رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
السبت 19 يوليو 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
دائرة الحوار
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
حياة الناس
أرشيف العالم مهدد بالانهيار.. قرن من النسيان
14-6-2025
|
20:09
مصطفى عبادة
البشرية تختفى ببطء خلف ستار من غموض الذكاء الاصطناعى والتخزين الرقمى غير المستقر
كل ما هو بشرى فى مهب الريح وكأن البشرية مساقة بقوة قاهرة إلى إفناء نفسها
تم تصميم روبوتات رعاية المسنين لتعزيز التفاعل الاجتماعى الذى يبطئ تقدم الخرف
الروبوتات الاجتماعية شائعة مثل أجهزة التلفزيون أو السيارات، يستلزم ذلك تغييرًا اجتماعياً غير مسبوق
إذا كان يطلق على القرن العشرين أنه «قرن الدم»، إذ شهد 114 حربا، بمعدل أكثر من حرب فى العام الواحد، فإن القرن الواحد والعشرين يسمى لدى بعض المفكرين «قرن النسيان» ليس نسيان ما يجرى أو ضياعه، بل النسيان المتعمد لكل الماضى، فكل الظواهر والآليات التكنولوجية تدعو إلى الانغماس فى اللحظة، دون أى امتداد لها، فى الماضى، الانشغال الأهم الذى تدفع إليه التكنولوجيا، هو المستقبل، بلا ظلال من الماضى، وبسرعة شديدة تتحول كل اللحظات التى نعيشها إلى ماض.
وفى بعد آخر فى هذا السياق، فقد وضعت البشرية كل ما يخصها، صورا؛ ووثائق رسمية، لحظات الفرح والحزن، مشاعر اللقاء ولواعج الفراق، على الإنترنت، وهناك شرائح متسعة من الناس لا يعرفون الحياة خارج الإنترنت، لا يشعرون بشيء خارج شاشاتهم الزرقاء، لها يبتسمون ويعبسون، ومعها يتحاورون، حتى إن بعض العجائز فى بلاد الغرب، يعيشون مع روبوتات تخدمهم، وتتحدث معهم، وترسل إليهم الرسائل النصية، تقوم الروبوتات بدور الرفيق البشرى، مما أغرى حتى الشباب بخوض التجربة، وصاروا يصادقون تطبيقات الذكاء الصناعى الناطقة، كل ما هو بشرى، كل ما يدل علينا، فى مهب الريح، كأن البشرية مساقة بقوة قاهرة إلى إفناء نفسها، وكأن العقل البشرى قد وصل إلى منتهى حدوده، كما قال سابقا فيلسوف الغرب الأشهر «برتراند راسل».
فى أحد الأيام من شهر مايو، من عام 2014، انقطعت خدمات الاتصالات فى أستراليا، لم تكن المرة الأولى، فقد الناس السيطرة على الوضع وكانت المشكلة الأكبر هى المعاملات المالية، وانهيار عدد كبير من الشركات الصغبرة، الأمر نفسه حدث فى كندا، انقطعت الاتصالات، لم يتمكن أحد من الاتصال حتى برقم الطوارىء، توقفت الحياة، كما فى فيلم جوليا روبرتس؛ "اترك الحياة خلفك"، فكل الأمور تدار عبر الشبكة العنكبوتية، وهى لم تعد موجودة فجأة، ولسبب ما طبيعى أو بفعل تدخل بشرى، سوف ينهار كل شيء، بما فى ذلك سلاسل الغذاء، وخدمات الطوارئ، والمستشفيات والغاز والكهرباء، سوف تختفى كل السمات الدنيوية للعالم، كل الأغانى والملاحم.. إنها الحرب الأشد قسوة التى سوف تفنى ذاكرة البشر ومشاعرهم، بضغطة زر واحدة، سيختفى كل هذا الخيال الذى اجتهدت البشرية فى صنعه، على مدار مئات القرون، ما الذى يدل على أن بشر القرن الجديد كانوا هنا؟
اختفاء 38 ٪ من صفحات الويب
وفقًا لدراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة، بشأن اختفاء تاريخنا الرقمى، وجد الباحثون أن المشكلة تزداد حدة كلما تقدمت صفحة الويب فى العمر، حيث إن 38 ٪ من صفحات الويب التى حاول مركز بيو الوصول إليها، التى كانت موجودة فى عام 2013 لم تعد تعمل، لكن هذه المشكلة تُمثل أيضًا مشكلة للمنشورات الأحدث، نحو 8 ٪ من صفحات الويب المنشورة فى وقت ما من عام 2023 اختفت بحلول أكتوبر من ذلك العام.
لا يقتصر هذا القلق على هواة التاريخ ومدمنى الإنترنت فحسب، فوفقًا للدراسات، يحتوى واحد من كل خمسة مواقع حكومية على رابط معطل على الأقل، ووجد مركز بيو أن أكثر من نصف مقالات ويكيبيديا تحتوى على روابط معطلة فى قسم المراجع، مما يعنى أن الأدلة التى تدعم معلومات الموسوعة الإلكترونية تتلاشى تدريجيًا.
إس. إي. سميث، مؤلفة روايات الخيال العلمى، والفانتازيا، والسفر عبر الزمن، والحائزة على جوائز عالمية، وقائمة نيويورك تايمز للأكثر مبيعا، كتبت مقالا طويلا استندت فيه على المعلومات التى نشرها مركز "بيو" وتساءلت هل الإنترنت سيبقى للأبد؟ وماذا سيحدث لثقافتنا عندما تبدأ المواقع الإلكترونية بالاختفاء عشوائيًا؟
وأضافت: نشاهد الإنترنت يتلاشى، بينما تزدهر المواقع والتطبيقات وتنهار، تبتلعها شركات الاستثمار الخاصة، أو تُغلق بسبب الإرهاق، أو ببساطة تتجمد فى الزمن، آخذةً معها ذكرياتنا، وظواهرنا الثقافية، نظريًا، وكما نحب أن نقول لجمهور "زوم" الذين ينشرون كل شيء، "الإنترنت أبدي"، يستطيع أصحاب العمل والأعداء، بل سيفعلون، كشف أسوأ لحظاتك على الإنترنت، وحتى الأشياء التى حذفت نظريًا يمكن إعادتها إلى الظهور على مواقع وأرشيفات معكوسة، مع لقطات شاشة لمنتديات شبه منسية، ومع ذلك، فى الواقع، يمكن للأشياء أن تختفى كما لو لم تكن يومًا، وأحيانًا فجأة، نفس سهولة الوصول وقلة عوائق الدخول، يمكننى إنشاء موقع ويب فى الوقت الذى يستغرقه إنهاء هذه الجملة، ويمكن قفل أو حظر حساب على مواقع التواصل الاجتماعى لانتهاك حقيقى أو مُتصوَّر لشروط الخدمة فى لمح البصر، وقد تختفى فجأةً منشورة نسوية عريقة، وقد تختفى شركة إخبارية ناشئة من الوجود بنفس السرعة التى برزت بها، وقد تُدمّر المؤسسات الإخبارية عقودًا من الصحافة الموسيقية أو أرشيفات التلفزيون بلمح البصر. قد تُخفى الروابط المُعاد هيكلتها وبنية بحث معطلة تمامًا مقالًا عن أنظار الجميع، باستثناء الأكثر تصميمًا، أتساءل، على سبيل المثال: لماذا يبدو الوضع الراهن بهذه القسوة؟ الإجابة الأوضح والأقصر هى أن الأمور تبدو أكثر واقعية عندما نعيشها وتؤثر فينا مباشرةً؛ ما نفهمه فكريًا عن التاريخ يختلف عندما نعيشه، خصوصاً بالنسبة لمن هم "مُستخدمون للإنترنت بشكل مفرط" بيننا، الذين يغرقون دائمًا فى حزن متواصل على زوال الإنترنت.
الإجابة الأطول تُشير إلى سلسلة من الاتجاهات التاريخية التى تُعيد تشكيل البشرية جذريًا، حيث يُبرز ازدهار الذكاء الاصطناعى كمساهم قاس بشكل خاص فى وضعنا الحالى، بينما يستمتع الكثيرون بقليلٍ من الذكاء الاصطناعى، كنوع من التسلية، أو يجرّبون استخدام ChatGPT للمساعدة فى صياغة رسالة غاضبة، تسهم دون قصدٍ فى محرك يأسنا. نحن نُمحى ببطء، ولكن بدلًا من أن نعبر بسلام إلى الوادى مع مد وجزر الأمواج الهادئة، تُستبدل بنا القمامة بنشاط.
قمامةٌ تُنتجها صناعةٌ تُطلق على نفسها اسم "الذكاء الاصطناعي" - وهو مصطلحٌ مُفرطٌ فى استخدامه لدرجة أنه بدأ يفقد معناه - تلتهم محتوانا ثم تعيد إنتاجه، أعلمُ أن محتواى سيستخدم لتدريب نموذج لغوى كبير آخر مُصمم ليحل محلى، حيث تحاول الشركات استبدال الإبداع والمتعة بجبل من القمامة، أحاول التفاوض على بنود وقائية فى العقود، ويرفض طلبى، وأسهر الليل أتساءل عن مقدار عملى الذى تم دمجه بالفعل فى أنظمة تدر مليارات الدولارات من الأرباح لصانعيها على حساب عملنا، وأتنهد كلما سجلت دخولى إلى LinkedIn، وجميع وظائف الكتابة هى فى الواقع إعلاناتٌ لتدريب أحدث رواج الذكاء الاصطناعي.
يحرق الذكاء الاصطناعى العالم حرفيًا باسم الأرباح، يدمر التاريخ والثقافة لتغذية "إمبراطورية الربح"، والنتيجة تسميم الإنترنت، ومشهد مشبع بالمعلومات المضللة وقمامة الذكاء الاصطناعى - فى أحسن الأحوال مضحكة، وفى أسوأ الأحوال قاتلة. هناك أيضًا فقدان غريب ومرير للاستقلالية فى مشاهدة البشر يختفون ببطء خلف ستار من غموض الذكاء الاصطناعى والتخزين الرقمى غير المستقر بطبيعته، وهو تحول مظلم فى وقت يكافح فيه الكثير منا من أجل حقنا فى الوجود فى أجسادنا، لقد أصبحنا نقبل، دون قراءة، شروط الخدمة التى تمنح حقوق محتوانا للمنصات التى ننشر عليها، وعندما تغلق هذه المنصات فجأة محتوانا أو تحذفه، أو تمنعنا من الوصول إلى حساباتنا، فإننا نحزن على الخسارة ونتلقى درسًا مباشرًا فى معنى التنازل عن حقوقنا الرقمية، عندما أختار حذف تغريداتى، أو إزالة مدونتى المستضافة ذاتيًا من الإنترنت، أو إنشاء حساب على فينستا، فأنا أتحكم فى مصير بياناتى، لكن فقدان السيطرة عندما يحتفظ الفائزون بالأرشيفات يجعلنى أشعر بالضآلة والنسيان وسهولة التخلص منى.
وتختم الكاتبة رأيها قائلة: لا يمكننا أن نأمل فى التقاط كل جزء من الإنترنت، من الأيام الأولى المتأخرة لوكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA) إلى مقاطع الفيديو المرفقة بكل صوت على تيك توك، للحفاظ على سيل المحتوى الذى نغرق فيه جميعًا، ولكن يمكننا إجراء محادثة حول الأشياء التى نقدّرها ونعتقد أنه يجب الاحتفاظ بها، والأشياء التى يجب السماح لها بالاختفاء فى الأمواج، ومن منا يستحق أن نتذكره، ويتردد صداه، مثل ضحكة ساجان، فى المستقبل، ما مدى ارتياحنا لاختفاء قطاعات كاملة من المهن والمساعى الفنية؟ ومن يتخذ هذه القرارات - شركات الاستثمار الخاصة أم الصحفيون، الذكاء الاصطناعى أم أمناء الأرشيف، المليارديرات أم العمال؟ إن إجابات هذه الأسئلة، والطريقة التى نعرّف بها أنفسنا اليوم، ستشكل ثقافة مستقبلنا.
كيف دمر الإنترنت التجربة الإنسانية؟
إريك لى، الباحث فى شئون الإنترنت والمستقبل، كتب مقالا عن اختفاء الروح الإنسانية بسبب الالتصاق بالتكنولوجيا، وتاثير ذلك على الذاكرة البشرية، جاء فيه: فى المرة المقبلة التى تغادر فيها منزلك، انظر حولك، ماذا يفعل الناس؟ ما الذى ينتبهون إليه فى حياتهم اليومية؟ لو سألت هذا السؤال قبل عشرين عامًا، لربما كانوا ينظرون حولهم - على الأقل إلى أين يتجهون - أو ربما كانوا يتحدثون مع الآخرين.
إذا طرحتَ هذا السؤال اليوم، فمن المرجح أن الغالبية العظمى من الناس - حتى الأطفال الصغار - سيتفاعلون مع هواتفهم أو أى جهاز إلكترونى مشابه بطريقة أو بأخرى، يُرسِل الناس الرسائل النصية أثناء المشى، ويقودون السيارات، بل وحتى أثناء "قضاء الوقت" مع الآخرين، أو قد يكونون من بين أكثر من 80 ٪ ممن يُفضّلون التحدث مع الروبوتات .
من الصعب استيعاب مدى تأثير الابتكار التكنولوجى ما بعد الصناعى - وتحديدًا الإنترنت والذكاء الاصطناعى، المُسلّح من قِبل الشركات التى تُسيطر عليهما - على البشرية، يُمكن أن يُعزى افتقار مجتمعنا للعلاقات الهادفة، بشكلٍ شبه حصرى، إلى شيوع التواصل الاصطناعى السطحى الذى حل محلّ الحوار التقليدي.
إن آثار الحاجز الاجتماعى الذى نبنيه باستمرار حول أنفسنا هائلة، فى الواقع، كلما ازداد اتصالنا عبر أجهزتنا، وقضينا وقتًا أطول فى التفاعل معها، قلّ الوقت الذى نقضيه فى العالم الحقيقى، مستمتعين بجمال الطبيعة أو نختبر علاقات طبيعية وذات معنى حقيقي.
فى هذه الأيام، أصبح الترفيه فى كل مكان، وقد جعلنا ضعفاء النفوس؛ مثل كلاب بافلوف، تكاد أدمغتنا تسيل لعابًا مع كل موجة دوبامين ناجمة عن إشعارات هواتفنا، تهتز وتطن، نحن مهووسون بالمشتتات، ونتساءل عن سبب تفشى الاكتئاب فى مجتمعنا الحديث.
إن التأثير الضار الأساسى الناتج عن الاعتماد على البرامج لتحقيق الإشباع الفورى هو الاعتماد الذى يتطور لدى الشخص على استخدامها، مما يحجب الإنتاجية خارج المجال الميتافيزيقى للإنترنت.
فى عام 2002 أصبح تنظيم وفرز وتتبع كميات هائلة من البيانات أمرًا سهلاً بضغطة زر، لكن إيجاد الدافع لإنجاز المهام، والسعى لتحقيق الأهداف الشخصية، وإنجاز المهام الضرورية لتحسين حياتنا أصبح أكثر صعوبة، فمع تزايد وسائل الترفيه التى تحيط بنا، وتحيط بنا على جميع أجهزتنا، أصبحنا أكثر اعتمادًا عليها.
نلجأ إلى هواتفنا المحمولة وأجهزة الكمبيوتر عندما نشعر بالملل بحثًا عن الترفيه، عندما لا تكون هذه الأجهزة متاحة لنا، نشعر كأننا مدخنون بلا ولاعة، ولكن عندما نتمكن من الوصول إليها، مثل المدخنين، ننغمس فيها تمامًا، عقولنا مشغولة تمامًا بهدف واحد، وهو الترفيه.
إن العيش فى حالة من الخدر الذهنى الدائم هو بمثابة مخدر العصر الحديث؛ إذ تتلاشى الأولويات الأخرى، بينما نهرب من الواقع، مُدرِّبين أنفسنا على أن نصبح مُماطلين بارعين، إن تحريك إبهامنا على الشاشة والانشغال دون عناء أسهل بكثير من النهوض والقيام بشيء مُنتج؛ فالأمر يتطلب عملاً وانضباطًا وقوة إرادة، وبفضل الإنترنت، وما تبعه من تآكل لهذه الصفات، دخلنا عصرًا مُصابًا بالكسل وقلة الإنتاجية.
هذا الإدمان ليس مصادفة، تُقرّ شركات التكنولوجيا برغبتها فى أن تُكرّس المزيد والمزيد من وقتك لخدماتها، وتُحسّن خوارزمياتها باستمرار قدرتها على التنبؤ بما سيُبقيك مُشاهدًا - ما سيُصعّب عليك مقاومة إغراء فيديو يوتيوب التالى، ويُصعّب عليك النهوض وإنجاز شيء ذى معنى بما تبقى من وقتك الثمين، هذا إدمانٌ مُعتادٌ ناتجٌ عن التلاعب النفسى، وهو يُؤثّر علينا جميعًا تقريبًا، لا يُمكن لشركات التبغ الكبرى إلا أن تحلم بجذب هذا العدد الكبير من الناس.
الجميع يستخدم الإنترنت حتى من لا يملكون هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر يعتمدون على خدمات تتطلب الإنترنت للعمل، والأحداث والقرارات التى تحدث نتيجةً لما يحدث على الإنترنت تؤثر على الجميع، على المستوى العالمى، أصبح المجتمع معتمدًا كليًا على هذا الابتكار العبقري.
التواضع الثالث للإنسانية
هذا الجزء من "قرن النسيان" نموذج واقعى على نسيان الكلاسيكيات الفنية الإنسانية، وماذا سيبقى من تصورنا لأنفسنا عندما يصبح الذكاء الاصطناعى أفضل منا فى كتابة القصائد أو صناعة الأفلام؟ فقد نشر أحد هواة الكلاسيكيات أربع ترجمات لمقطع من الأوديسة على منصة "x"، طالبًا من متابعيه اختيار ترجمتهم المفضلة، ثلاث ترجمات من قِبَل بعضٍ من أبرز المترجمين الذين تولوا مهمة ترجمة لغة هوميروس الجميلة، إلى لغة إنجليزية دقيقة وأسلوبية: روبرت فيتزجيرالد، وريتشموند لاتيمور، وإميلى ويلسون، أما الترجمات الرابعة، فكانت من قِبَل أحد أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي: GPT4o من " OpenAI "
كانت نتيجة الاستطلاع العشوائى واضحة: فاز GPT4o بفارق واضح، حيث حصد أكثر من ضعف عدد الأصوات التى حصدها منافسه البشرى، وبناءً على ذوق الجمهور، تتفوق روبوتات الدردشة الآن على أمهر المترجمين البشريين، هذا ليس استثناءً. ففى طيفٍ واسعٍ من المساعى الإبداعية التى كانت تُعتبر فى السابق جوهريةً للإنسان، يُنافس الذكاء الاصطناعى الآن قدرات أمهر الفنانين.
لنأخذ الشعر كمثال، وفقًا لدراسة نُشرت فى مجلة نيتشر، بقلم برايان بورتر وإدوارد ماشيرى، الأستاذين فى جامعة بيتسبرغ، عجز المشاركون عن تحديد مصدر القصائد التى طُلب منهم تقييمها، لم يتمكنوا من التمييز بين أعمال مشاهير المبدعين مثل سيلفيا بلاث، ووالْت ويتمان، ولورد بايرون، وبين أعمال التقليد التى يُنتجها روبوت الدردشة – نموذج ChatGPT 3.5، الذى لم يعد حتى فى أحدث التقنيات.
والأسوأ من ذلك، أن المشاركين فى الدراسة خانوا جنسهم دون قصد، فعندما أُخبروا بأصل القصائد التى كانوا يُقيّمونها، فضّلوا النصوص الأصلية التى كتبها البشر، وعندما لم يعرفوا من كاتب أى قصيدة، فضّلوا باستمرار التقليد المكتوب بالذكاء الاصطناعى، أفاد بورتر وماشيري: "يفضل الناس الشعر المُولّد بالذكاء الاصطناعى على الشعر الذى ألفه البشر، ويُقيّمون قصائده دائمًا بتقييم أعلى من قصائد الشعراء المشهورين بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل النوعية".
الشعر أقرب إلى القاعدة منه إلى الاستثناء، بل إنه، كما يشير مؤلفو الدراسة، يصعب إيجاد مسعى بشرى لا يتفوق فيه الذكاء الاصطناعى على البشر: "أصبحت الصور المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعى غير قابلة للتمييز عن الواقع، تُعتبر اللوحات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعى أعمالاً فنية بشرية بمعدلات أعلى من اللوحات البشرية الفعلية، وتُعتبر الوجوه المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعى وجوهاً بشرية حقيقية بمعدلات أعلى من الصور الحقيقية للوجوه البشرية، كما أن الفكاهة المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعى لا تقلّ طرافةً عن النكات البشرية".
إن أحد الأسئلة العاجلة التى أثارتها هذه التطورات السريعة المذهلة فى مجال الذكاء الاصطناعى تتعلق بمستقبل العمل المكتبى، وبخاصة فى المجالات الفنية، لقد أتاحت التكنولوجيا للبشر إخضاع جزء كبير من الكوكب لإرادتهم.
فى عام 1500 كان عدد سكان العالم أقل من خمسمائة مليون نسمة، وكانت المساحة التى تهيمن عليها المستوطنات البشرية تقتصر على جزء صغير من الأراضى الصالحة للسكن، وكان متوسط العمر المتوقع فى أغنى بقاع العالم أقل من 35 عامًا، ولم يتمكن حوالى طفل من كل طفلين حديثى الولادة من الاحتفال بعيد ميلاده الخامس عشر.
بعد مرور خمسمائة عام، غيّر البشر بيئتهم جذريًا، يعيش على كوكب الأرض الآن أكثر من ثمانية مليارات إنسان، وباستثناء المحيطات والغابات المطيرة والصحارى وقمم الجبال، تُهيمن المستوطنات البشرية على الغالبية العظمى من مساحة اليابسة،. حتى فى إفريقيا، التى لا تزال أفقر قارات العالم، يُتوقع أن يتجاوز متوسط عمر الإنسان الستين عامًا، أما عدد المواليد الذين يستسلمون للمرض أو الجوع أو العنف، فهو جزء ضئيل مما كان عليه سابقًا، حيث يموت أقل من مولود واحد من كل عشرين قبل بلوغهم الخامسة عشرة، ومن السهل فهم سبب اقتراح بعض العلماء تسمية هذا العصر الجيولوجى بعصر الأنثروبوسين، وهو العصر الذى أصبح فيه البشر العامل الأهم فى تشكيل البيئة.
ومع ذلك جاء أول إذلال للبشرية فى القرن السادس عشر، عندما قال كوبرنيكوس إن الكون لا يدور حول الأرض، أجبر هذا البشر على مواجهة حقيقة، على حد تعبير فرويد، وهى أن "أرضنا لم تكن مركز الكون، بل مجرد نقطة ضئيلة فى نظام عالمى ضخم يصعب تصوره".
جاء الإذلال الثانى للبشرية فى القرن التاسع عشر، مع نظريات تشارلز داروين فى التطور، وكما قال فرويد، فإن هذه النظريات "حرمت الإنسان من امتيازه الفريد المتمثل فى كونه مخلوقًا خصيصًا، وحصرته فى مرتبة أدنى من عالم الحيوان، مما يعنى ضمنًا وجود طبيعة حيوانية راسخة فيه".
افترض فرويد أيضًا إذلالًا ثالثًا للبشرية، وهو ما اعتبره "الضربة الأشد مرارة" لجنسنا البشرى، زعم أن عمله على العقل الباطن - ليس بدون جرعة كبيرة من الأنا - يُثبت "لكلٍّ منا أنه ليس حتى سيدًا فى بيته، بل يجب أن يكتفى بأدق المعلومات عما يدور فى عقله لا شعوريًا".
لم يتحقق بعدُ الإذلال الثالث للبشرية، لكن التقدم السريع فى الذكاء الاصطناعى يُشير إلى أنه قد يكون وشيكًا، فما الذى يُمكن اعتباره الإذلال الثالث، والأهم، للبشرية إن لم يكن حقيقة أن الآلات قد تتفوق علينا قريبًا فى المساعى الإبداعية التى لطالما اعتُبرت من أبرز سمات البشر؟
لا يزال الكثير من الأذكياء ينكرون قدرات الذكاء الاصطناعى وأهميته، ويشيرون إلى قيود مثل ميله أحيانًا للهلوسة، ويزعمون أنه ليس ذكاءً حقيقيًا، بل هو مجرد "ببغاء عشوائي"، خوارزمية بلا روح مُدربة على التنبؤ بالكلمة التالية فى جملة ما أو بالبكسل التالى فى صورة ما.
لعلّه من المحتّم، فى ظلّ هذا التطوّر السريع فى بعض المجالات التى نعتبرها حميمة للغاية بالنسبة لنا نحن البشر، أن يتمسّك البعض بيأس بأى تفسيرٍ لعدم حقيقتها، لكن للأسف، فإنّ أكثر الحجج المُقدّمة شيوعًا لا تتجاوز فى نهاية المطاف محاولاتٍ فاشلةٍ لتهدئة النفس، بعد بضعة عقود، أو ربما بضع سنوات، سيُعترف بها على نطاقٍ واسعٍ كشكلٍ من أشكال "التكيّف".
إن الإصرار على أن روبوتات الدردشة الذكية لا يمكن أن تكون ذكية حقًا لأنها ببساطة خوارزميات قادرة على تمييز الأنماط الشائعة وتكرارها فى الكم الهائل من البيانات التى تُدرَّب عليها، هو أمرٌ أقل إقناعًا، يرتكز هذا الاعتراض على لبسٍ جوهري: فهو يخلط بين كيفية عمل النظام وما هو قادر عليه.
لكن الكتابة فعل تواصل، أنشطة مثل الشعر ذات معنى للبشر لأنها تُعبّر عن مشاعر حقيقية، يبدو أن نماذج الذكاء الاصطناعى، على الرغم من قدرتها على محاكاة الشكل اللفظى لهذه المشاعر، تفتقر إليها بالفعل، عندما نقرأ كلمات شكسبير أو ويتمان، يكمن جزء من التشويق فى أنها تُتيح لنا أن نكون على علاقة حميمة للغاية مع عقل عظيم عاش فى زمان ومكان بعيدين كل البعد عن زماننا ومكاننا. كل هذه الأسباب تجعل تفضيلنا للأعمال الفنية التى نعتقد أنها من إبداع البشر - سواء كانت كذلك أم لا - أمرًا دائمًا.
لكن هل سيظل إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية ذا معنى كما كان قبل ظهور الذكاء الاصطناعي؟ هل سيظل الشعراء والروائيون وكتاب السيناريو - ونعم، كُتّاب منشورات Substack المتواضعون - متحمسين لبذل قصارى جهدهم لملء تلك المساحة الفارغة على شاشاتهم إذا استطاعت الآلات التى نحملها جميعًا فى جيوبنا إنجاز العمل بشكل أفضل وأسرع؟
لقد تقبّلت البشرية حقيقة أن الأرض ليست مركز الكون، لقد تصالحنا مع أصولنا الحيوانية، بالتأكيد، يمكننا بطريقة ما أن نتقبل حقيقة أن الآلات التى صنعناها ستتفوق قريبًا على قدراتنا فى بعض المساعى الفنية التى تُشكّلنا، لكن الضربة التى ستُصيب ثقتنا بأنفسنا الجماعية، عندما تأتى، ومن المرجح أن تأتى قريبًا، قد تكون أشدّ ضربة واجهتها البشرية حتى الآن.
مجبرا ستترك العالم خلفك
لجوليا روبرتس فيلم، بعنوان: اترك العالم خلفك، عن رواية الكاتب الأميركى ذى الأصول البنغالية رومان علم، وهو فيلم إثارة نفسى أمريكى عرض عام 2023 من إنتاج وكتابة وإخراج سام إسماعيل، يحاول رسم لمحة سريعة عن تقطع أواصر العالم إذا انقطع الإنترنت، لسبب أو لآخر، يحكى الفيلم قصة زوجين ثريين من بروكلين يعانيان من الروتين فى حياتهما، سئما من التفاعل مع الناس حتى صارت الزوجة تكره الناس، تريد الزوجة أماندا ساندفورد أن تترك العالم خلفها وترتاح من نفاق الناس والمجاملات والضوضاء، خصوصاً أنها تشعر بالاشمئزاز من كونها تقنع الناس بشراء أى منتج حتى ولو لم يكن صالحا، بمعنى آخر تبيعهم الوهم فيصدقونها، بالإضافة إلى الضغط الشديد فى العمل.
تبدأ القصة فى شقة فى بروكلين، حيث توقظ المديرة التنفيذية لشركة إعلانات كبيرة فى نيوجرسى أماندا ساندفورد (جوليا روبرتس) زوجها الأستاذ الجامعى كلاى (إيثان هوك) والطفلين المراهقين -روز (فرح ماكنزي) المهووسة بالمسلسل التليفزيونى “الأصدقاء” وأرشى (تشارلى إيفانز)- وتخبرهم بمفاجأة بعد أن جهزت حقائب السفر، لقد استأجرت عن طريق الإنترنت فيلا فاخرة فى جزيرة لونغ آيلاند لعطلة نهاية الأسبوع.
وعند الوصول إلى الفيلا التى تنال إعجابهم يخرج الولدان أرتشى وروز للسباحة، بينما يتولى الزوج كلاى تجهيز المائدة وتتوجه أماندا إلى أقرب سوبرماركت لتشترى ما سيحتاجونه خلال إقامتهم القصيرة، وعند خروجها يلفت انتباهها رجل كبير فى السن ملتحٍ يملأ شاحنته الصغيرة بعشرات الصناديق من المياه والمعلبات وكل ما تحتاجه العائلة عادة ليس لأشهر بل ربما لسنوات، تستغرب الأمر لكنها لا تهتم كثيرا وتتابع عائدة إلى المنزل.
بدأت العطلة بداية جميلة على الرغم من حدوث بعض الأحداث الغريبة، بعد وصولهم بوقت قصير تبدأ بعض الحوادث المزعجة فى الحدوث، عند ذهاب الأسرة إلى الشاطئ للاستجمام تقع أول حادثة غريبة، ناقلة نفط اسمها “وايت لايون” تقترب من الشاطئ بشكل مخيف ويهرب الجميع، ولا تتوقف السفينة إلا بعد دخولها فى عمق الشاطئ وسط الرمال، يعودون إلى البيت دون أن يتمكنوا من فهم ما حصل، مازالت شبكة الإنترنت غائبة، ولاحقاً انقطعت الكهرباء وتعطلت كل وسائل الاتصال والتواصل، حتى التليفزيون لم يعد يلتقط أية إشارة.
لكن ليلتهم الأولى فى عطلة لونغ آيلاند تتخذ منعطفا غريبا عند وصول رجل يرتدى بدلة سهرة وربطة عنق سوداء، يدعى أنه صاحب المنزل المؤجر وابنته روث، ويطلبان السماح لهما بالمبيت، وقد قادا على طول الطريق إلى الفيلا بعد أن غرقت المدينة فى الظلام، ويطلب الرجل قضاء الليلة فى الطابق السفلي.
يخبرهم صاحب الفيلا بأن مدينة نيويورك غارقة فى الظلام، وبسبب انقطاع التيار الكهربائى فى المدينة لم يستطع استخدام المصعد للوصول إلى شقته الشاهقة، لذلك لم يكن لديه خيار سوى اللجوء إلى منزل عطلته، إنه طلب غريب وغير تقليدى، ونال قبول الزوج على العكس من الزوجة أماندا التى استغربت الطلب، وراحت تسأل جورج بعض الأسئلة العنصرية المفروضة قبل الموافقة على مضض على السماح لهما بالمبيت فى الدار.
فى البداية الزوجة أماندا تشك فى الأمر وتطلب منه الهوية، لكنه يقول إنه "ترك هويته ومحفظته وراءه"، فى البداية يسعد الزوج كلاى بزائر الليل الذى يطلب منهم السماح لهما بالدخول والمبيت ليلة واحدة فى السرداب مقابل دفع نصف مبلغ الإيجار، لكن أماندا كانت قلقة وحذرة من الأشخاص الملونين إلى درجة أنها لم تصدق أنه مالك العقار الفخم فقط لأن الرجل ليس أبيض،.
فى اليوم التالى عندما يستيقظون يكتشفون أن التيار الكهربائى مازال مقطوعا، وكذلك خدمة الإنترنت والهاتف الخلوى، ومن الصعب الحصول على تحديثات حول الأحداث الغريبة التى تحدث فى كل منعطف، تظهر على الشاشة رسالة خاطفة وسريعة تقول "هذه حالة طارئة"، وهناك حالة طوارئ فى عموم الولايات المتحدة، لا أحد يفهم ما الذى يحصل، لكن جورج لديه رواية أخرى ومعلومات من صديق ذى منصب مرموق فى وزارة الدفاع، كان قد فهم منه أن شيئا خطيرا سوف يحدث، ويذكرهم بالفيروس الذى سبب توقف الإنترنت والمنظومات الإلكترونية قبل سنوات، الذى عرف باسم فيروس الحب.
تدرك العائلات حينها أن التعتيم قد يكون تهديدا خارجيا أكبر مما كانت تعتقد فى الأصل، توقفت خدمة الواى فاى وخدمة الهاتف وانقطع التيار الكهربائى، مما أثار استياء روزى الشابة المهووسة بمتابعة مسلسل "الأصدقاء"، والتى كانت على وشك مشاهدة خاتمة المسلسل وتتوق لمعرفة النهاية، يكشف الضيف جورج المشكلة الناجمة على ما يبدو عن هجوم إلكترونى ما سبب كل هذه الفوضى بما فى ذلك حوادث الطائرات.
التعليم يعود إلى الورق ويتخلى عن الرقمنة
السويد كانت من أوائل الدول التى تخلت عن التعليم عن طريق الإنترنت، أو التعليم عن بعد، وقررت العودة إلى الكتاب التقليدى، وبدأ العديد من المعلمين فى التركيز على الكتب المطبوعة، ووقت القراءة الهادئ وممارسة الكتابة اليدوية، وتخصيص وقت أقل للأجهزة اللوحية والبحث المستقل عبر الإنترنت ومهارات الكتابة على لوحة المفاتيح.
جاءت العودة إلى طرق التعلم التقليدية استجابة للسياسيين والخبراء الذين يتساءلون عما إذا كان نهج التعليم الرقمى المفرط فى الرقمنة فى التعليم، بما فى ذلك إدخال الأجهزة اللوحية فى دور الحضانة، قد أدى إلى تراجع المهارات الأساسية.
وقالت وزيرة التعليم فى السويد لوتا إدهولم: "يحتاج طلاب السويد إلى المزيد من الكتب المدرسية، فالكتب الورقية مهمة لتعلم الطلاب"، وأضافت أن الحكومة تريد التراجع عن قرار الهيئة الوطنية للتعليم بإلزام استخدام الأجهزة الرقمية فى رياض الأطفال، وتعتزم الوزارة المضى قدمًا فى هذا القرار، وإنهاء التعلّم الرقمى للأطفال دون سن السادسة تمامًا.
وبالمقارنة، نجحت سنغافورة ــ التى تصدرت تصنيف التعليم فى العالم ــ فى تحسين درجاتها فى القراءة فى اختبار بيرلز من 576 إلى 587، كما انخفض متوسط درجات إنجاز القراءة فى إنجلترا قليلا فقط، من 559 فى عام 2016 إلى 558 فى عام 2021.
يقول خبراء التعليم إن بعض صعوبات التعلم ربما تكون ناجمة عن جائحة فيروس كورونا أو تعكس عددًا متزايدًا من الطلاب المهاجرين الذين لا يتحدثون السويدية كلغة أولى، ولكن الإفراط فى استخدام الشاشات أثناء الدروس المدرسية قد يتسبب فى تأخر الصغار فى المواد الأساسية.
وفى بيان صدر فى أغسطس بشأن إستراتيجية التحول الرقمى الوطنية فى التعليم فى البلاد، قال معهد كارولينسكا السويدى، وهى كلية طبية تحظى باحترام كبير وتركز على الأبحاث، "هناك أدلة علمية واضحة على أن الأدوات الرقمية تضعف التعلم لدى الطلاب بدلاً من تعزيزه".
"نحن نعتقد أن التركيز يجب أن يعود إلى اكتساب المعرفة من خلال الكتب المدرسية المطبوعة وخبرة المعلمين، بدلاً من اكتساب المعرفة فى المقام الأول من المصادر الرقمية المتاحة مجانًا، التى لم يتم التحقق من دقتها."
أثار التبنى السريع لأدوات التعلم الرقمى قلق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ففى تقرير نُشر فى أغسطس، وجهت اليونسكو "دعوة عاجلة لاستخدام التكنولوجيا فى التعليم على نحوٍ سليم"، وحثّ التقرير الدول على تسريع اتصالات الإنترنت فى المدارس، لكنه فى الوقت نفسه يُحذّر من ضرورة تطبيق التكنولوجيا فى التعليم بطريقة لا تُغنى عن التعليم الحضورى المباشر، الذى يُشرف عليه المعلم، وتدعم الهدف المشترك المتمثل فى توفير تعليم جيد للجميع.
فى الولايات المتحدة، دفعت جائحة فيروس كورونا المدارس الحكومية إلى توفير ملايين أجهزة الكمبيوتر المحمولة، التى تم شراؤها بأموال الإغاثة الفيدرالية من الجائحة، لطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، لكن لا تزال هناك فجوة رقمية، وهو أحد أسباب ميل المدارس الأمريكية إلى استخدام الكتب المدرسية المطبوعة والرقمية، وفقًا لشون رايان، رئيس قسم المدارس الأمريكية فى دار نشر الكتب المدرسية ماكجرو هيل.
"فى الأماكن التى لا تتوافر فيها إمكانية الاتصال فى المنزل، يتردد المعلمون فى الاعتماد على الوسائل الرقمية لأنهم يفكرون فى طلابهم الأكثر ضعفًا، ويتأكدون من حصولهم على القدر نفسه من الوصول إلى التعليم مثل أى شخص آخر". ألمانيا، إحدى أغنى دول أوروبا، اتسمت بالبطء الشديد فى توفير البرامج الحكومية والمعلومات بمختلف أنواعها عبر الإنترنت، بما فى ذلك التعليم. كما يتفاوت مستوى الرقمنة فى المدارس بين ولاياتها الست عشرة، التى تتولى مسئولية مناهجها الدراسية الخاصة.
ماذا لو اختفى الإنترنت؟
من جهة أخرى، فإن الثقافة الحديثة مدفوعة بالتقدم التكنولوجى السريع، تشجع على تجاهل التاريخ والتقاليد، مما يؤدى إلى الشعور بالانفصال عن الماضى، الأمر الذى يتجاهل عن عمد، أن الذاكرة الثقافية، أو الذاكرة الجماعية لكل مجتمع، تلعب دورا محوريا فى تشكيل إحساسه بالزمن، والهوية والتواصل مع الآخرين، وبفقدان الصلة بهذه الذاكرة نخاطر بتقويض إحساسنا بالمكان والهدف، سوف تختفى الإبادات الجماعية ومن قاموا بها، سيختفى من صنع الفيروسات والأمراض، كما ستختفى انتصارات آخرين، سيختفى تاريخ شعوب كاملة يراد له أن يختفى، سيختفى التاريخ الحضارى لأمم كاملة، خاطرت بوضع نفسها على الفضاء الافتراضى، دون تحسب أو حذر، فماذا لو اختفى الإنترنت فجأة؟ أو تم استبداله بوسيط جديد، أين ستذهب كل هذه الحيوات؟ أن يراد للقرن العشرين أن يصبح قرن النسيان؟
سجلنا الثقافى والتاريخى الماضى والحالى سيكون فى خطر، ولكن ليس بالضرورة أن يضيع إلى الأبد، ستظل النسخ المادية من الكتب والفنون والتحف موجودة، كما هى الحال مع السجلات المحلية فى المكتبات والمتاحف ومع ذلك، سنفقد مستودعات المعلومات الرقمية الهائلة على الإنترنت. ستختفى المواقع الإلكترونية والمقالات وأوراق البحث، وعدد لا يحصى من الموارد الرقمية الأخرى، إلى جانب كمية المعرفة الهائلة التى تحتويها، وستتوقف منصات التواصل الاجتماعى والبريد الإلكترونى وتطبيقات المراسلة عن العمل، مما يؤثر على التواصل وبناء المجتمع.
وبما أن العديد من الفنانين والمبدعين يعتمدون على الإنترنت فى إنشاء منصاتهم ومعارضهم، لذا، سيصعب عليهم العثور على أعمالهم ومشاركتها، وسيتعين على الناس العودة إلى أشكال الاتصال التقليدية، وسيكون الوصول إلى المعلومات محدودا إلى حد كبير.
تدمير الإنترنت سيؤدى بلا شك إلى خسارة كبيرة فى المعلومات الرقمية، وتغيير جذرى فى كيفية الوصول إلى المعرفة ومشاركتها، إلا أن جزءًا كبيرًا من تراثنا الثقافى والتاريخى سيظل موجودًا ماديًا، ومع ذلك، فإن فقدان الإنترنت سيزيد بلا شك من صعوبة الوصول إلى هذا التراث والحفاظ عليه للأجيال المقبلة.
وتتسابق بعض المؤسسات لإنقاذ آثار الإنترنت، لكن مخاطر جديدة تهدد وجودها. وبفضل الكتب الورقية، ، يمكنك معرفة كيف كان يعيش الناس فى الماضى؟، وإذا فهمتَ اللاتينية فى العصور الوسطى، فستعرف عدد الماشية التى كانت تُربى فى مزارع إنجلترا فى القرن الحادى عشر، بفضل كتاب يوم القيامة، أقدم وثيقة محفوظة فى الأرشيف الوطنى البريطانى، من خلال الرسائل والروايات، تتضح الحياة الاجتماعية فى العصر الفيكتورى - ومن كانوا يحبونه ومن يكرهونه، وبفضل كتاب مثل الأغانى أو ألف ليلة وليلة، يمكنك معرفة كيف كان الناس يتفاعلون ويحبون ويتزوجون، وما تفضيلاتهم فى الطعام والذوق، كيف كانوا يستمتعون، لكن قد يجد مؤرخو المستقبل صعوبة فى فهم كيفية عيشنا لحياتنا فى أوائل القرن الحادى والعشرين فهمًا كاملًا.
ومع ذلك، فإن مجموعة غير رسمية من المنظمات تتصدى لقوى الإنتروبيا الرقمية - يدير العديد منها متطوعون مع القليل من الدعم المؤسسى، فهناك مثلا "أرشيف الإنترنت"، وهى منظمة أمريكية غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو، شرعت فى عام 1996 عبر رائد الإنترنت بروستر كال، مشروعا للأرشفة الرقمية، وجمعت 866 مليار صفحة ويب، و44 مليون كتاب، و10.6 مليون مقطع فيديو من الأفلام والبرامج التليفزيونية. وتوجد مجموعات أرشيف الإنترنت وعدد قليل من المجموعات المماثلة فى عدد قليل من مراكز البيانات المنتشرة فى جميع أنحاء العالم، وهى الأشياء الوحيدة التى تقف فى طريق النسيان الرقمى.
يقول مارك جراهام، مدير أداة واى باك ماشين التابعة لأرشيف الإنترنت: "المخاطر متعددة، ليس فقط احتمال فشل التكنولوجيا، بل إن هذا وارد الحدوث، والأهم من ذلك، أن تفشل المؤسسات أو تُفلس الشركات، تستحوذ مؤسسات إخبارية أخرى على المؤسسات الإخبارية، أو تُغلق بشكل متزايد"، ويضيف أن هناك حوافز عديدة لنشر المحتوى على الإنترنت، ولكن لا يوجد ما يدفع الشركات للحفاظ عليه على المدى الطويل.
على الرغم من إنجازات أرشيف الإنترنت حتى الآن، تواجه المنظمة ومثيلاتها تهديدات مالية وتحديات تقنية وهجمات إلكترونية ومعارك قانونية من شركات لا ترحب بفكرة إتاحة نسخ مجانية من ملكيتها الفكرية، وكما تُظهر الخسائر القضائية الأخيرة، فإن مشروع إنقاذ الإنترنت قد يكون سريع الزوال، تمامًا مثل المحتوى الذى يسعى إلى حمايته، يقول غراهام: "تتزايد مساعينا الفكرية، وترفيهنا، وأخبارنا، ومحادثاتنا، فى بيئة رقمية، هذه البيئة هشة بطبيعتها".
ثقافة فقدان الذاكرة
التاريخ أصبح مجرد سلعة، مفرغة من معناها بفعل الخيارات التجارية، والخدع الأيديولوجية، والنظريات الثقافية، والقرارات التعليمية. المؤلف الإنجليزى - الأيرلندى فرانسيس أجورمان، أول من نبه إلى فكرة أن الثقافة الحديثة، ثقافة التكنولوجيا التى تنسخ نفسها، سوف تؤدى بنا إلى الاختفاء، وذلك فى كتابه" النسيان "الذى يتناول فيه الثقافة الحديثة ورفضها العميق للماضى، ويتتبع بروز فكرة أن ما يهم فى حياة الإنسان وعمله، هو ما سيحدث فى المستقبل فى التاريخ الحديث.
يُظهر فرانسيس أوجورمان كيف أصبح النسيان مطلبا أساسيا للوجود الحديث، وكيف أن تعليمنا، بالإضافة إلى الحياة فى ظل التكنولوجيا المتسارعة، يزيدان من عزلتنا عن ماضينا، كما يتناول النظريات الثقافية التى تحثنا على مقاومة فقدان الذاكرة الجماعى.
"النسيان" الذى تطالبنا به التكنولوجيا الحديثة، يدور حول تأثير غياب التاريخ على شعورنا بالهدف، وما قد يعنيه الانتماء إلى الزمان والمكان فى الثقافات التى تفتقر إلى الذاكرة، يُقدّم الكتاب نظرةً ثاقبةً إلى شغف العصر الحديث بالجديد وما ينتج عنه من آثار ثقافية، حيث يلقى نظرة ثاقبة على أسباب فقدان القرن الحادى والعشرين صلته بالماضى، ويحذر من أن التاريخ أصبح مجرد سلعة، مفرغة من معناها بفعل الخيارات التجارية، والخدع الأيديولوجية، والنظريات الثقافية، والقرارات التعليمية.
ويتعجب الكاتب: كيف احتفظت البشرية كل هذا التراث الجميل، وما ذا لو كان هذا التراث موجود فقط على الانترنت، هل كان سيظل موجودا حتى الآن؟ ومن خلال الكتب الورقية التى كان يحملها حول هذه الآثار التى كانت بمثابة دليل يحتفظ بهذه الآثار ويصونها للأجيال المقبلة.
مخلوقات على صورتنا.. هل سيطوينا النسيان كبشر؟
«الروبوتات والأشخاص الذين يحبونهم.. التمسك بإنسانيتنا فى عصر الروبوتات الاجتماعية»، كتاب للمؤلفة «إيف هيرولد»، وهى كاتبة علمية ومستشارة حائزة على جوائز فى المجال العلمى والطبى غير الربحى، عملت منذ فترة طويلة مسئولة تنفيذية فى مجال الاتصالات والسياسات فى المنظمات العلمية، وتعمل حاليًا مديرة لأبحاث السياسات والتعليم فى أحد المراكز الكبرى تكتبت على نطاق واسع حول القضايا التى تقع على مفترق طرق العلم والمجتمع، بما فى ذلك أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدى، والشيخوخة وطول العمر، والمزروعات الطبية، وما بعد الإنسانية، والروبوتات، والذكاء الاصطناعى، وقضايا الأخلاقيات الحيوية فى الطب الرائد.
ترى فى كتابها "الروبوتات والأشخاص الذين يحبونهم" أنه إذا كانت هناك سمة عالمية واحدة بين البشر، فهى طبيعتنا الاجتماعية، إن الرغبة فى التواصل عالمية ومقنعة ولا يمكن مقاومتها فى كثير من الأحيان، هذا المفهوم هو الأساسى بالنسبة للروبوتات والأشخاص الذين يحبونهم، حيث ستغير الروبوتات التفاعلية اجتماعيًا قريبًا الصداقة والعمل والحياة المنزلية والحب والرعاية الصحية والحرب والتعليم وكل زاوية وركن تقريبًا فى الحياة الحديثة، ويعد هذا الكتاب بمثابة استكشاف لكيفية تغييرنا، نحن المخلوقات الأكثر اجتماعية فى السلسلة الغذائية، بواسطة الروبوتات الاجتماعية، ومن ناحية أخرى، فهو يدرس كيف سنبقى على حالنا، ويتساءل كيف ستعبر الطبيعة البشرية عن نفسها عندما تواجه فئة جديدة من الكائنات المخلوقة على صورتنا.
بالاعتماد على الأبحاث الحديثة فى تطوير الروبوتات الاجتماعية، بما فى ذلك كيفية تفاعل الناس معها، وكيف أن الحدود بين الحقيقى وغير الواقعى فى أذهاننا تكون غير واضحة بشكل روتينى عندما نتفاعل معهم، وكيف تثير عواطفهم المزيفة مشاعرنا الحقيقية، تأخذنا الكاتبة إيف هيرولد عبر سلسلة كاملة من الحياة مع الروبوتات الاجتماعية وضرورة التمسك بإنسانيتنا، وما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبلنا.
خصصت المؤلفة فصلا كاملا للذين يشعرون بالوحدة فيلجأون إلى الروبوت كرفيق أو صاحب معين للخلاص من هذه الوحدة، وللاستعانة به فى أغراض أخرى لها علاقة بالمشاعر الإنسانية، وهو أمر شائع جدا فى بلد كاليابان، وهذا أبرز ما جاء فيه: من المثير للسخرية أنه فى عالم يزيد عدد سكانه على ثمانية مليارات نسمة، تعتبر الوحدة وباءً، وفى الولايات المتحدة وحدها، فإن نسبة مذهلة تبلغ 47 ٪ من الناس "غالبًا ما يشعرون بالوحدة، والإهمال، والافتقار إلى التواصل الهادف مع الآخرين"، 27 ٪ من الأمريكيين نادرًا ما يشعرون أو لا يشعرون مطلقًا بوجود شخص فى حياتهم يفهمهم حقًا، يعتقد 43 ٪ أحيانًا أو دائمًا أن علاقاتهم الحالية ليست ذات معنى، ولا تخفف من شعورهم بالوحدة، وذكر 53 ٪ فقط أن لديهم تفاعلات اجتماعية يومية ذات معنى، خلافًا للاعتقاد السائد، فإن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثانية والعشرين هم الأكثر وحدة على الإطلاق .
وبعيدًا عن كونه حالة حميدة، فإن الشعور بالوحدة سام للرفاهية الجسدية والعاطفية، وحتى الاقتصادية، وله تأثير مباشر على الجسم، حيث يغمره بهرمونات التوتر ويضعف جهاز المناعة، الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض الفتاكة، بما فى ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان والالتهابات وأمراض المناعة الذاتية، وحتى الخرف، ويمكن أن تكون الآثار النفسية مدمرة، إذ تسبب القلق والاكتئاب، ويعتقد الخبراء أنه أحد الأسباب الرئيسية للانتحار، البشر لم يخلقوا ليكونوا وحدهم، نحن مبرمجون لنكون على تواصل وثيق مع الآخرين، وهى مسألة بقاء حرفيًا، حتى إن الوحدة تضعنا فى دوامة عاطفية تولد المزيد من الوحدة، وفقًا لعالم النفس الاجتماعى بجامعة شيكاغو، "جون كاسيوبو" فإن أدمغة الأشخاص الوحيدين تكون فى حالة تأهب قصوى لما يعتبرونه تهديدات اجتماعية، ويصبحون شديدى الحساسية لمشاعر الرفض، التى غالبًا ما يشعرون بها حتى عندما – حتى - لا يكون الرفض مقصودًا، إنهم يميلون إلى تقييم تفاعلاتهم الاجتماعية بشكل أكثر سلبية، وهذا يجعلهم ينسحبون بشكل أعمق إلى العزلة، إنهم يشكلون المزيد من الانطباعات السلبية عن الأشخاص الذين يقابلونهم، مما يقلل من فرصة الاتصال الإنسانى، وتصبح مشاعرهم المؤلمة نبوءة ذاتية التحقق .
إحدى القصص المؤثرة هى قصة رجل يبلغ من العمر 70 عامًا توفى فى مقعده أثناء ركوبه قطارًا يابانيًا فائق السرعة، ولم يلاحظه أحد لعدة أيام، على الرغم من كونه محاطًا بالناس، لاحظ المؤلف "أليكس هاسيلو" "أنه محاصر فى مطهر دنيوى غريب، ويتم نقله إلى ما لا نهاية من محطة بلدية لطيفة إلى أخرى، وكان مثواه الأخير قبرًا مجهولًا مهملاً فى مقبرة حكومية" فى طوكيو، أكبر مدينة فى العالم، كان الآلاف من الركاب يأتون ويذهبون، ولم يلاحظوا الرجل المنعزل الذى سقط فى مقعده.
تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الشباب، المعروفين باسم هيكيكومورى، (هيكيكوموري: مصطلح يعنى حرفيًا: (انسحاب، التقوقع) إى الانسحاب الاجتماعى أو العزلة لدى المراهقين والبالغين، وزارة الصحة اليابانية تطلق هذا المصطلح على الأشخاص الذين يرفضون الخروج من منازلهم، والذين يرفضون التفاعل مع المجتمع فيبقون فى المنزل لفترة زمنية طويلة تزيد على ستة أشهر) يعيشون منعزلين وحيدين فى منازل والديهم، وليس من المستغرب أن تجتمع مجموعات منهم عبر الإنترنت وتنظم عمليات انتحار جماعية فيما يسمى ببحر الأشجار، وهى غابة كثيفة تقع عند سفح جبل فوجي. غير قادرين على العثور على الأمل فى تكوين علاقات على الإطلاق، فإن عملهم الأخير هو التواصل اليائس لنوع من المشاركة الإنسانية، حتى لو كان عملاً أخيرًا من اليأس.
ليس من المستغرب أن تكون اليابان فى طليعة استخدام الروبوتات المرافقة لمحاربة الوحدة والعزلة، من أوائل المجموعات التى تستمتع بالتفاعل مع الروبوتات هم كبار السن، وتعمل حكومة اليابان بنشاط على الترويج لروبوتات رعاية المسنين كحل جزئى لنقص مقدمى الرعاية، ونظرًا للشيخوخة السريعة لسكانها، ستحتاج البلاد إلى آلاف آخرين من كبار العاملين فى مجال الرعاية بحلول عام 2025، وهى حاجة لا يتم تلبيتها حاليًا من خلال القنوات التقليدية، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول ذلك العام، سيكون هناك سبعة ملايين شخص يعانون الخرف، ومما يثير القلق بشكل خاص لدى المصابين بالخرف احتمال العزلة الاجتماعية، التى يمكن أن تؤدى إلى تدهور سريع.
لكن على عكس حلقة ردود الفعل الدائمة للعلاقات ثلاثية الأبعاد، تم تصميم روبوتات رعاية المسنين لتعزيز التفاعل الاجتماعى الذى يبطئ تقدم الخرف.
كلمات بحث
التخزين الرقمى
قرن من النسيان
أرشيف العالم
حياة الناس
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
فاتورة اقتصادية باهظة جراء الاضطرابات
الدول العربية تسابق الزمن لحماية شواطئها ومدنها الساحلية.. ارتفاع منسوب
فى أولى دورات صالونها الثقافى.. «السينما» فى جامعة الدول العربية
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
دائرة الحوار
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام