ثقافة



مدير مركز التراث العربى والمنسق العام للملتقى: نعمل على مشروع مختبر اللهجات العربية

6-10-2025 | 19:49
حوار أجرته - حسناء الجريسى

أكتوبر المقبل نحتفى باللهجة الإماراتية وتوقيع اتفاقية 2003 لحماية التراث مع منظمة اليونسكو
سعيدة بما حققه «ملتقى الراوى» من نجاح كبير.. ودائما نتحدى أنفسنا

حقق «ملتقى الراوى» نجاحا كبيرا، واختتم فاعلياته بالعديد من التوصيات التى قرأتها د.عائشة الشامسى منسق عام الملتقى، وكان أهمها إنجاز موسوعة علمية متخصصة فى أدب الرحلة العربى، والاستفادة من المدونات الرحلية والجغرافية فى توثيق صورة المدن والمسالك والأقاليم القديم.
د. عائشة من الشخصيات النسائية التى تلعب دورا محوريا فى نجاح ملتقى الراوى، تعمل بدأب وبحب واجتهاد، وتدرس وتتعمق فى البحث عن كل ما هو جديد فى العالم التراث والموروثات الشعبية والحرف التقليدية، وحول نجاح هذه الدورة، واختيار «العمارة الطينية» لإدراجها على ملف التراث المادى بمنظمة اليونسكو، كان لنا معها هذا الحوار.

< فى ختام ملتقى الشارقة الدولى للرواى ما التحديات التى واجهتكم هذه المرة؟
نحن فى كل عام تواجهنا تحديات، وأعظم تحد أن نتحدى أنفسنا، أولا كان توقع المخاطر قبل كل شىء، وكيف يمكننا مواجهتها، لذلك خصصنا غرفة عمليات، حتى نستطيع معالجة كل ما يطرأ على الملتقي، هذه السنة على التوالى يتم تنظيمه فى مقر المعهد، وكان ذلك من ضمن توصيات الدورة قبل الماضية حتى تعطيه زخما وطبقت هذه التوصية بالفعل، وهى أعظم تحد خصوصا أن لدينا عدة مبان، من قبل كنا نفكر فى كيفية استخدام هذه المبانى للملتقى، ماذا نقدم للأطفال، فلدينا برامج علمية، وفاعليات للأطفال، لذلك فكرنا أن نقيم قاعة خارجية للأطفال وللجمهور حتى يتم كل ما يتعلق بالملتقى، ومشاركة الأجنحة والمؤسسات الحكومية، وبعض المعاهد وفضاءات الحكاية كانت فى الساحة الخلفية للمعهد، وتم بناء قاعة عبارة عن خيمة خاصة بالفاعليات الخاصة بالجمهور، رأينا الأصداء، وكانت الفكرة ناجحة بشهادة الجميع، الذين أكدوا أن المهرجان جاذب وشيق ومختلف وأنا سعيدة بما حققه الملتقى من نجاح كبير.

< لماذا وقع الاختيار على جمهورية المالديف لتكون دولة ضيف الشرف؟
وقع الاختيار على جمهورية المالديف، لأننا اخترنا العنوان حكايات الرحالة، وشخصية ابن بطوطة تحديدا، لأنه أول من ذكر المالديف فى رحلاته، وهناك رحالة وصفوا المالديف، الجميل أن هناك تقاطعات ثقافية بيننا نحن العرب، وبين المالديف خصوصا أن  جمهورية المالديف هذا العام يحتفلون بمرور 900 سنة على دخول الإسلام، وكيف دخل الإسلام عن طريق الرحالة، هذه لوحدها حكاية، أيضا الأبجدية المالديفية هى متأثرة تأثرا كبيرا بالأحرف العربية، وهذا بالحد ذاته نسلط الضوء على هذا الموضوع، حيث تحدث وزير الثقافة المالديفى “آدم إبراهيم” عن علاقة الأحرف العربية بالأبجدية المالديفية، وكيف تأثرت بالأحرف العربية، يجب أن نسلط الضوء على هذه الدولة، ونسبر أغوار هذه الجمهورية، المالديف مشهورة كسياحة لكن لديهم ثقافة بالفعل، وأصبحنا نسلط الضوء على هذه الدولة، التى هى بالأساس متأثرة بالرحالة وحكاياتهم.

< جاء عنوان الملتقى هذه المرة مغايرا عن السابق، واهتم بشكل كبير بعنصر الثقافة غير المادى، لماذا؟
حتى لا يظن أن الملتقى يسلط الضوء على قيمة محددة، من ضمن الدورات السابقة تحدثنا عن جحا تراث إنسانى مشترك، الملتقى ينتقل بموضوعاته، ولا يركز على ثيمة معينة وأسلوب معين، الجميع تفاجأ كيف انتقلنا على مجال آخر، وحكايات الرحالة وكيف ارتحل الملتقى، وكيف بدأ ومن ثم الانطلاقة الكبرى إلى الدولية، هذه بحد ذاتها رحلة إلى الملتقى، اخترنا حكايات الرحالة حتى نستمع إلى حكاياتهم، البعض أحيانا يكون خلط ما بين الرحالة والمستشرقين، وأهدافهم الاستعمارية لكننا نتحدث عن موضوع مختلف تمام، نحن نتحدث عن الرحالة وحكاياتهم فى المسالك والممالك وما رأوه فى هذه المدن، وما نقلوه فى كتبهم حتى فى سواحل الخليج ، يجب أن نسلط الضوء على هذه الحكايات، لأنها ثرية جدا، حكايات الرحالة فيها ألوان متنوعة.

< تواجهون عدة تحديات أهمها التحديات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعى فكيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
التراث بطبيعته متجدد، لأننا لا نستطيع أن نحافظ على شكل التراث، كما هو عليه فى السابق، وإلا سترينه فى المتاحف التراث لأنه متجدد يتقبل ويأخذ ويحافظ على الأصول مع التجديد لأن الأجيال الشابة، حتى تستطيع أن تتقبل هذا التراث، لأن الأجيال الشابة منجرفة للذكاء الاصطناعي، يجب أن نواكب ونقف ضد التيار حتى لا نضيع هكذا التراث يجب أن نحاكى ونستخدم ونوظف هذا الذكاء لصالحنا، وهذا ما قمنا به فى هذه الدورات، كان هناك ورش عديدة، استخدمت الذكاء الاصطناعى لصالح الرحالة هناك من صنع أفلام بالذكاء الاصطناعى، لأن موضوع الملتقى “حكايات الرحالة”، فقدموا موضوعات جميلة ورائعة، ونحن استقطبنا هؤلاء الشباب، هذا العام تجدين روح الشباب موجودة، وكانت صالحة لصالح فكرتنا، لكن بكيفية التوظيف والاستفادة، وليس فقط أن نقف أو نكون فى أبراج عاجية، ونواكب التغيرات الحاصلة مع الحفاظ على الأصول إنما نواكب التجديد.

< الطفل بطل الحكاية فى الملتقى، وأغلب الفاعليات مخصصة له؟
 الأطفال هم من يقع على عاتقهم بعد ذلك كل ما نراه  اليوم، فإذا أسسنا منذ البداية هذا الطفل تأسيس جيد، سيتذكر هذه المواقف والمشاهد، لذلك نقدم له ورش الخط العربى والحرف التقليدية، والحكايات  ليتعلم ويرى ماذا يحوى تراثنا الثقافى؟! خشية أن يحدث مستقبلا  قطيعة بين الأجيال الجديدة وتراثه، الحكايات تربى، وإذا استمع إليها الطفل ستعطيه عادات وتقاليد، وعليه أن يستمع لهذه الحكايات حتى يتعلم جيدا، فكلها تحمل رسائل الهدف منها صون التراث والحفاظ على هويتنا.

< العنصر النسائى هذه الدورة كان بطل نجاح المهرجان ما تعليقك؟
ضحكت قبل أن تقول: أغلب فريق التنسيق نساء، وهناك شاب واحد فقط وكان له دور كبير لا يمكن أن ننكره، طبعا الغالبية سيدات وأمهات ومنهن سيدات حوامل، وكن يعملن حتى ساعات متأخرة، الشىء الجميل، كنا نعمل بروح الفريق، ونلغى الفردية بعد الملتقى قلت لهن: أنتن كلوحة الفسيفساء كل واحدة أكملت الأخرى، فظهرت هذه النتيجة بألوانها الجميلة.

< ما المستجدات التى طرأت على المعهد فى الآونة الأخيرة؟
طبعا المعهد لديه العديد من البرامج المتنوعة، والمستمرة حتى الشراكات القائمة، تم توقيع العديد من مذكرات التعاون حتى البرامج والمشاريع التى تم اطلاقها، وهذا المشروع سيتم العمل عليه على مدار العام، وهناك مشروع تم العمل عليه، وهو مختبر اللهجات العربية، هذا المختبر سنبدأ محليا بتوثيق المفردات الموجودة لدينا على اختلاف اللهجات.
لدينا ثراء فى اللهجة الإماراتية، سيتم توثيقها وتحليلها وإرجاعها لأصولها الفصيحة، نحن لا ندعو للعامية، لكن بالعكس أغلب المفردات المستخدمة لدينا فى الوطن العربى، وفى لهجاتنا العامية أساسها عربى فصيح، نحن سنأخذ هذه المفردات، وسيتم دراستها وتحليلها وأصولها الفصيحة، وحتى علاقتها بالمناطق، أغلب المفردات المستخدمة فى الوطن العربي، أساسها عربى فصيح نحن نستخدم هذه المفردات، وتتم دراستها وتحليلها وأصولها الفصيحة وأيضا حتى علاقتها بالمناطق، وحتى حدثت هذه الهجرات السابقة وتأثير هذا الأمر بحسب المناطق والبيئات، سيتم إطلاق هذا المختبر وسيكون لديهم مختبر فى دولهم ويأخذون الجانب الخاص فى لهجاتهم ويمدوننا بهذه المادة، لأن المختبر معنى باللهجات العربية، ونحن نعطيهم ما لدينا من لهجة فى الإمارات ، حيث حدث تواصل فى المشاريع وهذا بحد ذاته إنجاز.

< ماذا عن مركز التراث العربى؟
لدينا برامج كثيرة فى أكتوبر، نحتفى بتوقيع اتفاقية 2003 فى اليونسكو لحماية التراث غير المادى ونحتفى باللهجة الإماراتية، ونطلق ورشة عمل مع هذه اللهجات، وتم رفع هذا المشروع إلى منظمة اليونسكو، والآن هو موجود على موقع اليونسكو من ضمن البرامج التى تقدم فى أكتوبر خلال توقيع الاتفاقيات، بالإضافة الى أن هناك ورشا ستكون  بشكل مستمر أيضا، واطلاق بعض الإصدارات الخاصة بالتراث الثقافى، سيتم إطلاق بعض المجلات الجديدة الخاصة بالتراث، ولدينا ورش مع  منظمة اليونسكو لتدريب  العاملين على التراث الثقافى فى الدول العربية، وتدريب الكوادر على كيفية إدارة هذه المراكز فى مراحلها الثانية .

< يقال إن عائشة الشامسى دينامو المعهد ما تعليقك؟
أعشق التحديات، نشأتى لعبت دورا كبيرا فى هذا وحبى للكتب من نعومة أظفارى وعشقى للورق الأصفر الذي  كنت أحمله بيدى الصغيرة، وقبل كل شىء نحن نتاج المشروع الثقافى لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه.
تربينا على مشروعه الثقافى، وعلى هذه المعارض وعلى مراكز الطفل، وكيف يربى الإنسان، وهذا أسمى مشروع لديه، وهو بناء الإنسان خصوصا عندما أطلق المشروع الثقافى فى عام 79 فى قاعة إفريقيا اليوم سنبنى الإنسان ولنوقف قليلا بناء الكونكريت، وهنا كانت البداية من معارض الكتب، ومن إنشاء مراكز الطفل والناشئة والبرلمان وكل ما تشاهدينه اليوم، هناك جيل واع تربى على هذا المشروع الثقافى لسموه وأغلب من يعمل الآن فى مجالات الثقافة هم نتاج هذا المشروع الثقافي، لأنهم مؤمنون بقوة هذه  الفكرة، ويساهمون فى هذا المشروع الثقافى، لذلك أركز على أن عامل الأسرة مهم، حب الطفل على القراءة.

< كيف جاء اهتمامك بالتراث؟
 كنت باحثة فى إحدى المؤسسات خارج إمارة الشارقة، وكان فى معهد الشارقة ملتقى الحرف، وكنت أحرص على حضور ملتقيات الحرف، كنت باحثة أقدم إلى المعهد بأدوات الباحث، حتى أرى الرواة وأسجل معهم، وقابلنى د. عبد العزيز المسلم، وعرض علىّ العمل فى المعهد، وشرفت كثيرا بالعمل معه فهو قامة علمية كبيرة نتعلم منه، وبالفعل تم تعيينى فى المعهد، وبالاحتفال باليوبيل الفضى أنا أحتفى بمرور عشر سنوات على عملى فى هذا الصرح الثقافى القوي.
< ماذا عن الجديد لديكم خصوصا مع منظمة اليونسكو وما الملف الذى تسجله دولة الإمارات هذه المرة؟
هناك ملف موجود، وتم العمل عليه منذ عامين، وهو العمارة الطينية وهذا الملف مشترك مع بعض الدول العربية، وستتم مناقشته العام القادم، وهو أول ملف يقدمه المعهد، وهذا تحد كبير، وننتظر التسجيل قريبا، فريق المعهد هو من عمل فى هذا الملف وكل التحية له.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام