأخر فى أقصى شمال المنطقة وهى عبارة عن آبار دفن محفورة فى الصخر، تؤدى إلى حجرات دفن بها توابيت حجرية وخشبية وأكثر من 25 ألف تمثال أوشابتى وعدد كبير من الأوانى الكانوبية وآلاف التمائم وبعض التماثيل الحجرية والخشبية والتى تم عرض جزء كبير منها فى المتاحف المصرية.
كما تم الكشف عن جبانة أحد كبار موظفى وكهنة الدولة الحديثة بها العديد من المقابر المنحوتة فى الصخر بداخلها مئات من اللقى الأثرية من تمائم وحلى توابيت حجرية وخشبية بها مومياوات، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتى من الفخار والخشب لبعض كبار الموظفين مثل «جحوتى مس» الذى يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون والسيدة نانى التى تحمل لقب منشدة جحوتى.
ويوضح وزيرى أنه قد تم العثور فى منطقة الغريفة على لفافة بها أول بردية كاملة يتم العثور عليها ويبلغ طولها 15 مترا وتتحدث هذه البردية عن كتاب الموتى وتتميز بأنها فى حالة جيدة من الحفظ.
مومياء إيزادورا
كما يؤكد دكتور مصطفى وزيرى، أن محافظة المنيا تتميز بالعديد من الأماكن الأثرية، ومن أشهرها «تونا الجبل» والتى تحتوى على مقبرة بيتوزيريس كبير الكهنة من العصر اليونانى الرومانى، ومومياء إيزادورا شهيدة الحب الطاهر، وسراديب الإله تحوت، ومنطقة تل العمارنة الأثرية، وهى المنطقة التى اختارها إخناتون وزوجته نفرتيتى لإقامة عاصمة مملكته المسماة «أخت آتون» من أجل عبادة الإله الواحد «آتون» الذى يرمز إليه بقرص الشمس تخرج منه أشعة، تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون.
وتابع وزيرى قائلا: كانت مدينة «أخت آتون»، عاصمة لمصر فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وقد أعطى إخناتون حرية كاملة للفنان للتعبير عن نفسه، وما يحيط به مكوناً بذلك أول مدرسة للفن الواقعى المعروفة عالمياً بفن العمارنة.
ومـــن أشــــهر الأماكــــن الأثـريــــــة منطقـــــــة «الأشمونين» التى تجمع بين العديد من الآثار المختلفة لعدد من العصور، فهى بها آثار مهمة من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية أهمها «تماثيل للإله تحوت، وبقايا السوق اليونانى، وبقايا كنيسة على النظام البازلكى»، وقد لعبت دوراً كبيراً فى حرب التحرير ضد الهكسوس بمعرفة رئيس المدينة بعنخى.
وتأتى على قمة تلك الأماكن منطقة آثار «بنى حسن»، التى تحتوى على 39 مقبرة منحوتة فى الصخر لأشراف وحكام مدينة «حبنو» من عصر الدولة الفرعونية الوسطى، ومن أهمها مقبرة أمنمحات «أمينى» ومقبر «خنوم حتب» ومقبرة «باكت» مقبرة «خيتى» رسمت على جدرانها مناظر تمثل مختلف أنواع الرياضة، وتعد سجلاً كاملاً للحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى من التاريخ الفرعونى.
وأشار الدكتور مصطفى وزيرى إلى منطقة الشيخ عبادة، التى بناها الإمبراطور هادريان عام 120 ق.م تخليداً لصديقه أنتونيو الذى مات غرقاً فى النيل، وسُميت بمدينة أنتونيوبوليس، ومنطقة الشيخ عبادة مدينة مهمة فى العصر الفرعونى حيث وجد بها بقايا معبد الملك رمسيس الثانى المكون من عدة صالات وبوابة وأعمدة ضخمة مرسوم عليها رمسيس، وهو يقوم بتقديم طقوس العبادة للآلهة المختلفة خاصةً آلهة المنطقة «تحوت، حاتور، وثامون الأشمونين»، كما أن بها جبانة كبيرة من العصر الفرعونى واليونانى والرومانى .
وتضم محافظة المنيا أيضا منطقة البهنسا، ويقال إنه مشتق من كلمتى «بهاء النساء» بنت حاكم المدينة عند الفتح الإسلامى وتحتوى تلك المنطقة على أهم الآثار الإسلامية بها، ومن أشهرها مسجد الحسن بن صالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، وهو المسجد الوحيد فى مصر الذى له قبلتان، وضريح سيدى فتح الباب أحد أبطال الفتح الإسلامى ومسجد سيدى على الجمام : قاضى قضاة البهنسا وإمام المالكية فى عصره، بالإضافة إلى مجموعة من القباب مثل قبة أبوسمرة، وقبة الأمير زياد الفضل بن الحارث بن عبد المطلب.
تونا الجبل
بينما يشير حمادة قلاوى كبير مفتشى آثار ملوى، إلى الاكتشافات التى نجحت البعثة المصرية بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الأثرية بجامعة المنيا فى السنوات الماضية فى اكتشافها وفى طليعتها عدد من المقابر بمنطقة «تونا الجبل»، حيث توصلت البعثة إلى ثلاث آبار للدفن تؤدى كل منها إلى مقابر محفورة فى الصخر بها العديد من المومياوات، ووجود ما لا يقل عن 40 مومياء مختلفة الأعمار، من بينها عشر مومياوات لأطفال بعضها ملفوف بلفائف كتانية، والبعض الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقى، بالإضافة الى عدد آخر من المومياوات لرجال ونساء لا يزال يحتفظ بعضها ببقايا كرتوناج ملون، والبعض الآخر عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين.
وأضاف قلاوى: أهمية هذه الاكتشافات تكمن أولاً، فى معرفة وكشف جانب من تاريخ الفراعنة، كذلك تعزيز مكانة المنيا سياحياً فى الموقع الذى يتم اكتشافه وخصوصاً إذا كان مقبرة تكتشف لأول مرة يتم وضعها على جدول الزيارة بالمنطقة خاصة فأى كشف هو امتداد لمسار الزيارة، وأن مقبرة إيزادورا لها مكانة خاصة فى تاريخ مصر القديم، حيث تحكى عن فتاة مصرية عمرها 18 سنة، رائعة الجمال عاشت بمصر فى القرن الثانى قبل الميلاد فى عصر الإمبراطور هادريان، وهى من أسرة إغريقية كانت تعيش فى مصر فى مدينة أنتونيو بولس منطقة الشيخ عبادة الآن، كما كان والدها حاكما للإقليم المعروف حالياً بمحافظة المنيا، وكان لديه أيضاً قصر كبير فى مدينة أنتونيو بولس حيث يطل على النيل.
منطقة بنى حسن
من جهته كشف د. نجيب قنواتى أستاذ الآثار المصرية بجامعة ماكوارى الأسترالية ومؤسس قسم الآثار بقارة أستراليا، ورئيس البعثة الأسترالية بمنطقة بنى حسن، ما تمثله محافظة المنيا من أهمية المهتمين بالحضارة الفرعونية وتاريخ الحضارة الانسانية منوها فى البداية إلى أن المقابر الأثرية تنقسم إلى قسمين، جزء نقوم بزيارته ويطلق عليه المقصورة ومن أهدفها التعبد وتقدمه القرابين، والجزء الثانى هو مكان المقبرة الحقيقة التى توجد بداخل البئر ويوضع بها التابوت ومتعلقات المتوفى، وما أرتبط به أثناء حياته ويقوم الفنان بالرسم بما يتصل مع الحياة الأخرى ولا يتم رسم أية نقوش عن الحياة اليومية.
وأضاف د. قنواتى: لكن ما وجدناه داخل المقبرة 32 فى منطقة بنى حسن بمحافظة المنيا هو عكس ما عرفناه على مدار التاريخ ذلك تماماً وهذا ما توقفنا للتفكير والبحث كثيراً، فقد وجدنا بغرفة الدفن الرئيسية نقوشاً ورسوماً على الجدران عن الحياة اليومية لأن غرفة الدفن لا يوجد بها أحياء، وتكون بها مناظر للطعام ورسم حيوانات مذبوحة ورعاة يجرون حيوانات، فتتكون المقبرة من خمس غرف كبيرة وغرفتين لتخزين الطعام، ولذلك أطلق عليها شقة وليست مقبرة عادية.
ويؤكد قنواتى أن أهمية هذا الكشف تكمن فيما ما تحتويه المقبرة من زخارف مزينة بحجرة الدفن، والتى لم تكن مألوفة فى عصر الدولة الوسطى، الأمر الذى قد يفتح المجال أمام علماء الآثار لإعادة دراسة تطور زخرفة المقابر فى عصر الدولة الوسطى بشكل عام، بالإضافة إلى إن ظهور صاحب المقبرة على جدران حجرة دفنه يزيد من أهمية هذا الكشف، حيث إن تصوير الأشخاص على جدران غرف الدفن كان نادرا فى عصر الدولة القديمة إلى أن توقف تماما فى نهاية عصر الأسرة الخامسة، بعد أن بدأ تصوير الأحياء داخل غرف الدفن يشكل خطرا على المتوفى وفقا لاعتقاد المصرى القديم فى ذلك الوقت، بل وتطور الأمر بعد ذلك حتى لجأ الفنان المصرى القديم إلى تشويه العلامات الهيروغليفية التى تمثل كائنات حية.
كما أكد الدكتور وعالم الآثار زاهى حواس، أن محافظة المنيا تحظى بمكانة خاصة فى السياحة المصرية، وقد أسهمت الاكتشافات الأثرية التى تمت فى السنوات الأخيرة فى الكشف عن جوانب من أسرار الفراعنة وفى تعزيز مكانة المنيا على خارطة السياحة المصرية .
ويقول المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية ومشروعات الآثار والمتاحف بالمجلس الأعلى لآثار، تمتاز المنيا تحديدا بوجود المتحف الآتونى الذى يستوعب حوالى 4000 قطعة أثرية، كما يوجد على أرضها الكثير من المقابر الفرعونية التى لكل منها أسرارها التى يحرص السياح على التعرف عليها فى رحلتهم لافتا النظر إلى أن محافظة المنيا تتمتع بمكانة كبيرة بالنسبة لعشاق السياحة النيلية، خصوصاً رحلات الكروز، فهذه السياحة يتشوق لها الأجنبى أكثر من السفر عن طريق الصحراء للتمتع بالمناظر الآثرية مثل منطقة بنى حسن وتل العمارنة التى تطل على النيل.
كلمات بحث
عروس الصعيد
محافظة المنيا
القطاع الإنتاجية
مومياء إيزادورا
د. زاهى حواس
د. مصطفى وزيرى
حياة الناس
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أرشيف العالم مهدد بالانهيار.. قرن من النسيان
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام