رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
السبت 19 يوليو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
مقالات رئيس التحرير
أحلام توسعية.. وحسابات خاطئة
14-6-2025
|
18:47
جمال الكشكي
ما يحدث الآن من حولنا يؤكد أن مشروع نتنياهو فى نهايته، وأنه يستقطع الوقت فقط، وأننا أمام عالم جديد، يعيد قراءة السردية بقليل من العدالة، هذه العدالة قد تنمو وتكبر، وتضع أختامها على مشهد جديد، لن يعترف بسياسة القوة والقتل والإبادة للأبد
الحرب فى قطاع غزة، ستتوقف حتما مهما تكن الأوضاع، وستخلف جرحا غائرا فى ذاكرة نتنياهو، ستلاحقه فى المحاكم الدولية، وستطارده فى المحافل الدولية، حتى داخل إسرائيل، عندما يستفيق الإسرائيليون ويجدون أنفسهم فى محيط عدائى، إقليميا ودوليا
الرسالة المستمرة من قبل نتنياهو إلى المنطقة، هى مزيد من إراقة الدماء والإبادة، وارتكاب جرائم حرب فى قطاع غزة، وهى الرسالة الدموية التى يتحصن بها رئيس الوزراء الإسرائيلى، وحكومته المتطرفة، بهدف صناعة إسرائيل الثابتة، وتأسيس خريطة جديدة، تضاف إلى خريطة ديفيد بن جوريون، فالحرب أبعد من غزة.
نتنياهو يتوق إلى الاشتباك فى أوسع جغرافيا ممكنة، فهو لديه أحلام توسعية يعمل عليها ليل نهار، تنطلق من مخططات، وإستراتيجيات إسرائيلية قديمة، ويرى أن وقتها قد حان، مستغلا أحداث السابع من أكتوبر 2023، كشرارة، تشعل الحرائق فى منطقة الشرق الأوسط.
حاول نتنياهو فى حواره الهاتفى الأسبوع الماضى، مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى استمر قرابة 40 دقيقة، أن يسمح له ساكن البيت الأبيض، بالهجوم على إيران، بغض النظر عن المفاوضات الدائرة، بين واشنطن وطهران، لكن ترامب حسب تصريحاته، لا يزال يأمل فى التوصل إلى اتفاق، خوفا من إشعال حرب تهدد المصالح الأمريكية فى المنطقة، والتى بناها خلال فترتيه الرئاسيتين، وبالتالى فإن أحلام نتنياهو بالحرب، تصطدم بالمصالح الأمريكية الكبرى.
هذا الصدام، لا يثنيه عن مشروعه لقضم الخرائط المستقرة، والصدام مع الجغرافيا من أجل إعادة رسم خريطة إسرائيلية، لا تتوقف - حسب مزاعمه - عند الجغرافيا الفلسطينية، فالقصة أبعد من فلسطين، فقد عايشنا طوال العامين الماضيين معركته فى جنوب لبنان، ثم فى لبنان، وفى سوريا، واليمن، والعراق، عبر أمريكا، ثم إيران فى مرتين، ولا يزال يحلم بالاصطدام بطهران، من أجل استعراض قوته، وتوسيع نفوذه وخرائطه.
هنا أسجل أن الاصطدام بإيران التى تمتلك مليونًا وستمائة ألف كيلو متر مربع جغرافيا، لا يمكن أن تكون حربا عادية، كما يتوهم نتنياهو، وهو يعرف ذلك جيدا، لكنه يريد أن يورط أمريكا وحلف الناتو، فى مواجهة قد تشعل حربا عالمية جديدة.
تصريحات نتنياهو، حول قيادته للشرق الأوسط، إنما تصريحات وهمية تصطدم بقوة الجغرافيا، وعمق التاريخ، فلا يمكن لكيان يحتل نحو عشرين ألف كيلو متر مربع، أن يقود المنطقة حسب أوهامه، بالكاد يستطيع الحفاظ على وجوده ضمن سلام عادل، يقوم على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الحد الأدنى الذى يرتضيه سكان منطقة الشرق الأوسط.
الحرب فى قطاع غزة، ستتوقف حتما مهما تكن الأوضاع، وستخلف جرحا غائرا فى ذاكرة نتنياهو، ستلاحقه فى المحاكم الدولية، وستطارده فى المحافل الدولية، حتى داخل إسرائيل، عندما يستفيق الإسرائيليون ويجدون أنفسهم فى محيط عدائى، إقليميا ودوليا.
التظاهرات التى تخرج يوميا فى عواصم العالم ضد الإبادة الجماعية، تؤكد أن صورة إسرائيل لن تصمد كثيرا، ولن يصدق أحد سرديتها عن المظالم، التى تعرض لها اليهود فى العالم.
شاهد العالم كله ما جرى من قرصنة للسفينة مادلين، فى عرض البحر وفى المياه الدولية، وهى السفينة التى حملت شخصيات من كل العالم، أرادت أن تعبر عن الغضب مما يجرى تجاه أهالى غزة، من إبادة وجرائم مروعة.
إسرائيل كعادتها، قامت بقرصنة السفينة، وهددت باعتقال من عليها، بمن فيهم بعض أعضاء البرلمان الأوروبى، اللافت للنظر أن أوروبا ظلت تمد إسرائيل بالسلاح والعتاد، والبضائع طوال العامين السابقين، وتستخدم قوة الدبلوماسية فى الأمم المتحدة، ومع ذلك لم يشفع لأوروبا هذا الموقف، وقامت إسرائيل باعتقال واحتجاز أفراد السفينة «مادلين».
مشهد السفينة، سيظل عالقا فى أذهان الرأى العام الأوروبى، الذى بدا خلال الفترات الماضية، يتحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطين، على العكس مما كان يظن بنيامين نتنياهو، أى أنه فشل فى الحرب والسلام، وبات عبئا على حلفائه الأوروبيين، فنجد إسبانيا والنرويج، وأيرلندا، تسارع جميعا إلى الاعتراف، بدولة فلسطينية كاملة، ثم تتلوها دول أخرى، أبرزها فرنسا التى دعت على لسان رئيسها، إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وإلى مؤتمر يعقد على الأراضى الأمريكية، من أجل هذا الهدف.
بالطبع رأينا بريطانيا صاحبة وعد بلفور، وهى تعيد النظر فى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية، وتضاف كندا، إلى الدولتين السابقتين، فى تصاعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أى أن نتنياهو، خسر إستراتيجيا سرديته التى آمن بها الغرب طويلا، فإذا به يهشم ويكسر ويمزق هذه السردية، التى تحولت إلى أوهام فى أعين الغرب الأوروبى.
هذه اللحظات التى يعتقد فيها نتنياهو، بأنه يمتلك أوراق القوة والنفوذ، هى نفسها اللحظات التى تكشف عن هشاشة أحلامه، وأكاذيب توسعاته، وانفضاض حلفائه من حوله، وأن الفكرة التى ترى إسرائيل نقطة قوة لأمريكا، هى أيضا الفكرة التى تؤكد أن إسرائيل باتت نقطة الضعف الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية.
فى أحيان كثيرة، تكتشف أن القوة محض وهم كبير، وفور أن تقترب منها تتهاوى أو تتراجع، ما يحدث الآن من حولنا، يؤكد أن مشروع نتنياهو فى نهايته، وأنه يستقطع الوقت فقط، وأننا أمام عالم جديد، يعيد قراءة السردية بقليل من العدالة، هذه العدالة قد تنمو وتكبر، وتضع أختامها على مشهد جديد، لن يعترف بسياسة القوة والقتل والإبادة للأبد.
كلمات بحث
أحلام توسعية
مشروع نتنياهو
إيران
الشرق الأوسط
مقالات رئيس التحرير
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
لعبة إشغال الإقليم
الخرائط فى قبضة الزلازل السياسية
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام