رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الخميس 13 نوفمبر 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
وجوه عبر الزمن
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
دائرة الحوار
مقالات
إذا مصر قالت
16-10-2025
|
21:20
أسامة سرايا
من أقوال العرب قديما: «إذا مصر قالت نعم أيدوها، وإن أعلنت لاءها فاسمعوها، فمصر منزهة فى الأرب ومصر العلا وضمير العرب»..
هكذا كانت مصر.. ولا تزال على مواقفها ثابتة لا تتغير ولا تغير هذه المواقف، ولا أحد يستطيع أن يؤثر عليها، كائنا من كان.
مصر اليوم، لا تدير فقط مفاوضات، بل تدير توقعات المنطقة بل العالم. وبين ضجيج القمم وبريق الصور، اختارت القاهرة طريقا أكثر صرامة وأقل بهرجة: بناء استقرار قابل للصمود. السيسى فى لقائه بترامب، لا يقدم «خطابا»، بقدر ما ينسج «منهجا»، يوازن بين الاستجابة للضغوط المتوقعة، وبين حماية المصالح الوطنية للشعوب، ويحول الوساطة من فعل ظرفى إلى وظيفةٍ دائمة فى بنية النظام الإقليمى.
مصر، بحكمة قيادتها ودبلوماسيتها المتوازنة، نجحت مرة أخرى في لعب دور الوسيط الأمين، مسخرة كل إمكاناتها لإيقاف الحرب وفتح مسارات إنسانية وإعادة إعمار، لكن التحدى الحقيقى لا يكمن فى وقف القتال فقط، بل فى معالجة جذور الصراع التي تظل كالجمر تحت الرماد.
تصريح نتنياهو بوقف الحرب، برغم أهميته، يترك هوامش للتساؤل: هل يعني انتهاء الحرب بداية حقيقية لعملية سلام شاملة؟ أم أنها خطوة تكتيكية لامتصاص الضغوط الدولية؟ التاريخ يعلمنا أن الحلول المؤقتة لا تنجح فى تحقيق استقرار، ما حدث فى غزة ليس مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل هو نتاج تراكمات سياسية واقتصادية وإنسانية تحتاج إلى معالجة جذرية.
رأينا غزة وهى تدفع ثمنا بشريا فادحا، والآن يأتى دور الدبلوماسية لتحويل وقف إطلاق النار إلى جسر للعدالة والكرامة.
مصر، بعلاقاتها الدولية ودورها الإقليمى، قادرة على قيادة مسار يعيد الحقوق ويبنى سلاماً قائماً على الاحترام المتبادل، لكن ذلك يتطلب خطوات جريئة من الجانب الإسرائيلى، وضمان حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة.
اللحظة الراهنة تحمل فرصة قد لا تتكرر، على المجتمع الدولى أن يتحمل مسئوليتها، وأن يدعم الجهود المصرية والإقليمية لتحويل الوضع إلى سلام دائم، لا مكان للتراخى أو التأجيل، فكل دقيقة تمر دون حل حقيقى هى تهديد لمستقبل الأجيال المقبلة.
وإذا كان قُدر للشرق الأوسط أن ينبعث من جديد بنهاية هذه الحرب، فستكون كلمة السر هى التنفيذ، هنا تتفوّق مناهج الواقعية الهادئة على العناوين الكبيرة: اتفاقاتٌ تُنفّذ، لا تُعلَّق على جدران التاريخ.
هذا هو الامتحان الذي تستعد له مصر، وبخبرتها ووزنها، لديها كل ما يلزم لتجعله نجاحاً لا فرصة ضائعة.
مصر كانت هى العقبة الوحيدة فى وجه كل المخططات من أول الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن، حتى مخطط التهجير، وهى أفعال أكدتها مصر وترجمتها فى كل مناسبة، وتترجم فى قمة شرم الشيخ، هذه الأفعال للتأكيد على مصداقية مواقفنا العربية.
مصر قالت كلمتها: لا تصفية لقضية فلسطين، ولا لتهجير لشعبها ولا للحصار، ووصلت إلى مسامع العالم والبيت الأبيض، واليوم تعقد قمة عربية لتقول من جديد: فلسطين ستبقى، وإن الفلسطينيين باقون على أرضهم، وسوف يُعاد إعمار غزة، هكذا كانت مصر واضحة منذ اللحظة الأولى.
فمصر لا تدعو للقمة من قبيل جبر الخواطر، إنما هناك مواقف واضحة يجب أن يفهمها كل الأطراف، ويجب أن يستوعبها البعيد والقريب، فما تقوله مصر ليس مجرد تصريحات دبلوماسية، لكنها سياسة ثابتة منذ كانت القضية الفلسطينية، وعبر كل العهود السابقة حتى الآن.
فمن يتابع المشهد الإقليمى والدولى خلال العقد الأخير، يدرك تمام الإدراك حجم التحديات التي عصفت بمنطقتنا، دول غرقت فى فوضى الصراعات وأمم مزقتها التدخلات الخارجية، وشعوب دفعت ثمنا باهظا لأخطاء لم تقترفها، وفى غمرة هذا التشابك والاضطراب، ظلت مصر صامدة، شامخة، لا تلين، بل الأدهى، أنها لم تكتف بالحفاظ على استقرارها الداخلى فحسب، بل امتدت يدها لتهدئة الأوضاع في جوارها، ساعية بحكمة وصبر إلى إطفاء الصراعات المتتالية.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
اشترك فى الأبدية.. عش الآن وادفع لاحقا
كيف كانت وكيف صارت.. (2)
إسرائيل ومعضلة الضم والفصل
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
وجوه عبر الزمن
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
< li>
دائرة الحوار
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام