رياضة



أوروبا تواصل الانتفاضة الرياضية دعما لغزة.. «يويفا» يصوت ضد إسرائيل

11-10-2025 | 22:04
⢴ علاء عزت

الرئيس الأمريكى يفسد مخطط استبعاد منتخب الكيان الصهيونى من المونديال
النرويج تخصص ريع بيع تذاكر مبارياتها مع إسرائيل لصالح الدعم الإنسانى فى غزة


واصلت القارة الأوروبية انتفاضتها الرياضية الكبرى، لدعم غزة، ولإيقاف حرب الإبادة البشرية، وتعالت وتزايدت الأصوات الرسمية بالمطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل، فبعد أن بدأت هيئة الأمم المتحدة تصعيدها الرياضى ضد إسرائيل، مطالبة بتوقيع عقوبات عليها أسوة بتلك التى فرضت، ومازالت تفرض على روسيا على خلفية حربها مع أوكرانيا، تعالت الأصوات للضغط على الاتحادين الدولى «فيفا» والأوروبى «يويفا» لكرة القدم، لإصدار عقوبات فورية على إسرائيل.

وحثت الأمم المتحدة المنظمات، على تعليق مشاركة الفرق الرياضية الإسرائيلية بسبب الحرب فى غزة، بعد أن توصلت لجنة تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية فى المنطقة.

تصويت سرى
وأفادت مصادر لوكالة الأنباء العالمية "أسوشيتد برس"، بأن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا)، يتجه نحو التصويت على قرار يقضى بتعليق عضوية إسرائيل، على خلفية الحرب فى غزة، ومن المتوقع أن تدعم أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية ليويفا، التى تتكون من 20 عضوا، أى تصويت لصالح تعليق مشاركة الفرق الإسرائيلية فى المباريات الدولية، وفقا لما ذكره مصدران لـ "أسوشيتد برس"، شريطة عدم الكشف عن هويتهما نظرا لحساسية الموضوع.
وتأتى هذه الخطوة قبل أسبوعين من استئناف منتخب إسرائيل مبارياته فى مجموعته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يلعب ضد مضيفيه منتخبى النرويج وإيطاليا بعد أيام قليلة.
وكان السلوفينى ألكسندر سيفرين، رئيس الاتحاد الاوروبى "يويفا"، ، قد كشف عن موقف أكثر تشددا تجاه إسرائيل الشهر الماضى، عندما وضعت لافتات كتب عليها "أوقفوا قتل الأطفال.. أوقفوا قتل المدنيين"، على أرض الملعب خلال مباراة باريس سان جيرمان الفرنسى، وتوتنهام هوتسبير الإنجليزى، ببطولة كأس السوبر الأوروبى، بمدينة أودينى الإيطالية.
فى الوقت الذى أعلن مكتب وزير الرياضة والثقافة الإسرائيلى، ميكى زوهار، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم، موشيه زواريس، عن عملهم بشكل مكثف خلف الكواليس لعرقلة جهود إخراج إسرائيل من يويفا.
وأضاف: "الخطوة الصحيحة الآن هى التصرف بمسئولية مع الجهات المختصة وعدم الإدلاء بتصريحات، وهذا هو نهج جميع الأطراف المشاركة فى هذه الجهود. سنتناول هذا الأمر لاحقا".

ترامب يفسد المخطط
فيما يبدو أن اتخاذ الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) أى قرار من شأنه استبعاد إسرائيل من اللعب فى كأس العالم 2026، الذى سيقام فى أمريكا وكندا والمكسيك  بات أمرا مستبعدا نظرا للعلاقات الوثيقة بين رئيسه، جيانى إنفانتينو، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومن المقرر أن يجتمع المجلس الحاكم للـ «فيفا» فى مدينة زيوريخ السويسرية الأسبوع المقبل، حيث يضم المجلس، المؤلف من 37 عضوا، ثمانية أعضاء من يويفا وغالبا لن يتم مناقشة الأمر برغم المطالب الأممية.
وقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "سنعمل بالتأكيد على وقف أى جهد يرمى إلى منع المنتخب الإسرائيلى لكرة القدم من المشاركة فى كأس العالم".
من جانبه، علق رئيس الـ «فيفا» جيانى إنفانتينو، على الصراع القائم بين إسرائيل وفلسطين، مؤكدا أن الاتحاد الدولى يسعى إلى توظيف قوة كرة القدم فى توحيد الشعوب فى عالم منقسم، وأوضح أن اللعبة الأكثر شعبية فى العالم قادرة على نقل رسائل السلام والوحدة من خلال قيمها الإنسانية والثقافية والتعليمية.
ففى خطاب ألقاه فى نيويورك هذا الأسبوع، قال إنفانتينو: إنه من الصعب فرض عقوبات على الدول المتورطة فى النزاعات، لكنه أضاف: "أعانى عندما أرى الأطفال يعانون، أبكى عندما أرى الأمهات يبكين، سواء فى غزة أم فى أى مكان فى العالم".
وتزايدت الدعوات لاستبعاد إسرائيل من مسابقات كرة القدم وغيرها من الرياضات فى الأسابيع الأخيرة، وسط احتجاجات على الخسائر الإنسانية الناجمة عن حملتها العسكرية فى غزة.
وفى الأسبوع الماضي، صرح رئيس الوزراء الإسبانى، بيدرو سانشيز، بأنه يجب منع إسرائيل من المشاركة فى الأحداث الرياضية الدولية، تماما كما حدث مع روسيا، التى تم استبعادها بعد غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022.
وكان ثمانية خبراء من الأمم المتحدة، توجهوا فى 23 سبتمبر الماضى برسالة إلى «فيفا» والاتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا"، مطالبين باستبعاد إسرائيل، مستندين إلى ما وصفوه بـ "استمرار الإبادة الجماعية فى فلسطين" وفى خطوة لاحقة، وجهت مجموعة مكونة من 47 رياضيا – معظمهم من لاعبى كرة القدم – رسالة مماثلة إلى يويفا، تطالب بإبعاد الأندية والمنتخبات الإسرائيلية عن المشاركات الدولية.
ومنذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر 2023، دأب عدة نشطاء مناهضين لإسرائيل على الإشارة إلى قيام فيفا ويويفا، بتعليق مشاركة روسيا فى المنافسات الدولية بعد أيام من العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا فى فبراير 2022.
وكان الحظر المفروض على روسيا مدفوعا أيضا، برفض عدد كبير من الاتحادات الأعضاء فى يويفا خوض مباريات مقررة ضد الفرق الرياضية الروسية، بما فى ذلك بولندا التى كان من المقرر أن تسافر إلى موسكو لخوض تصفيات كأس العالم 2022.

تبرع نرويجى
كما تعهد الاتحاد النرويجى لكرة القدم بالتبرع بأرباحه من مبيعات تذاكر مباراة منتخب بلاده ضد ضيفه الإسرائيلى التى تقام اليوم السبت الموافق 11 الجارى فى العاصمة أوسلو، لدعم العمل الإنسانى فى غزة الذى تقوم به منظمة أطباء بلا حدود.
فيما استمرت الجماهير الأوروبية فى كل الملاعب فى دعمها اللا محدود للقضية الفلسطينية، وهو ما تجسد من جماهير إيطاليا التى أدارت ظهرها للملعب وأطلقت صافرات الاستجهان اثناء عزف السلام الوطنى لإسرائيل، والجديد كان توقف مباراة كرة القدم بين فريقى أوساسونا وخيتافى ضمن منافسات الدورى الإسبانى لعدة دقائق، فى حدث تجاوز حدود الرياضة ليلامس عمق الأوضاع السياسية، ونظمت مجموعة من جماهير نادى أوساسونا وقفة احتجاجية تضامنية مع القضية الفلسطينية معبرة عن رفضها للاعتداءات المستمرة التى تشنها إسرائيل.
وفى الدقيقة العاشرة من عمر المباراة التى أقيمت على ملعب "إل سادار" قامت مجموعة من مشجعى فريق أوساسونا، بتنظيم وقفة احتجاجية منظمة ورددت الجماهير هتافات قوية ومناصرة للشعب الفلسطينى من بينها شعار "هيا بنا يا فلسطين" فى رسالة دعم واضحة وصريحة.
ولم يقتصر الاحتجاج على الهتافات، بل عمد المشجعون إلى إلقاء عدد من كرات التنس على أرضية الملعب، مما أدى إلى إيقاف اللعب بشكل فورى من قبل حكم المباراة لضمان سلامة اللاعبين، وإعادة الهدوء إلى الملعب، وتمكن حكم المباراة خافيير ألبيرولا روخاس من استئناف اللعب، لكن صيحات الاستهجان ظلت تتردد فى أرجاء الملعب منددة بالحرب على غزة.

جوارديولا يدعم القضية
وبعد أيام قليلة من ظهور أسطورة الكرة الفرنسية النجم المعتزل أريك كانتونا فى فيديو، وهو يقف على مسرح كبير يطالب فيه الاتحادين، الدولى والأوروبى، بطرد إسرائيل من المسابقات الكروية، جدد المدرب الإسبانى الشهير بيب جوارديولا دعمه للقضايا الإنسانية العادلة، ومساندته للشعب الفلسطينى ضد الحرب الدائرة حاليا فى قطاع غزة.
وانتشر فيديو على منصات التواصل لجوارديولا، يطالب بدعم أسطول الصمود الذى تحرك منذ أيام قليلة نحو غزة، من أجل فك الحصار وتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وقال فى مقطع فيديو مصور نشرته الجالية الفلسطينية فى كتالونيا، وتضمن عدة شخصيات عامة أخرى: «نشهد إبادة جماعية حقيقية، حيث مات آلاف الأطفال وقد يموت المزيد»، وأضاف: «قطاع غزة مدمر وحشود من الناس بلا مأوى بلا طعام أو ماء أو دواء».
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام