نحن والعالم



181 زيارة للرئيس السيسى إلى 62 دولة.. عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية

11-10-2025 | 19:58
سوزى الجنيدى

أول رئيس مصرى يزور غينيا الاستوائية وسنغافورة ورواندا والجابون وفيتنام وكوت ديفوار وجيبوتى وأرمينيا وموزمبيق

أصدرت وزارة الخارجية كتابين، الأول بشأن دبلوماسية القمة ويتضمن الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال الفترة من 2014 إلى 2024، يحمل عنوان "الزيارات الخارجية الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى عقد من الزمان"، بينما يتضمن الكتاب الثانى الذى حمل عنوان "الاتزان الإستراتيجى: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية" الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وكذلك الإنجازات التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى، قد استقبل الثلاثاء ٣٠ سبتمبر د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، الذى أطلعه على أهم نتائج المُشاركة المصرية فى أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى شهدت عرض رؤى ومواقف مصر خلال مختلف الاجتماعات المعنية بالقضايا الإقليمية والدولية، وقدم وزير الخارجية تقريرا شاملا عن المشاركة المصرية واللقاءات الثنائية والمشاركة فى الفاعليات العديدة التى جرت على هامش أعمال الدورة العادية للجمعية العام للأمم المتحدة، والتقدير الكامل للقيادة الحكيمة للسيد الرئيس فى ظل التحديات الإقليمية والدولية وكون مصر ركيزة للأمن والاستقرار.

كما قدم وزير الخارجية إلى الرئيس الكتابين بشأن دبلوماسية القمة المتمثلة فى الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى والإنجازات المصرية فى مجال السياسة الخارجية خلال الفترة من 2014 إلى 2024‪. ‬

والجدير بالذكر أن الإصدارين يعدان من أوائل الكتب البيضاء التى تصدرها وزارة الخارجية المصرية منذ ثمانينيات القرن الماضى، حيث يهدفان إلى توثيق ورصد أهم الزيارات الخارجية للسيد رئيس الجمهورية وأبرز الإنجازات فى السياسة الخارجية خلال عقد من الزمان بدأ بتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام منصبه، وهى فترة شهدت العديد من التحولات السياسية والتاريخية المهمة، وقد تم إعداد محتوى الكتابين من قبل فريقى عمل متخصصين فى وزارة الخارجية وعدد من أبرز الخبراء فى مجال السياسة الخارجية المصرية، وبالاستعانة بالمستشارين المعنيين.

181 زيارة إلى 62 دولة 

ويحمل الكتاب الأول عنوان "الزيارات الخارجية الرسمية للسيد رئيس الجمهورية فى عقد من الزمان" حيث يوثق زيارات وجولات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عام 2014 التى طافت ربوع الأرض كافة، وشملت إجمالى 181 زيارة إلى 62 دولة، لتجسد رؤية الدولة المصرية العميقة والثابتة لجعل مصر صوتاً مؤثراً فى أروقة صنع القرار الدولى، ومركزاً للحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، وطليعة لمرحلة جديدة من دبلوماسية القمة قوامها الاتزان الإستراتيجى ووضع العمل الدبلوماسى فى خدمة المصالح الوطنية وجهود مصر التنموية وبناء شراكات إستراتيجية متعددة الأبعاد، وقد مثلت تلك الزيارات خطوات أساسية ضمن إستراتيجية عليا متكاملة وطموحة جوهرها الدفاع عن ثوابت الوطن وتأمين مصالحه الإستراتيجية وترسيخ حضوره، وتدعيم السلم والاستقرار والإقليمى والدولى والنأى بمصر عن حالة الاستقطاب والتحديات التى ميزت هذه الحقبة من تاريخ النظام الدولي.

كما يتجاوز الكتاب المشار إليه مجرد رصد للوقائع والزيارات، بل يوثق دبلوماسية القمة التى مارستها مصر من خلال الزيارات الخارجية للرئيس السيسى التى شكلت الركيزة الأساسية لتعزيز علاقات مصر الخارجية، ويؤرخ مرحلة حافلة بالتحديات والتحولات، استطاعت فيها الدولة المصرية أن تستعيد زمام المبادرة التاريخية لتعزيز دورها الإقليمى والدولى فى ظل تحديات داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة، شملت كل الاتجاهات الإستراتيجية للأمن القومى المصرى، وأن تواصل بناء علاقاتها الخارجية على أسس الثقة والاحترام المتبادل. 

هذا، ويستعرض الكتاب التنوع الموضوعى والجغرافى للزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية خلال هذه المرحلة الدقيقة، حيث شملت 87 زيارة رسمية و82 زيارة لفاعليات متعددة الأطراف و12 زيارة دولة. كما شملت امتداداً جغرافياً لمناطق ودول لم يزرها رئيس مصرى من قبل، حيث كان الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أول رئيس مصرى يزور عدة دول، ومنها غينيا الاستوائية وسنغافورة ورواندا والجابون وفيتنام وكوت ديفوار وجيبوتى وأرمينيا وموزمبيق‪.‬

كما يعكس الكتاب من خلال رصد الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية الاهتمام الحثيث الذى أولته الدولة المصرية للمنطقة العربية، التى شهدت أكثر من ثلث زيارات رئيس الجمهورية بواقع 70 زيارة من إجمالى 181 زيارة، فضلاً عن الحرص المصرى على تعزيز الوجود والتعاون مع القارة الإفريقية التى شهدت 37 زيارة إلى 20 دولة.

ويعد هذا العمل التوثيقى شهادةً كذلك على الجهد المتكامل الذى تبذله مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق المصالح الوطنية والدفاع عنها، وفى إطار التزام الدولة المصرية بدورها التاريخى فى التعبير والدفاع عن هذه الثوابت ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والانفتاح على التعاون مع الجميع على قاعدة الارتباط بين الداخل والخارج، وتكامل المصالح لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية.
الاتزان الإستراتيجى: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية 

وكذلك أصدرت وزارة الخارجية الكتاب الثانى الذى حمل عنوان "الاتزان الإستراتيجى: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية"، وهو يوثق حصاد عقد كامل من السياسة الخارجية المصرية فى ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويعرض بأسلوب شامل الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وكذلك الإنجازات التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية، وذلك إعمالاً بمبدأ "الاتزان الإستراتيجى" الذى أرساه رئيس الجمهورية، والقائم على رؤية تسعى لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على شركاء متعددين، مع رفض منطق الاستقطاب أو التحالفات الصفرية، والالتزام باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، وحل النزاعات عبر الدبلوماسية والحوار، والتمسك بالقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة كمرجعية حاكمة‪.‬
فى هذا السياق، يسعى الكتاب لاستعراض مختلف الجوانب التطبيقية للسياسة الخارجية المصرية التى تنطلق من مبدأ الاتزان الاستراتيجى، بوصفه الإطار الناظم لتوجهات العمل الخارجى المصرى، وبشكل يعكس الرؤية المركبة التى يقوم عليها للنظامين، العالمى والإقليمى، ولمقتضيات إعادة تعريف المصلحة الوطنية المصرية لتتواكب مع المهام الجديدة التى تفرضها البيئة الدولية المعقدة من جهة، وتتناسب مع الأولويات السياسية والتنموية الوطنية من جهة ثانية‪.‬

ويوضح الكتاب أن هذه الرؤية المركبة، قد أتاحت المحافظة على ثوابت السياسة الخارجية المصرية التقليدية، وفى القلب منها العمل على تحقيق أهداف السلام والاستقرار الإقليمى والتنمية. وانعكس ذلك فى استمرار الريادة المصرية لجهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، خصوصاً فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وإعداد تصور – أصبح اليوم موضع توافق إقليمى ودولى – لإعادة إعمار غزة، وإنهاء العدوان عليها، وإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬
كمل تستعرض فصول الكتاب النشاط المصرى فى مناطق الجوار المباشر، سواء فى إطار جهود استعادة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية التى تعرضت لأزمات غير مسبوقة على مدار السنوات العشر الماضية فى المنطقة العربية، وبخاصة فى ليبيا والسودان ومنطقة المشرق العربى واليمن، أو فى إطار إعادة تنشيط الدور المصرى فى الساحة الإفريقية، على قاعدة التعاون التنموى والشراكات الإستراتيجية ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على ثوابت الأمن القومى المصرى، وفى القلب منه أمن مصر المائي‪.‬

وعلى مستوى النظام الدولى، يعكس الكتاب ما أظهرته السياسة الخارجية المصرية من تمسك بثوابتها التاريخية فى الدعوة لنظام عالمى متعدد الأطراف قائم على احترام قواعد القانون الدولى، مع إبداء المرونة فى التعامل مع التحديات البازغة كالإرهاب وقضايا البيئة والأمن السيبرانى وأسلحة الدمار الشامل والذكاء الاصطناعي‪. ‬

كما تبرز فصول الكتاب المختلفة الشراكات الإستراتيجية المصرية المتنامية مع دول إفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية ولاتينية، سواء على الصعيد الثنائى، أو فى إطار تجمعات التعاون الاقتصادى والإنمائى، التى كان من أبرزها انضمام مصر أخيراً لتجمع دول البريكس، فالانفتاح المصرى على التعاون وتوسيع مساحات المصلحة المشتركة والارتقاء بها لاحقاً لمستوى الشراكة الإستراتيجية، لم يستثن طرفاً دولياً، ولم ينحز لطرف ضد طرف، ولم يطور شراكات جديدة خصماً من العلاقة مع شركاء مصر التاريخيين، وبما مكّن مصر من مواجهة ضغوط الاستقطاب الدولى والأزمات المستمرة بحكمة وثبات، محافظةً بذلك على سيادتها وفاعلية مواقفها، ومنحازة بشكل حازم لقيم السلام والتنمية والعدالة كأساس للتعامل مع المنطقة والعالم، ومنطلقة من تسخير كل تحركها فى البيئتين الإقليمية والدولية لتحقيق تطلعات الشعب المصرى، والشعوب العربية والإفريقية، فى الحياة الكريمة والأمن المستدام، فى ظل نظام دولى أكثر عدالة واستقراراً، يتيح الفرصة لبناء المستقبل الذى تستحقه الأجيال القادمة‪. ‬
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام