رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الأحد 15 يونيو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
عالم شبكة العنكبوت
4-6-2025
|
01:39
جمال الكشكي
العالم التقليدى يتلاشى، الصورة الذهنية عن النظام الدولى باتت تتمزق. نحن أمام أنقاض نظام، وظهور آخر يتشكل ليس من الفلسفة أو القانون الدولى، أو المنظمات، بل من عالم لا مرئى، عالم وافد من خرائط الذكاء الاصطناعى، ووادى السيليكون، عالم بلا مناعة، لا قبة حديدية ولا ذهبية، ولا غواصات عابرة لمحيطات تمنع الضربات المفاجئة التى تكمن فى قبضة يد، أو ضغطة زر، قبضة يد مسيرة، تختبئ فى لعبة أطفال.
يذكرنى هذا بما جرى فيما يسمى الربيع العربى الذى استخدم شعارات صغيرة عادية، لكنها كانت سامة، أعتقد أنها كانت تشبه المسيرات الحالية التى أصبحت تتحكم فى غرف السياسة العالمية.
يوم الأحد الماضى، الأول من يونيو الجارى، وصف بأنه اليوم الأقسى فى تاريخ روسيا الاتحادية، لقد تلقت هجوما مباغتا بطائرات مسيرة، قطعت عبر عملية سرية أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة كيلومتر من الحدود الأوكرانية - الروسية، ووصلت حتى شرق سيبيريا، وقصفت مطارات عسكرية، وطائرات عملاقة من أحدث الطائرات العالمية، منها تلك التى تحمل رؤوسا نووية، إضافة إلى مهاجمة غواصات فى البحر.
هذه العملية أطلق عليها "شبكة العنكبوت"، وهى العملية التى تذكرنا أيضا بعملية "البيجر" فى بيروت، حين هاجمت إسرائيل قادة وأعضاء من حزب الله فى لبنان عبر أجهزة "البيجر"، وأجهزة الاتصالات الأخرى، فى حادثة شكلت لحظة شائكة من مسارات الحروب فى عالم العنكبوت.
نحن نعلم أن أوهن البيوت بيت العنكبوت، لذا جاءت هذه العملية لتكشف لنا أن العالم بالفعل يشبه بيت العنكبوت، وأن جدرانه تتصدع بشكل متلاحق، ومن ثم فإن الخطر القادم من المستقبل بات يهدد هذا العالم القديم، بل يُطلق جرس إنذار خوفا من انهيار حضارته، وظهور أخرى لا تقف على قوانين دولية أو محلية.
ثمة مجانين فى هذا العالم يبحثون عما يسمى حملة "المليار الذهبى"، أى إنقاص البشر إلى حدود المليار من المليارات السبعة حالياً، فهؤلاء يخترعون وسائل وأدوات صغيرة، لكنها قاتلة، كأنهم يذكروننا بقدامى المحاربين الذين كانوا يسممون الآبار فى أراضى أعدائهم.
مسيرة صغيرة واحدة قد تشعل حريقا فى مدينة كبرى، أو قد تتسلل إلى مؤسسة فتدمرها، أو ربما تستهدف شخصيات مؤثرة فى معادلات الصراعات الدائرة بين خرائط القوى والنفوذ.
هذا الطراز الحديث من "الجنون المسير" يحتاج إلى فرملة من عقلاء وحكماء قبل أن يندثر هذا العالم، فالسلاح النووى الذى كان يخيفنا، أصبح لا شىء أمام هذا الخطر الجديد الذى قد يباغت العالم فى غرف نومه.
إن آلاف القوانين التى سنها العالم على مدى قرون باتت اليوم حبرا على ورق، وأن الأعراف التى ارتضاها النظام الدولى تهشمت بفعل هذا السلاح الصغير، كما أن إستراتيجيات الدول التى كانت تبدو ثابتة منذ سنوات، صارت تتغير بتوقيت اللحظة، كما أن التكتيكات السريعة لهذه الدول لم تستطع اللحاق بسرعة هذه المسيرات، كل شىء تغير، العالم القديم أصبح فى قبضة شبكات العنكبوت.
العالم الحديث صار يفرض قوانينه وآلياته التى لا نعرفها بعد، عالم قادم من الصدمة، والمفاجأة وعدم اليقين الدائم، عالم حساباته تتغير بين لحظة وأخرى، لا حصانة لحدوده أو سماواته، بل اختلط كل شىء فى لحظة واحدة، ويبدو أننا فى حاجة إلى فلسفة سياسية واجتماعية جديدة لإنقاذ هذا العالم من براثن الجنون المسيّر.
كلمات بحث
عالم شبكة العنكبوت
النظام الدولى
مقالات رئيس التحرير
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام