مقالات



المنتصرون الأربعة فى الحرب الإسرائيلية - الإيرانية

6-7-2025 | 14:40
أسامة سرايا

الحرب الإسرائيلية الأولى فى القرن الحادى والعشرين لم تكن مع العرب، بل كانت مع إيران، آخر الحروب الإسرائيلية مع العرب كانت 1973 فى القرن الماضى.

وما كان يحدث فى غزة وغيرها فى الضفة الغربية أو فى لبنان، كان عدوانا إسرائيليا مفرطا على الفلسطينيين، وآخرها ما حدث منذ أكتوبر 2023، وحتى حروب لبنان، ليست حروبا مع إسرائيل، إنها عدوان إسرائيلى على لبنان، رد الجيش اللبنانى دفاعا ولم يحارب إسرائيل.

الحرب الأخيرة أطلق عليها الزلزال، تغيرت فيها المنطقة كثيرا، مثلها مثل حربى 1967 و1973، تترك بصماتها على كل الشرق الأوسط، امتدت الحروب وكانت المفاجأة الإسرائيلية بضرب طهران، “قيادات وعلماء”، كانت إسرائيل تخطط ليس لضرب رغبة إيران فى امتلاك السلاح النووى فقط، لكن باقتلاع النظام الإيرانى، وإقامة نظام بديل يقيم علاقات معها، لكن القرار الأمريكى تدخل فى اللحظات الحرجة، وكان ضرب منشأة فوردو ونطنز وجواهر المنشآت النووية الإيرانية، بمثابة طوق الإنقاذ للنظام الإيرانى، وتحقيق الهدف الإسرائيلى الأول، الذى يتلاقى مع الأمريكيين، لذلك اعتبر ترامب نفسه منتصرا فى الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، لأنه تدخل فى الوقت المناسب!

وحقق هدفه وأوقف العدوان الإسرائيلى على إيران، وكانت مكافأة إيران لأمريكا أن أبلغتها أنها سترد فى قاعدة «العديد» المقامة فى قطر.
أثبت الإيرانييون أنهم لا يحمون البرنامج النووى أو القادة العسكريين، بل يحمون النظام عندما يشتد أوار الحرب وتنشب المعارك، ليتم التفاوض والمقايضة.


الحرب الإيرانية - الإسرائيلية كشفت لكل الأطراف أن إسرائيل لا تملك مفاتيح القوة فى الشرق الأوسط، كما أن إيران لا تملكها، فقد خرجت مرتين، طوال العامين الماضيين من السيطرة على المنطقة، الأولى كانت عندما لم تقض أمريكا على العلماء تماما، لكن حين بعثت برسالة إليهم جميعا، أن ليس هناك من يحميكم، وأن نظام الحكم فى طهران لن يتدخل فى حمايتكم، نستطيع أن نقول إن إسرائيل وأمريكا حققتا أهدافهما فى إيران، وأن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية سوف تنتهى باتفاق بين الطرفين لضمان بقاء النظام الإيرانى واستئصال البرنامج النووى الإيرانى، هناك إيران انتصرت، وأمريكا وإسرائيل انتصرتا كذلك. انتصر ترامب بالتدخل فى هذه الحرب، فزْاد تموضع أمريكا فى قلب الشرق الأوسط، وفى غرب آسيا، وحرم الصين وروسيا من التموضع فى إيران.


وانتصرت إيران بحماية النظام الذى قام فى عام 1979 حتى الآن.
بل إن الحرب مكنت النظام الإيرانى من السيطرة على حدود 1750كم، وحقق نتنياهو هدفه.
نقولها ببساطة، يحق لإسرائيل الاحتفال بالنصر، كما يحق لإيران الاحتفال بالنصر، وكذلك إيران تستحق أن تحتفل ببقاء نظامها وعدم تفكك إيران، هذا ما حدث فى حرب يونيو 2025 بين إيران وإسرائيل، وبالتدخل الأمريكى لإنهاء الحرب.


 لعلنا نقول: إن القضية الفلسطينية لم تخسر فى هذه الحرب، فقد ظهر أمام أمريكا وإسرائيل أن أمن الدولة اليهودية لن يتحقق بالحروب، لكن بمعادلة إقامة الدولة الفلسطينية، فهى ضرورة ليس فقط لإيصال الحقوق لأصحابها الفلسطينيين، لكن لإسرائيل نفسها ولكل دول المنطقة.

القضية الفلسطينية أثبتت فى هذه الحرب جدارتها وقوتها، فقد دخلت كل دول المنطقة حروبا مع إسرائيل، وصلت النيران  والحروب إلى  طهران والخليج العربى.
يحق للفلسطينيين كذلك الاحتفال بالنصر فى هذه الحرب الأخيرة أو الأولى فى القرن الحادى والعشرين مع أهل منطقة الشرق الأوسط، والدولة الإسرائيلية.

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام