نحن والعالم



زادت صلابة الترابط مع أشقائها.. "30 يونيو" شراكة المصير بين مصر ودول الخليج

25-6-2025 | 22:47
هانى فاروق

خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخى أكد أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أبناؤه سباقين فى دعم مصر مؤكدين أن الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها

المصريون لن ينسوا زيارة ملك البحرين كأول زعيم خليجى لمصر فى أعقاب ثورة «30 يونيو»

الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قاد الموقف الكويتي الداعم لإرادة الشعب المصرى

فى لحظة كانت فيها مصر هى البطل المنقذ للأمة العربية من براثن الجماعات الإرهابية، حين تكسرت أمواج الفوضى على جدران الدولة، وخرج الملايين يهتفون بإسقاط حكم جماعة الإخوان كانت على وشك اختطاف البلاد، لم تكن القاهرة وحدها فى الميدان، ففى عمق الخليج العربي، كانت عواصم عربية تُدرك أن قوة مصر هى قوة الجدار العربى كله، وأن دعم ومساندة مصر ليس فقط مسئولية سياسية، بل واجب تاريخى.

من الرياض إلى أبوظبى، ومن الكويت إلى المنامة ومسقط، تحركت القيادات الخليجية، لتعلن وقوفها الكامل مع إرادة الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيو 2013م، وتدعم خارطة الطريق، وتقف بجانب مصر لإنقاذ الاقتصاد، وإرسال الرسائل الدبلوماسية لدعم إرادة الشعب المصرى على الساحة الدولية.
كان ذلك أكثر من مجرد تضامن سياسى، بل اصطفاف عربى نادر، أسهم فى حماية مصر والأمن القومى العربى، فى لحظة فارقة، أكدت الجوهر الأصيل والأخوة الصادقة وأن وحدة المصير ليست وليدة اليوم، فهى التى تجمعنا بأشقائنا العرب.

«وقفة رجال»
لن ترونا إلا معًا، لم ينس المصريون وهم يحتفلون بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو الدور الداعم والحاسم، الذى قامت به المملكة العربية السعودية، لإنجاح ثورة الشعب المصرى ضد اختطاف جماعة الإخوان لمصر، ومساندته فى استرداد وطنه الذى اختطفه الإرهاب لمدة عام كامل استباحوا فيه البلاد والعباد لمصلحة أهداف خاصة وأجندات خارجية.
هذا الموقف سوف يظل عنواناً بارزًا فى صفحات التاريخ المصرى والعربى، لن ترونا إلا معًا، يظل الموقف السعودى الذى انحاز فيه لإرادة الشعب المصرى حاضرًا لا يغيب، كلمة المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز التى هزت أركان قصور الحكم فى الدول الموظفة للإخوان، وزلزلت مواقف الغرب لا تزال محفورة فى ذاكرة المصريين، فكان بيان خادم الحرمين الشريفين التاريخى فى أعقاب ثورة 30 يونيو وقفة رجال إلى جانب الشعب المصرى، حيث شدد من خلاله العاهل السعودى على صد الهجوم على مصر، وكانت كلمته التى استمع إليها العالم كله، لتقلب الموازين ويوضح حقيقة ما يحدث ويعلن وقوف السعودية، حاكما وشعبا إلى جانب الشعب المصرى، وما تمر بمصر من أحداث، وأسهمت وقفة خادم الحرمين الشريفين، رحمه الله فى تحجيم كل القوى التى حاولت التدخل فى الشأن الداخلى لمصر، ليعلنها صراحة فى بيان رسمى، آنذاك، أن المملكة العربية السعودية، تقف إلى جوار الشعب المصرى صفا واحداً ، وقد كان للراحل الدور البارز، الذى تبعته المواقف المؤيدة للشعب المصرى فكان دور الإمارات والكويت والبحرين.
الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان مثالًا للقائد العربى المحب لمصر، وشعبها والذى يدرك الدور المصرى فى المنطقة، وما يحيط بها من مخاطر، حيث رفض فى بيانه أى تدخل فى الشأن الداخلى المصرى، كما أعلن وقوف السعودية إلى جانب شقيقتها مصر ضد الإرهاب، وأعلن أن السعودية ستقدم مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار، وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والإمارات وقتها .
وقال وقتها فى بيانه التاريخى «أن الصامت عن الحق شيطان أخرس، ونحن إلى جانب مصر صفًا واحدًا، وأن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا تقف إلى جانب شقيقتها مصر، ودعا الملك عبد الله بن عبد العزيز، المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدى، لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرا أن من يتدخل فى شئون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة وأهاب بالعرب للوقوف معاً، ضد محاولات زعزعة أمن مصر وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء .
الموقف السعودى آنذاك تجاه مصر، كان جليًا فى موقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - حيث الذى قام بزيارات عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر، التى كان لها أثرها الكبير فى إدراك حقيقة ما يحدث فى مصر، ليحذر الغرب من خطورة مواقفهم العدائية تجاه مصر، قائلاً: «لتعلم كل الدول التى تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر، بأن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها، بل ينعكس على كل من أسهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجرى على أرضها»، واستكمل «مصيرنا واحد وهدفنا واحد فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك»، وأعلن أن الدول العربية مستعدة لتقديم المساعدات لمصر، قائلاً: «من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر».

وعقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، 2014 كان العاهل السعودى، رحمه الله، أول المهنئين للشعب المصرى، وللرئيس عبد الفتاح السيسى، وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية، كما دعا الراحل إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها، فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وشارك ولى العهد السعودى، الأمير سلمان بن عبد العزيز، فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى، واعتبر يوم انتخاب السيسى تاريخيا ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة.
وكان بيانه الأقوى وصفا للمرحلة التى مر بها الوطن العربى، حيث أشار إلى معاناة الشعب المصرى فى الفترة الماضية، من فوضى أسماها البعض ممن قصر بصره على استشراف المستقبل «الفوضى الخلاقة «، التى لا تعدو فى حقيقة أمرها إلا أن تكون فوضى الضياع، والمصير الغامض الذى استهدف، ويستهدف مقدرات الشعوب، وأمنها واستقرارها .
وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز، فى بيان له بعد نجاح الرئيس السيسى «إن هذه الفوضى الدخيلة علينا، والتى ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة، وخلاف ذلك لا كرامة ولا عزة لأى دولة وأمة عاجزة عن كبح جماح الخارجين على وحدة الصف والجماعة»، وأضاف: « إن المرحلة المقبلة، محملة بعظم المسئولية التى تستدعى بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر، أن يكونوا روحًا واحدة وأن يكونوا على قدر من المسئولية، والوعى واليقظة وأن يتحلّوا بالصبر، وأن يتحملوا فى المرحلة المقبلة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عونًا لرئيسهم بعد الله».
وقال «إن ميزان الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل، بسيف عماده العدل وصلابته الحق، لا ترجح فيه كفة الظلم متى ما استقام، وحذّر من بطانة السوء، وقال إنها تجمل وجه الظلم القبيح، غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة».

واستمرارًا لهذا الدعم، قام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعد توليه الحكم خلفًا للملك عبد الله بن عبد العزيز، بزيارة تاريخية إلى مصر فى 10 إبريل 2016، أكد خلالها أن المملكة العربية السعودية لا تزال تدعم مصر، استمرارًا للنهج الذى تتبناه الرياض منذ ثورة 30 يونيو 2013.
لن ترونا إلا معًا، موقف المملكة من ثورة 30 يونيو ليس بطارئ، فمواقف الرياض مستمرة لا تنقطع، وتلك الأيام وصفحات خالدة لا يمكن أن يطويها النسيان، ولعل العلاقات التاريخية الأبدية التى تربط مصر والمملكة العربية السعودية، تؤكد أن التنسيق مع السعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لحل المشكلات فى المنطقة.
 
صباح الأحمد حبيب المصريين
مواقف لا تنسى للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت الراحل، مع ثورة 30 يونيو، والذى أشاد بالقوات المسلحة المصرية على الدور الإيجابى والتاريخى الذى قامت به فى الحفاظ على الاستقرار، حيث كانت الكويت من بين أوائل الدول، التى أعلنت مساندة مصر وثورتها.
موقف الأشقاء فى الكويت، أثبت أنه دائما ما تزيد الأزمات من قوة العلاقات الأخوية بين البلاد، وقد تجسدت مظاهر الاحترام المتبادل بين مصر والكويت، خلال فترة ثورة 30 يونيو، والتى رسم الموقف الكويتى الداعم لإرادة الشعب المصرى وقتها، أسمى معانى الأخوة.
فقد أعلنت الكويت منذ اللحظات الأولى، عن دعمها الكامل لإرادة الشعب المصرى، ففى أعقاب ثورة 30 يونيو، أشاد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، بالقوات المسلحة المصرية، على الدور التاريخى، الذى قدمته فى الحفاظ على الاستقرار، ولم تكن الوقفة الكويتية القوية تجاه مصر على الجانب الاقتصادى فقط، فإنها تجلت أيضا بالجانب الاقتصادى، والزيارات المتبادلة، التى أوصلت رسالة الكويت للعالم كله بأنها دائما منحازة إلى الشعب المصرى وإرادته.
كما أكد أمير الكويت الراحل، فى أحد تصريحاته عقب ثورة 30 يونيو أن «مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب الكويتى، ودورها محورى فى دعم أمن واستقرار الدول العربية».
المواقف المشرفة والمساندة لدولة الكويت قيادة وشعبًا، لا تعد ولا تحصى، وتجسد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الضاربة فى جذور التاريخ، ولعل موقف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ومقولته الشهيرة «مصر عزيزة على الكويت ولن نتأخر عنها أبدا.. أشقاؤكم معكم وسند لكم»، وهى المقولة التى ترجمت لمواقف سياسية واقتصادية، دليل على أن الكويت كانت من أولى الدول التى سارعت بإصدار بيان رسمى للإعلان عن دعمها لخريطة الطريق 3 يوليو 2013. وإذ جسدت الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دولة الكويت، فى 14 أبريل الماضي، حجم العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وذلك فى ضوء الاستقبال التاريخى للرئيس السيسى من كل شعب الكويت يتقدمهم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والذى قال الآباء فى الكويت أوصوا بمصر خيرا، ولن ننسى ما قدّمته مصر لنا من دعم فى الماضى.
 
الدعم الإماراتى لمصر
لم تتركنا الإمارات وحدنا فى خضم تلك الثورة، وقوفهم معنا لم يكن اقتصاديًا فقط، ولكنهم قدموا الدعم السياسى إلى جانب ذلك، هذه الكلمات الموجزة تصف دور الإمارات ودعمها للقاهرة، بعد اندلاع ثورة 30 يونيو لعام 2013.
فعلى درب الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان أبناؤه سباقين فى دعم مصر، وهو ما ظهر جليا فى أعقاب ثورة 30 يونيو بمصر عام 2013، وكانت دولة الإمارات بقيادتها ودبلوماسيتها فى طليعة الدول الداعمة لها لتنهض مجددا وتستعيد دورها.
فمن يقرأ فى سجلات التاريخ يجد أن وزير الخارجية الإماراتى حينها، الشيخ عبد الله بن زايد، كان يجوب العواصم الغربية، مستخدمًا ومستعينًا بقوة الإمارات والدبلوماسية الإماراتية، لزيارة كل الرؤساء الذين اتخذوا موقفًا مغايرًا لثورة المصريين فى 30 يونيو، كان وزير خارجية الإمارات يذهب فى عقر دارهم ليقول إن هذه ثورة شعب، وإننا فى الإمارات نقف إلى جانب اختيار الشعب المصري، ولا يمكن أن ننسى الموقف الإماراتى المدعوم من الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وولى عهده الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات حاليًا.
ولا ننسى الكلمة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس السيسى عقب توليه رئاسة مصر فى يونيو 2014، بأن «الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها «.
هذا الدعم، أكد عليه أيضا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مشاركته فى المؤتمر الاقتصادى المصرى فى مارس2015، حينما قال «إن وقوفنا مع مصر فى هذه الظروف ليس كرهًا فى أحد ولكن حبًا فى شعبها، وليس منّةً على أحد بل واجب فى حقها»، وأكد مجددا على أن «دولة الإمارات ستبقى دائماً مع مصر».

البحرين و30 يونيو
«شعب مصر لن ينسى زيارة عاهل البحرين كأول زعيم خليجى لمصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو»، ذلك ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال استقباله لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بالقاهرة فى 27 أبريل 2016، واصفًا تلك الزيارة التاريخية للملك حمد فى الأول من يوليو 2013 بأن دلالة تلك الزيارة حملت أصدق معانى النبل والوفاء، وجسدت معانى سامية ونبلًا أصيلًا لأرض الكنانة من إعزاز ومودة.
هذا الموقف البحرينى الأصيل، جسدته كلمات الملك حمد بن عيسى آل خليفة من جانبه، الذى يؤكد دائمًا أن بلاده ستسخر كافة إمكاناتها السياسية والاقتصادية والتجارية لخدمة مصر تقديرًا لدورها الرائد وشعبها، مشيدا بمواقف مصر التاريخية تجاه القضايا العربية المصيرية وفى مقدمتها قضية العرب الأولى: فلسطين، وجهود إحلال السلام بالمنطقة، وتأكيده الدائم أن مصر وأهلها سيبقى لهم مكانة عظيمة فى قلوبهم وعقولهم، لأنها أرض الكنانة والأمن والأمان، مستشهدا بقول الله تعالى «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
ولن تنسى صفحات التاريخ، ما قام به الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذى يحرص على مشاركة مصر فى كافة المحافل، عندما قام هو وأبنائه بتوجيه رسالة إلى العالم بأن مصر هى أرض الأمن والأمان والسلام، فى وقت كان الإرهاب يستهدف فيه مصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو، عندما شارك الملك حمد خلال جولته مع الوفد المرافق له فى رياضة السباحة بأحد شواطئ مدينة شرم الشيخ ولعب كرة الطائرة الشاطئية ولعبة الجولف.
الموقف البحرينى العروبى الأصيل تجاه ثورة 30 يونيو، الأمر الذى يؤكد مكانة مصر فى قلبه، وفى قلوب كل البحرينيين.

سلطنة عمان قدمت لمصر الكثير
لسلطنة عمان مع مصر مواقف كثيرة، تؤكد التوجه العروبى والداعم لمد جسور المحبة والتعاون لعل أبرزها تأييد بلاده لإرادة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو المجيدة حيث كان دعم سلطنة عمان وقيادتها السياسية ممثلة فى السلطان قابوس بن سعيد لمصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 دعمًا ثابتًا وحكيمًا، اتسم بالتوازن والخصوصية العمانية، وعبّر عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وحرص مسقط الدائم على استقرار مصر باعتبارها ركيزة للأمن القومى العربى. وتتضح ملامح دعم سلطنة عمان لمصر بعد 30 يونيو، فى موقف السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله الداعم لإرادة الشعب المصرى، ففى الوقت الذى تريّثت فيه بعض الدول فى إعلان موقفها من التحولات فى مصر بعد 30 يونيو، بادر السلطان قابوس إلى التعبير عن احترامه لإرادة الشعب المصري، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة المصرية ومؤسساتها، ودعم خارطة الطريق التى أُعلنت فى 3 يوليو 2013.
يمكن القول إن دعم سلطنة عمان لمصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو كان هادئًا لكنه حاسم، وعبّر عن أصالة الموقف العمانى، وعن إدراك السلطان قابوس لأهمية مصر الإستراتيجية، لم يكن هذا الدعم مجرد موقف سياسى مؤقت، بل امتداد لعلاقات تاريخية وثيقة تعززت على مدى عقود بين القاهرة ومسقط.


الملك عبد الله الثانى..
موقف أردنى ثابت فى دعم الدولة الوطنية
فى لحظة فارقة من تاريخ مصر والمنطقة، لم يتأخر العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى بن الحسين عن إعلان موقفه الواضح والحاسم دعمًا للشعب المصرى عقب ثورة 30 يونيو 2013، التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان، حيث كان من بين أوائل القادة العرب الذين زاروا القاهرة، فى زيارة حملت الكثير من الرسائل والدلالات، وكانت رسالته واضحة وصريحة: «نقف مع إرادة الشعب المصرى، ومع دولة قوية ومستقرة تلعب دورها القيادى فى المنطقة».

شكل موقف الملك عبد الله الثانى من ثورة 30 يونيو نموذجًا للقيادة العربية المسئولة، التى تنحاز إلى إرادة الشعوب واستقرار الدول، وتدرك أهمية مصر كمرتكز أساسى فى منظومة الأمن القومى العربى، ولم تكن زيارته إلى القاهرة بعد الثورة سوى ترجمة عملية لنهج أردنى قائم على الحكمة، والاعتدال، والتضامن العربى الحقيقى.
خلال لقاءاته بالقيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس المؤقت آنذاك المستشار عدلى منصور، ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أكد الملك عبد الله، أن «استقرار مصر هو استقرار للأردن والعالم العربى بأسره»، مشددًا على ضرورة دعم خارطة الطريق السياسية التى أعلنها الجيش المصرى بالتشاور مع قوى وطنية ودينية ومدنية.

لم يكن موقف الأردن من ثورة 30 يونيو عابرًا أو دبلوماسيًا فحسب،
السنوات التى تلت ثورة 30 يونيو، شهدت تعزيزًا ملحوظًا فى العلاقات بين مصر والأردن، سواء على المستوى الثنائى أو ضمن تحالفات إقليمية، مثل آلية التعاون الثلاثى بين القاهرة وعمّان وبغداد، والتنسيق المتكرر فى الملفات الأمنية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية والأزمة السورية.
ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، والملك عبد الله الثانى على عقد لقاءات دورية باستمرار، تأكيدًا على متانة العلاقات بين البلدين، وعلى عمق التفاهم السياسى والأمنى والاقتصادى بين القيادتين.

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام