مقالات



مشروع إنقاذ وطنى

29-6-2025 | 22:56
عهدية أحمد السيد

كاتبة صحفية - الرئيس السابق لجمعية الصحفيين البحرينية
 
فى الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو 2013، أعبّر عن فخرى واعتزازى بهذه المحطة التاريخية، التى لم تنقذ مصر فقط من براثن حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بل غيّرت مسار المنطقة بأكملها، كانت تلك الثورة الشعبية الجارفة، رفضًا قاطعًا لاختطاف الدولة المصرية، وصرخة من أعماق الشعب المصرى الأصيل، ضد محاولات جرّ البلاد إلى ظلام الفكر الإقصائى والتكفيرى الذى تمثّله هذه الجماعة‪.‬
لقد جاءت ثورة 30 يونيو، لتُسقط قناع “الشرعية الزائفة” التى حاولت الجماعة أن تتستر خلفها، ولتكشف للمجتمع العربى والدولى، أن هذه الجماعة لم تكن يومًا مشروع دولة، بل أداة لهدم الدولة وتفكيك مؤسساتها، وتنفيذ أجندات خارجية على حساب مصالح الشعوب‪.‬
 
ولم يكن تأثير الثورة محصورًا داخل مصر، بل امتد إلى كامل العالم العربى، حيث أحدثت صحوة واسعة، وفضحت المشروع الإخوانى الذى تسلل إلى مفاصل بعض الأنظمة والمجتمعات تحت ستار الدين، فيما هو فى حقيقته مشروع فوضى وتطرف وإرهاب‪.‬
 
ومنذ اللحظة الأولى، أعلنت مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، دعمها الكامل لإرادة الشعب المصرى، إدراكًا لخطورة المرحلة، ووعيًا بأن إنقاذ مصر من قبضة جماعة الإخوان، هو إنقاذ للأمن القومى العربى برمّته‪.‬
 
وقد شهدنا فى ذلك اليوم التاريخى، 30 يونيو 2013، كيف خرج البحرينيون بعفويتهم، وصدق مشاعرهم إلى شوارع المنامة وحول السفارة المصرية، يعبّرون عن تضامنهم واحتفالهم بانتصار الشعب المصرى على مشروع الفوضى والإرهاب، فى تلك الثورة التى أصفها بأنها أنقذت وطنا وألهمت أمة.
 
ومنذ تلك اللحظة، بين القاهرة والمنامة، شراكة مصيرية عززتها ثورة 30 يونيو، توطدت العلاقة بين البلدين الشقيقين، لتنتقل من مرحلة التضامن إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية العميقة، المبنية على وحدة الرؤية فى مواجهة الجماعات المتطرفة، وعلى الإيمان المشترك بمركزية الدولة الوطنية كحارس للهوية والاستقرار، كما كانت قبل اختطاف مصر من قبل جماعة إرهابية‪.‬
 
لقد كشفت ثورة 30 يونيو الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان، وأسقطت أوهام ما سُمّى بـ”الربيع العربى”، وأكدت أن الشعوب قادرة على إفشال مخططات التقسيم، وأنه لا بقاء لجماعة لا تؤمن بالديمقراطية، إلا حين تخدم مصالحها الضيقة، ولا تؤمن بالدولة إلا حين تسخّرها لحكم المرشد‪.‬
 
واليوم، وبعد 12 عامًا، نرى نتائج هذه الثورة فى بناء مصر الحديثة، وفى تحصينها من الداخل، وفى دورها العربى الفاعل، جنبًا إلى جنب مع شقيقاتها، وعلى رأسها البحرين، فى التصدى للإرهاب، ومواجهة الفكر المتطرف، وكشف مخططات التدخل الخارجى‪.‬
 
إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد احتجاج سياسى، بل كانت مشروع إنقاذ وطنى، ألهم الدول العربية التى رفضت أن تسقط بيد الطائفية أو الفوضى أو الجماعات الإرهابية، وستبقى هذه الثورة مصدر إلهام لكل من يؤمن بالدولة، وبحق الشعوب فى مستقبل آمن ومستقر‪.‬
 
كل التحية لمصر وشعبها العظيم، ولقيادتها الحكيمة، ممثلة فى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تولى مسئولية الوطن فى لحظة تاريخية فارقة، وقادها بثبات نحو الاستقرار والبناء‪.‬
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام