رياضة



مدرب المصادفة الذى صنع التاريخ فى القارة الإفريقية.. معين الشعبانى.. مفجر «بركان» البطولات

3-6-2025 | 23:23
⢴ جلال الشافعى

حقق لقبا كل 17 مباراة مع الترجى التونسى.. وقاد نهضة المغرب لتحقيق أول ثنائية فى التاريخ
 
 
برغم صغر سنه التى لا يتجاوز الـ44 عامًا، وحداثة مسيرته التدريبية، يحمل المدرب التونسى، معين الشعبانى، مسيرة استثنائية فى عالم التدريب مع الفرق العربية على مستوى قارة إفريقيا، حيث واصل المدير الفنى لفريق نهضة بركان المغربى، ممارسة هوايته المفضلة فى صيد البطولات، وكتابة التاريخ فى مشواره التدريبى بعدما قاد الفريق المغربى، للفوز بثنائية تاريخية هذا الموسم، بدأت بالفوز ببطولة الدورى المغربى لأول مرة فى تاريخ النادى، ثم الحصول على البطولة الكونفيدرالية الإفريقية بعد التعادل (1 ـ1) ضد سيمبا التنزانى فى إياب النهائى، مستفيدا من تقدمه ذهابا (2 ـ0)، نجاحات تعكس رؤية تدريبية ناضجة وقدرات تكتيكية عالية، كما تؤكد أن الشعبانى قادر على التألق ليس فقط بين الأندية التونسية بل خارجها، وأن النجاح ليس له حدود جغرافية.  
 
تولى الشعبانى، تدريب الفريق المغربى فى يناير 2024، ونجح فى الوصول معه للمباراة النهائية فى البطولة الكونفيدرالية الموسم الماضى، ولكنه خسر اللقب فى النهاية أمام فريق نادى الزمالك، بعد أن فاز فى مباراة الذهاب بنتيجة 2/1 فى مباراة الذهاب، والخسارة فى مباراة الذهاب بهدف نظيف، وبرغم ذلك تمسكت إدارة النادى باستمراره على رأس القيادة الفنية، مبررة بذلك أنه لا يتحمل خسارة البطولة، وأن لديهم ثقة كبيرة فى قدراته، و تحقيق العديد من الإنجازات مع فريق النهضة مستقبًلا، وبالفعل نجح الشعبانى فى تدارك تلك الخيبة والعودة بسرعة ليقود نهضة بركان إلى مشوار ملهم فى كأس الكونفدرالية للموسم الحالى، والصعود على منصة التتويج للمرة الثالثة فى تاريخ النادى، وقطع الفريق المغربى مشوارا مذهلا فى نسخة 2024 ـ 2025، إذ خاض 14 مباراة حقق خلالها الفوز 11 مرة بجانب التعادل فى مناسبتين، وخسارة مباراة واحدة كانت فى إياب نصف النهائى ضد قسنطينة الجزائرى (0 ـ1) بعد الفوز ذهابا (4 ـ0).
 كما أنهى معين الشعبانى، الذى رفض تدريب منتخب تونس فى فبراير الماضى، واختار مواصلة مشواره مع الفريق البرتقالى، الموسم الجارى بطريقة مذهلة، إذ كان وراء أول تتويج لنهضة بركان بلقب الدورى المغربى 2024 ـ 2025، ليفرض نفسه النجم الأول للنادى، بعدما ضرب عصفورين بحجر واحد، إذ أصبح أول مدرب عربى وأول مدرب محلى يقود النادى البرتقالى إلى التتويج بأول لقب للدورى المغربى، إلى جانب انتزاع بطاقة المشاركة فى دورى أبطال إفريقيا الموسم المقبل، للمرة الأولى فى تاريخ كتيبة نهضة بركان، ومازالت لديه فرصة كبيرة فى الاستحواذ على بطولة محلية أخرى هذا الموسم وتحقيق ثلاثية تاريخية للفريق فى حالة الفوز بكأس العرش المغربى، الذى وصل فيه مع الفريق لنصف النهائى، لذلك يتصدر الشعبانى عن جدارة المشهد الرياضى المغربى فى الوقت الحالى، وأصبح بطلاً فى مدينة بركان، التى تعيش فرحة عارمة تعم أرجاءها، كما نجح الشعبانى أن يكرر،  تجارب سابقة عاشها مواطناه مع الكرة المغربية، أبرزها شيخ المدربين فوزى البنزرتى، مع نادى الرجاء الرياضى فى كأس العالم للأندية عام 2013، حين حل وصيفاً للبطل نادى بايرن ميونخ الألمانى، وبعده لسعد الشابى، الفائز مع النادى بلقب كأس "كاف" عام 2021.
 
مدرب الصدفة يصنع التاريخ 
فى 2016، تولى معين الشعبانى منصب المدرب المساعد للترجى تحت قيادة فوزى البنزرتى، ثم شغل المنصب ذاته مع المدرب خالد بن يحيى حتى أكتوبر 2018، ولعبت المصادفة دورا كبيرا فى تولى الشعبانى مهمة تدريب فريق الترجى  فى ذلك التوقيت، حيث تولى المسئولية بعد تقدم المدرب الأسبق خالد بن يحيى باستقالته، قبل أيام قليلة من مواجهة بريميرو دى أجوستو الأنجولى، فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا 2018، واضطرت إدارة الترجى  إلى إسناد المهمة بشكل مؤقت إلى الشعبانى، الذى قاد الفريق للتتويج ببطولة دورى أبطال إفريقيا على حساب الأهلى المصرى، ليقدم أوراق اعتماده، بعدما نجح فى قلب الطاولة على الأهلى المصرى فى نهائى دورى أبطال إفريقيا لعام 2018، خلال المباراة الشهيرة التى فاز بها الفريق التونسى على ملعبه بنتيجة 0-3، بعد أن خسر مباراة الذهاب خارج ملعبه، بنتيجة 3-1، ليصبح الشعبانى أصغر مدرب يفوز باللقب عن عمر 37 عاما، وهو ما دفع إدارة الفريق لتثبيته فى منصب المدير الفنى، ولم تتوقف إنجازاته عند هذا الإنجاز، حيث نجح فى الموسم التالى بالفوز بدورى أبطال إفريقيا للموسم الثانى على التوالى على حساب الوداد البيضاوى المغربى، وعلى الصعيد المحلى، قاد الفريق للفوز بنسخ سنوات 2019 و2020 و2021 من الدورى التونسي، فضلا عن نسختى 2019 و2020 من السوبر المحلى، تجدر الإشارة إلى أن الشعبانى قاد الترجى فى 122 مباراة بمختلف المسابقات، حقق خلالها 83 انتصارا و24 تعادلا، مقابل 15 خسارة فقط، وخلال تلك المدة، حقق المدرب التونسى 7 ألقاب، بمعدل لقب كل 17 مباراة، وهو معدل مرتفع للغاية.
 
الأفضل فى العالم 
تم اختيار معين الشعبانى، فى 2018 ضمن أفضل 10 مدربين فى العالم، كما أحرز جائزة ثالث أفضل مدرب فى القارة الإفريقية خلف الفرنسى هيرفى رينارد مدرب المنتخب المغربى آنذاك وأليو سيسيه مدرب السنغال فى ذلك الوقت، ومن المؤكد أن المدرب التونسى سينافس على لقب الأفضل هذا الموسم، بعد أن نجح فى تحقيق البطولة الكونفيدرالية مع فريق نهضة بركان، وتحقيق بطولة الدورى المحلى لأول مرة فى تاريخ النادى، وستكون حظوظ الشعبانى كبيرة فى الفوز بهذا اللقب الشخصى لو نجح فى تحقيق بطولة السوبر الإفريقى، وكذلك تحقيق بطولة كأس العرش فى المغرب. 
 
يهدد عرش استاذه 
يصنف الشعبانى، صاحب الـ 43 عاماً، مرشحاً بارزاً فى بلاده، لتهديد عرش المدير الفنى المخضرم فوزى البنزرتى (75 عاماً)، الذى يعتبر الأكثر تتويجاً فى الكرة التونسية، بـ 23 لقباً فى مسيرته، وهو ما يجعل معين أمام فرصة تاريخية لمعادلة هذه الأرقام، فى السنوات المقبلة، أو ربما تحطيم إنجازات "شيخ المدربين التونسيين"، الذى سبق للشعبانى أن عمل إلى جانبه مدرباً مساعداً فى نادى الترجى، ليرسخ قاعدة المنافسة بين التلميذ والأستاذ، ونجح النجم السابق للترجى أن يثبت بأنه المدرب الأفضل بين أبناء جيله فى الوقت الحالى، وهو ما يفسر رغبة الاتحاد التونسى لكرة القدم فى التعاقد معه لقيادة منتخب "نسور قرطاج"، مطلع العام الحالى، لكن الشعبانى اعتذر عن عدم قبول العرض، احتراماً لعقده مع نهضة بركان، ليكسب الرهان فى نهاية الأمر، بكتابة اسمه بأحرف من ذهب، فى سجلات النادى المغربى.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام