مدير ديوان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر التاريخى أود التأكيد أننى كنت شاهداً على كواليس القرار العربى بقطع البترول عن أمريكا وأوروبا دعماً للدولة المصرية وشعبها العظيم فى حربها المقدسة ضد الاحتلال الإسرائيلى عام 1973، مشدداً على أن الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، هو أول من اتخذ القرار بقطع البترول وكلف الحكومة الإماراتية بالتنفيذ والإعلان عنه، وأيدته بعد ذلك بقية الدول العربية. شهادتى هذه للتاريخ وأشير إلى أنه أثناء حرب أكتوبر عام 1973 كان وزراء الأوبك مجتمعين فى دولة الكويت الشقيقة، وكنت أشغل حينها منصب رئيس ديوان رئيس الدولة فى الإمارات، وسألنى عندئذ الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مساء الاجتماع عن أخبار المؤتمر، فأجبته حينها بقرار وزراء الأوبك بتخفيض خمسة فى المائة من الإنتاج، فقال لى طلب «مانع العتيبة» وزير بترول الإمارات، وبالفعل أوصلته به تليفونياً، وسمعت الشيخ زايد يأمر الوزير بأن يعلن فوراً قرار الشيخ زايد بقطع البترول عن أمريكا وأوروبا تدعيمًا لمصر فى حرب أكتوبر. وتلبية لأمر المرحوم الشيخ زايد أعلن الوزير «مانع العتيبة» فى مؤتمر صحفى وهو موجود فى دولة الكويت قرار المرحوم الشيخ زايد بقطع البترول، وانتشر آنذاك الخبر فى الصحف العالمية، وبعدها بيومين أعلنت الدول العربية المنتجة للبترول تضامنها مع القرار الإماراتى، وتبنيها لقرار قطع البترول بالكامل عن أوروبا وأمريكا كما صدر من دولة الإمارات. وتلك شهادتى للتاريخ التى من شأنها تكشف كل مزايد على الحقيقة، وأشدد على أن قيادة العالم العربى لم تعرف الخوف، وأنهم لم يخشوا غير الله رب السموات والأرض، ومن ذلك المنطلق اتخذ الشيخ زايد قراره التاريخى منفرداً فى لحظة فارقة بين الحق والباطل وكان سباقاً لصنع التاريخ. وهنا أكرر أن شهادتى هذه لله والتاريخ، ولكى تعلم الأجيال العربية أن صاحب القرار الأول والشجاع على مستوى العالم العربى فى قطع البترول كان حكيم العرب الشيخ زايد، ومهما حاول بعض الناس تغييب الحقيقة فلن يستطيعوا.