رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الخميس 13 نوفمبر 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
وجوه عبر الزمن
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
دائرة الحوار
مقالات
غزة.. البداية والنهاية
16-10-2025
|
22:04
داليا العفيفى
كاتبة فلسطينية من غزة
بدأت الحرب من غزة، ومنها أيضا يسدل الستار على أطول المآسى فى ذاكرة هذا الشعب.
فى السابع من أكتوبر 2024، انطلقت شرارة الحرب التى قلبت كل معانى الحياة رأسًا على عقب، منذ اللحظة الأولى، وجد سكان القطاع أنفسهم أمام خيار وحيد “النزوح نحو الجنوب”، تنفيذًا لأوامر جيش الاحتلال الذى طالب بإخلاء المدينة.
خرج الجميع، لا أحد يعرف إلى أين يسير؟ ولا كيف سيصل؟ عائلات حملت ما تبقى من صورها، أطفال يبكون دون أن يدركوا ما يحدث، شيوخ يجرّون خطواتهم على أمل أن تكون مؤقتة، ونساء يخفين الخوف خلف دموع الصبر.
توزع الناس على المدارس والمستشفيات، بينما افترش آخرون الأرض، فى كل زاوية كانت هناك خيمة جديدة وحكاية جديدة عن الفقد والنجاة، غربة داخل الوطن وشتات لا يعرف له نهاية.
مرّ عام كامل من البعد عن غزة، عام من الانتظار والحسرة على البيوت التى تركوها خلفهم، ثم جاء القرار الإسرائيلى بعودة الأهالى إلى مدينتهم. كانت العودة مهرجانًا من الألم والأمل، هرول الناس سيرًا على الأقدام لعشرة كيلومترات أو أكثر، عطشى لتراب الأرض التى وُلدوا عليها، برغم علمهم أن ما سيجدونه هناك لن يشبه شيئًا مما تركوه، وحين عادوا... كان المشهد كابوسيًا.
بيوت بأكملها سُوّيت بالأرض، الأزقة التى كانت تعج بالأطفال أصبحت مقابر صامتة، والذكريات تحولت إلى رماد، البيت الذى شهد الضحك والمشاجرات الصغيرة لم يعد موجودًا، والجيران الذين شكلوا نسيج الحياة اليومية، اختفوا بين قتيل ومفقود وراحل.
برغم ذلك، حاول الناس استعادة نبض الحياة، أعادوا ترميم ما يمكن ترميمه، صنعوا من الركام مأوى ومن الرماد بداية جديدة، لكن الحرب لم تنتهِ، ولم يُسمح لهم بالعيش طويلًا، فُرض عليهم النزوح مرة أخرى نحو الجنوب، كأن قدر الغزى أن يعيش فى رحلة دائمة بين أطلال المدن والخيام.
اليوم، وبعد عامين من حرب السابع من أكتوبر، يبدو أن غزة كانت البداية، وستكون النهاية، فالمشهد السياسى الإقليمى بات أكثر وضوحًا، مسرح الحرب الذى سُمّى “الطوفان”، لم يكن سوى فصل من فصول إعادة رسم خرائط النفوذ فى المنطقة.
وفى هذه النهاية التى تتشكل، حضرت مصر بقوة، كانت الأعلام المصرية مرفوعة على طول الساحل الغزى، فى الحرب وفى نهايتها، فى الإعلام وفى الميدان، فمصر كما كانت دائمًا بوابة فلسطين ودرعها الجنوبى، الحاضر الصامت فى كل لحظة مفصلية، والفاعل الحقيقى خلف الكواليس، حين تغيب الأصوات وتكثر الشعارات.
إن غزة التى اشتعلت منها البداية، هى نفسها التى تُغلق منها النهاية. وبين المشهدين، شعب لم يفقد إيمانه بالحياة، برغم كل ما سُلب منه، شعبٌ ما زال يقف على أطلال مدينته، مؤمنًا بأن الغربة مهما طالت، سيبقى للوطن بابٌ واحد اسمه غزة.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
اشترك فى الأبدية.. عش الآن وادفع لاحقا
كيف كانت وكيف صارت.. (2)
إسرائيل ومعضلة الضم والفصل
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
وجوه عبر الزمن
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
< li>
دائرة الحوار
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام