رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
نحن والعالم
بعد هجومه على الجيش السورى الجديد فى البادية.. هل يُبعث "داعش" من جديد فى سوريا؟
3-6-2025
|
23:39
إلهامى المليجى
عودة تنظيم «داعش» كفاعل فى المشهد تعنى ضمنا تأجيل أى إمكانية لتوافق سياسى أو إدارى
ما يفعله التنظيم اليوم ليس مجرد اختبار للفراغ الأمنى بل تلغيم مبكر للمستقبل
بعد الهجوم المفاجئ على الجيش السورى الجديد فى البادية، تعود التساؤلات حول تنظيم داعش إلى الواجهة مجددًا: هل انتهى فعلًا؟ أم أن الفوضى السورية المستجدة تمنحه فرصة أخرى للصعود من تحت الركام؟ هذه قراءة تحليلية فى خريطة الخطر المتجدد.. فى الصحراء الممتدة بين تدمر ودير الزور، وبين أنقاض المدن التى أحرقها الصراع، وبين خطوط السيطرة المهترئة التى تتداخل فيها المصالح والتناقضات، عاد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام “داعش” ليضرب مجددًا.
لم يكن الهجوم الأخير على “الجيش السورى الجديد” مجرد حدث ميدانى، بل كان ومضة حارقة فى ظلام الصحراء السورية، تذكّر الجميع بأن شبح “الخلافة” لم يُدفن بعد، وأن من يظن أن التنظيم قد انتهى، ربما لا يرى جيدًا ما يجرى تحت الأرض.
لكن السياق اليوم مختلف. فالهجوم يأتى بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتغيّر معادلات الإقليم، وتراجع حلفاء الأمس، وظهور ملامح “سوريا جديدة” لم تستقر ملامحها بعد. فى هذا الفراغ الواسع، يعود تنظيم “داعش” ككابوس مموّه، بلا رايات سوداء، ولكن بشهية مفتوحة للفراغ والدم والدمار.
الخلافة كفكرة.. باقية
منذ أن لفظت “خلافة البغدادي” أنفاسها الأخيرة فى الباغوز عام 2019، لم يختفِ تنظيم داعش، بل دخل فى طور الكمون والتنقل والتمويه. اختفت الرقعة الجغرافية التى أعلنها، لكن الفكرة لم تندثر، بل أعادت إنتاج ذاتها فى هيئة خلايا متنقلة، تعتمد على:
< حرب العصابات.
< الكمائن الليلية.
< التفجيرات الانتقائية.
< اغتيال القيادات المحلية.
< السيطرة المؤقتة ثم الانسحاب
من يملأ الفراغ؟
سوريا اليوم ليست دولة موحّدة بالمعنى الكلاسيكى، بل هى ساحة انتقالية معقدة تُعاد فيها هندسة السلطة والنفوذ. فبعد سقوط نظام بشار الأسد، وغياب الإيرانيين وانكفاء الروس إلى نقاط بحرية محدودة، تَشكّلت معادلات جديدة، تعيد تعريف مَن يحكم ومَن يمسك بالأرض.
فى دمشق، برزت حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، تحظى باعتراف دولى متزايد، وتسعى إلى ترميم مؤسسات الدولة وبناء شرعية داخلية، لكنها تواجه تحديات هائلة فى بسط سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية، وسط تنامى نفوذ أمراء الحرب المحليين، واستمرار بعض الجيوب الخارجة عن السيطرة.
فى الشرق، تواصل قوات “قسد” – بدعم أمريكى – إدارة مناطق واسعة، لكنها تعانى من توترات مع العشائر ومخاوف من تغلغل عناصر تنظيم “داعش”.
أما فى البادية، حيث لا سلطة واضحة، فالصحراء مفتوحة أمام كل الاحتمالات.
إنه مشهد لا تحكمه دولة مركزية قوية، بل حكومة تحاول الإمساك بدفّة التوازنات، فى بحر من التناقضات والتدخلات المتقاطعة. وفى هذا الفراغ المركّب، يجد تنظيم “داعش” مجالًا فسيحًا للمناورة، مستفيدًا من خطوط التماس وضعف التنسيق بين القوى الفاعلة.
الهجوم الأخير: رسائل دم فى رمال خاوية
ضرب تنظيم “داعش” الجيش السورى الجديد لمجرد توجيه رسالة، لا لتحقيق انتصار ميدانى دائم. الرسالة واضحة:
< نحن هنا، برغم انهيار النظام وغياب الحلفاء.
< الفراغ لصالحنا، ما دمتم تتصارعون ولا تتوحدون.
< سوريا الجديدة لم تولد بعد، وما لم تولد، لن نغيب.
إنها لحظة استعراض إستراتيجى، لا عسكري. تنظيم اعتاد أن يضرب ثم يختفي. لكنه اليوم يقول إنه لا يختفى، بل يتحرك بثقة فى رُقعة لا مالك لها.
التهديد البنيوى لسوريا الجديدة
ما يُحضر له تنظيم “داعش” اليوم يتجاوز الخطر الأمنى المباشر. إنه يهدد إمكانية قيام سوريا جديدة قابلة للحياة. إذ إن التنظيم يضرب فى جرح لم يندمل.
- كيف يمكن لقوات “قسد” أن تواصل بناء إدارتها الذاتية، بينما تعيش فى حالة طوارئ دائمة خوفًا من الخلايا النائمة؟
< كيف يمكن للجيش السورى الجديد أن يتحول إلى نواة وطنية بينما تُستنزف طاقاته فى ملاحقة أشباح الصحراء؟
< كيف يمكن للأمريكيين أو الأتراك فرض استقرار فى مناطقهم، بينما التنظيم يحفر من تحتهم؟
إن عودة تنظيم “داعش” كفاعل فى المشهد، تعنى ضمناً تأجيل أى إمكانية لتوافق سياسى أو إداري. بل وربما إعادة خلط الأوراق، ودفع بعض الأطراف الخارجية للتدخل مجددًا تحت شعار “محاربة الإرهاب”، وهو ما قد يسمح بعودة من غادروا.. لا حبًا فى سوريا، بل خوفًا من أن تنفجر خريطة الإقليم بأكمله.
ما لم يدفن بعد
سوريا اليوم على مفترق طرق حاد: إما أن تنجح القوى المحلية فى خلق نموذج جديد ينهى عصر الفوضى، أو تعود لتكون ساحة تُداس فيها كل المشاريع بحذاء “داعشي” متربص.
فتنظيم “داعش” لا يملك مشروع بناء، لكنه بارع فى تدمير ما لم يبن بعد. ولذلك، فإن الحرب لم تنته.. بل بدأت من جديد، ولكن بأسماء جديدة، وقواعد أكثر خطورة.
إن ما يفعله تنظيم “داعش” اليوم ليس مجرد اختبار للفراغ الأمنى، بل تلغيم مبكر للمستقبل. فكل تأخير فى بناء عقد وطنى جديد، وكل تلكؤ فى توحيد القوى على مشروع جامع، هو مساحة إضافية يمنحها الزمن للتنظيم كى يعود.. لا كدولة، بل ككارثة دائمة.
كلمات بحث
داعش
الجيش السورى
سوريا
نحن والعالم
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
إصرار إسرائيلى لمنع المساعدات والغذاء عن قطاع غزة.. تجويع الفلسطينيين جريمة حرب
يعانون آلام الفقد لذويهم أمام أعينهم.. علاج نفسى لأطفال غزة
مخاوف من اندلاع الحرب الشاملة بحلول 2030.. روسيا والناتو.. هل تكون شرارة الصراع القادم؟
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام