كاتب صحفى فلسطينى الأوضاع الإنسانية والسياسية المعقدة التى يعيشها الواقع الفلسطينى، بسبب أمور عديدة، على رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والممتدة لعامين متتاليين، وحالة التصعيد العسكرى بالضفة الغربية والعمل على ضمها وفرضها تحت السيطرة والسيادة الإسرائيلية الكاملة وتهويد القدس، والتوسع الاستيطانى من خلال الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية، وكذلك الانقسام السياسى الممتد لأكثر من 17 عاما بين شطرى الوطن غزة والضفة كلها أثرت بشكل سلبى كبير على الواقع الفلسطينى.
وهذا يأخذنا إلى التفكير خارج الصندوق والابتعاد عن النمط التقليدى فى التفكير والرؤية المستقبلية للواقع الفلسطينى المقبل، الذى يتطلب منه الكثير من التغييرات واستدراك الواقع ضمن تطلعات منفتحة على المجتمع العربى والدولى، فى إطار متوازن يحافظ على استقلالية القرار الوطنى من جهة، والتمسك بتطلعات شعبنا الفلسطينى نحو مستقبل أفضل يسعى للحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة، وفق تضامن عربى دولى يقوم على الدعم المشترك من الجميع لإنجاز مشروع عربى عالمى جديد للسلام الشامل والعادل الذى يحقق فكرة حل الدولتين.
ولهذا لا بد من استحضار أهم العناوين الفلسطينية من أجل إنجاز متطلبات الواقع الفلسطينى المقبل، الذى من أهم أولوياته ومتطلباته بناء نظام سياسى فلسطينى جديد، لكى يتحقق الانتصار النفسى للإنسان الفلسطينى بعد واقع مأساوى صعب للغاية عاشه لسنوات عجاف وطوال.
المطلوب من الواقع الفلسطينى القادم الانفتاح على المجتمع العربى، وأن تكون تطلعاته ضمن رؤية فلسطينية عربية موحدة ذات قواسم مشتركة تجتمع على استنهاض الواقع الفلسطينى، ضمن رؤية عربية تضمن كسب التأييد والحشد العالمى لعدالة القضية، وتواصل الدعم والمؤازرة الإنسانية والسياسية لشعبنا فى كل المحافل والميادين.
من متطلبات الواقع الفلسطينى المقبل التطلع بعين الأهمية والاعتبار وضمن رؤية منفتحة على كل الجهات والتوجهات، والانخراط والتفاعل مع كل ما يخدم مصالح شعبنا الفلسطينى على كل الصعد والمستويات.
الواقع الفلسطينى المقبل يحتاج إلى شخصيات على قدر من المسئولية الإنسانية والسياسية لإدارة المرحلة المقبلة، وفق إرادة شعبية وطنية تحظى باهتمام واحترام كل الفلسطينيين. متطلبات الواقع الفلسطينى القادم تحتاج إلى الحنكة السياسية والإدارة الدبلوماسية بشكل احترافى، حتى يتم تمكين شعبنا من تجاوز كل الأزمات.