30 يونيو جعلت مصر «قوة للسلام والاستقرار» وسط «ألسنة اللهب» التى تشتعل فى المنطقة وقف الهجرة غير الشرعية ودعم الدولة الوطنية عربيا ودوليا أهم ثمار ثورة 30 يونيو لأوروبا والعالم دعم وتعزيز المؤسسات الوطنية للحفاظ على قوة وثبات الدول «درس» قدمته الثورة الدبلوماسية الرئاسية التى يقودها الرئيس السيسى عززت أجندة دول الجنوب لتكون طرفاً فى صياغة القرارات الدولية لا تقتصر ثمار ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، على مصر وشعبها، وهى ثمار كبيرة وكثيرة، بل وصلت تلك الثمار الطيبة إلى كل دول وأقاليم العالم، بداية من المنطقة العربية، وإفريقيا الشرق الأوسط وشرق المتوسط وأوروبا والعالم أجمع، لأنها كانت ثورة نابعة من ضمير وهوية كل الشعب المصرى، وانطلقت من حاجة حقيقية، بأن مصر لا يمكن أن تصل إلى مصير الدول، التى عاثت فيها الفوضى، والميليشيات والتخريب من عام 2011. فى مصر استعاد الشعب المصرى هويته، التى كاد أن يتم خطفها إلى الأبد، حيث عادت مصر للمصريين، وعادت مصر لدورها ومكانها ومكانتها الطبيعية فى المنطقة والعالم «كقوة سلام واستقرار»، وحافظت ثورة 30 يونيو، على أكبر دولة عربية تمثل ٪25، من سكان العالم العربى، من الانزلاق نحو الفوضى والتخريب الذى ساد المنطقة، منذ ما يسمى «بالربيع العربى». ولعل المشاهد التى تلف المنطقة خلال العامين الأخيرين، خير شاهد على ما حققته ثورة 30 يونيو، من الحفاظ على حدود ووجود الدولة المصرية بكل مؤسساتها ومقدراتها، ونجاح دولة، وإشاعة السلام والاستقرار، ليس فقط فى منطقتنا العربية، والشرق أوسطية، بل فى العالم أجمع. مكافحة الإرهاب عربياً لعبت ثورة 30 يونيو، فى وقف «المد التخريبى» فى المنطقة، فكل حسابات الذين خططوا لما يسمى بالربيع العربى، توقعوا تفتيت وتقسيم الدول العربية، بحلول عام 2014، لكن قيام ثورة 30 يونيو، قطع الطريق على هذه المخططات، حيث لعبت دور «رجل إطفاء»، للحرائق المنتشرة فى المنطقة بأكملها، وساعدت الدول والشعوب العربية فى التحرك ضد الجماعات الظلامية، واستعادة الكثير من الدول لقوتها ومكانتها، ورأينا تراجع تلك الجماعات العابرة للحدود، خصوصاً فى ظل نجاح ثورة 30 يونيو فى القضاء على الإرهاب، فقد قدمت للعالم «نموذجا متكاملا»، فى كيفية القضاء على الإرهاب، ورأينا منذ ذلك الوقت، تراجعا فى حجم ودور الجماعات الإرهابية والمتطرفة، التى كانت تنتظر تحول مصر بعد 2011، إلى دولة فاشلة لا تستطيع أن تحافظ على حدودها، بما يؤدى لتحول مصر لساحة لتلك الجماعات، بما يعرض مصر وشعبها لأخطار لا يمكن تحملها، لكن ثورة 30 يونيو قطعت الطريق على كل هذه الجماعات التى كانت تحلم، ليس فقط بحكم مصر والتسلط على شعبها وتغير هويتها، بل بالسيطرة على كل الدول العربية التى نجت من هذا الفخ بفضل ثورة 30 يونيو، ولهذا جاء الدعم العربى لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، بشكل مطلق وغير مشروط. إسكات البنادق استفادت إفريقيا من نجاح ثورة 30 يونيو، فى حشد طاقات الشعب المصرى فى البناء والإعمار، فكان النموذج المصرى فى المشروعات القومية، وبناء الدولة خير نموذج اعتمدت عليه الدول الإفريقية فى استعادتها لقوتها ومؤسساتها، ويكفى أن نجاح ثورة 30 يونيو، أعادت مصر إلى إفريقيا وأعادت إفريقيا إلى مصر، ولهذا قدمت الكثير لإفريقيا، خصوصا فيما يتعلق بالبنية التحتية، ووقوف مصر خلف مبادرة «إسكات البنادق» فى إفريقيا، وهو الدرس الذى تعلمه الجميع، بأن الحروب والصراعات لا يمكن أن تتعايش مع التنمية، وأن تصفير الحروب وإسكات البنادق، هو المقدمة الطبيعية لاستقرار وبناء الأمم، ولهذا كثيراً ما يأتى القادة الأفارقة إلى القاهرة لاستلهام قوة ونموذجية ثورة 30 يونيو فى الاستقرار والبناء. شرق المتوسط لقد جنت دول شرق المتوسط الكثير من ثمار ثورة 30 يونيو، التى اهتمت بشرق المتوسط أمام الجميع من منطلق المصالح الوطنية، وأيضاً احترام القانون الدولي، ولهذا استعادت العلاقات المصرية مع قبرص واليونان الزخم التاريخى، والعلاقات القوية التى ربطت دائما مصر مع الشعوب القبرصية واليونانية، وهو ما تم ترجمته فى مصالح كبيرة ومهمة لشعوب المنطقة عبر الربط الكهربائى المصرى اليوناني، واتفاق مصر وقبرص على تصدير قبرص لنحو 1.4 مليار متر مكعب من الغاز يومياً من الحقول القبرصية إلى محطات الإسالة المصرية فى إدكو ودمياط، وكشفت ثورة 30 يونيو الأهمية الإستراتيجية للعلاقات المصرية مع قبرص واليونان.
حائط صد لعل الزخم الذى أحدثته ثورة 30 يونيو 2013 فى العلاقات المصرية - الأوروبية هو خير دليل على نجاح الثورة، فى طرح معادلة جديدة فى العلاقات مع الأوروبيين، جعلت من أوروبا الشريك التجارى الأول لمصر باستثمارات تصل لنحو 40 مليار يورو أوروبى، ولعل الشراكة المصرية - الأوربية القائمة على مبدأ المكاسب المشتركة عبر الدور المصرى « كحائط صد « الهجرة غير الشرعية التى تزعج أوروبا، يشكل « ثمرة كبيرة « تجنيها أوروبا، حيث لم تخرج سفينة واحدة تحمل مهاجريين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ 16 سبتمبر 2016 وحتى اليوم إلى دول البوابات الأوروبية وهى اليونان
وإيطاليا وإسبانيا. أمريكيا قدمت ثورة 30 يونيو مكاسب كبيرة للولايات المتحدة حيث أكدت خطر الجماعات الإرهابية والجماعات الظلامية العابرة للحدود، ولهذا بدأت الولايات المتحدة متابعة تنظيم الإخوان على الأراضى الأمريكية منذ ثورة 30 يونيو، كما بدأ الحزم والحسم الأمريكى فى حماية الحدود، ودعم المؤسسات الوطنية والفيدرالية، وفى مقدمتها الشرطة الأمريكية. عالم الجنوب المكاسب وصلت إلى دول «عالم الجنوب»، حيث تبنت دبلوماسية ثورة 30 يونيو وفى مقدمتها الدبلوماسية الرئاسية التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى عززت أجندة دول الجنوب، لتكون طرفا حقيقيا فى صياغة القرارات الدولية، بما يضمن مصالح دول الجنوب، ولعل نجاح مصر فى الترويج لأجندة الجنوب فى مؤتمر «كوب 27»، كان خير دليل على تبنى القاهرة لأجندة دول عالم الجنوب، التى عانت الكثير من التهميش قبل ثورة 30 يونيو.