يوسف مشارى: للسينما دور عظيم فى تصحيح الصور النمطية وتعزيز ثقافة التسامح ومكافحة خطاب الكراهية حسين الهنداوى: وسائل الإعلام المرئية لها دور كبير فى بناء الجسور الثقافية أحمد الجروان: تسهم فى ترسيخ ثقافة الرقى فى التناول والسهولة فى العرض
الصالون الثقافى لجامعة الدول العربية، جزء من القوى الناعمة التى باتت الجامعة تهتم بتسليط الضوء عليها، لاسيما أنها أصبحت واحدة من الوسائل الأكثر تأثيرا فى تشكيل الرأى العام الجمعى العربى، هذا الاهتمام لم يكن وليد اللحظة، بل هو إحياء لفكرة رائدة أطلقها الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، الذى كان أول من أنشأ صالونا ثقافيا فى الجامعة منتصف القرن العشرين، وجمع فيه نخبة من المفكرين والمثقفين العرب، لمناقشة قضايا الفكر والهوية والتعليم، وغيرها من الموضوعات الأكثر تأثيرا خلال هذه الفترة. هذه العودة تهدف فى الأساس إلى مناقشة أهم الموضوعات الثقافية التى تشغل عالمنا العربى فى الوقت الراهن، وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر فى صناعة القرار، وبناء مستقبل المجتمعات العربية، ولأنه من الصعب إنكار الدور الذى قامت وتقوم به السينما العربية عبر العصور، كواحدة من الوسائل التى تسهم فى صناعة التقارب بين الشعوب، بوسائل وطرق مختلفة تبدو أكثر قربا إلى المواطن العربى، اختارت الجامعة أن تكون أولى دورات صالونها الثقافى بعنوان «دور السينما فى التقارب بين الشعوب» لتسليط الضوء بصورة أكثر تركيزا، على هذا الكنز الثقافى متعدد الوسائل والأهداف.
المستشار يوسف مشارى، مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات فى جامعة الدول العربية، يؤكد أن الصالون فى دورته الأولى، يلقى الضوء على الدور العظيم الذى قامت به السينما عبر العصور، كأداة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الدول والشعوب، فضلا عن دورها فى بناء جسور التواصل بين مختلف الفئات والثقافات، هذا إلى جانب قوتها فى معالجة القضايا الإنسانية المشتركة، ودورها فى تصحيح الصور النمطية، وتعزيز ثقافة التسامح والانفتاح ومكافحة خطاب الكراهية ناهيك عن دورها الاجتماعى والإنسانى والتاريخى، لذا تعد واحدة من أكثر وسائل القوى الناعمة العالمية تأثيرا وانتشارا عبر العصور، استحقت عن جدارة المكانة الثقافية والإنسانية والنفسية، التى حظيت بها بين مختلف الثقافات والفئات الاجتماعية.
وأوضح أن الصالون الثقافى للجامعة يعد امتدادًا لفكرة رائدة ابتدعها عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، الذى كان أول من أسس صالونا ثقافيا داخل أروقة جامعة الدول العربية، حيث جمع فى ذلك الحين بين أعلام الفكر والثقافة العربية فى لقاءات دورية ناقشت قضايا اللغة والهوية والتعليم وحرية الفكر والإبداع، وحرصا منا على استمرار هذا التوجة الثقافى - على حد قوله - سيوفر الصالون منصة للحوار بين صناع السينما والنقاد والمثقفين والأكاديميين من مختلف الدول العربية، عبر سلسلة من الدورات التى تهتم بمناقشة دور السينما عبر العصور فى صناعة التقارب والتعاون بين الشعوب على مختلف ثقافاتها. ومن أجل مواكبة تطورات العصر الحديث، والانتقال به إلى الحقبة الزمنية الحالية، ليتناول موضوعات تمس المواطن العربى بمختلف فئاته. المواطن العربى فى السياق ذاته، ذكر السفير حسين الهنداوى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنه وقع الاختيار على موضوع السينما ودورها فى التقارب بين الشعوب من أجل مواكبة تطورات العصر الحديث، والانتقال به إلى الحقبة الزمنية الحالية، ليتناول موضوعات تمس المواطن العربى بمختلف فئاته. حيث باتت وسائل الإعلام المرئية، لاسيما السينما والرواية البصرية لها دور كبير، فى بناء الجسور الثقافية بين الدول العربية، وبين العرب وبقية شعوب العالم، ذلك أنها على حد قوله ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة للتأثير العميق، يمكن من خلالها نقل القصص والتجارب الإنسانية وسرد التاريخ عبر العصور المختلفة، بما يسهم فى بناء فهم أعمق للآخر وتوصيل الرسائل الإعلامية بصورة حضارية، تتفق وتتناسق مع مختلف الثقافات وتخاطب كل الفئات الاجتماعية بلغة بسيطة وسهلة، تجعلهم أقرب إلى فهم الصورة بشكل أعمق. وأشار إلى أن صالون جامعة الدول العربية الثقافى، يطمح إلى أن يكون منصة دورية تجمع المفكرين ومتخذى القرار والخبراء والأكاديميين، فى مختلف الموضوعات التى ستطرح من خلاله، ولذلك، فإن إعادة إحياء فكرة الصالون الثقافى العربى داخل مؤسسة الجامعة، ينبع من الإيمان العميق بدور الثقافة كقوة ناعمة فى نشر الثقافة والوعى بين فئات المجتمع العربى المختلفة، فضلا عن دوره فى أنه يعيد إلى الأذهان صورة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وهو يصول ويجول بين القضايا الثقافية والأدبية المختلفة، عارضا مختلف التوجهات شاملا كل الموضوعات المهمة والأكثر حيوية فى عصره. اللغة الموحدة
أشاد الدكتور أحمد الجروان، الأمين العام للمجلس العالمى للتسامح والسلام، والرئيس الأسبق للبرلمان العربى، بحسن اختيار موضوع دور السينما فى صناعة التقارب بين الشعوب، ذلك لأنها تعد محركا أساسيا من المحركات الثقافية، التى تسهم فى الترسيخ والتأكيد على ثقافة الرقى فى التناول والسهولة، فى عرض الرسالة والوضوح فى نقل المضمون الهادف البناء عبر العصور، لذا استمر تأثيرها الإيجابى وأصبحت بمثابة اللغة الموحدة، التى تجمع الكل تحت رايتها الثقافية الأكثر توجيها والتزاما، فى عرض الصورة بوسائل مختلفة ومتنوعة، وأكثر جاذبية وأعمق تأثيرا واستمرارا على المدى الطويل، لاسيما إذا اهتمت بتسليط الضوء على القضايا التى تمس المجتمعات العربية وتتصل مباشرة بواقع شعوبها وقضاياهم. ونوه إلى أهمية دور الثقافة كمكون أساسى فى نشر قيم التسامح والسلام على المستوى العالمى، مشيرا إلى أن رؤية المجلس العالمى للتسامح والسلام المستقبلية، تنطلق من قناعة راسخة، بأن تحقيق السلام الدولى فى الوقت الراهن، يعتمد بشكل أساسى على قدرة المجتمع ككل ومختلف الهيئات الرسمية وغير الرسمية، على نشر ثقافة التسامح بين الشعوب وترسيخ مختلف التوجهات، التى تسهم فى تحقيق هذا الهدف الإنسانى النبيل.