رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الخميس 13 نوفمبر 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
وجوه عبر الزمن
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
دائرة الحوار
فنون وفضائيات
الجوائز تتوالى على صناع أفلامها.. فلسطين بطلة السينما العالمية
23-10-2025
|
23:01
⢴ ريم عزمى
أول فيلم فلسطينى تناول رحلة الملك عبد العزيز ليافا
بعد «صوت هند رجب» و»لا أرض أخرى» فيلم «اللى باقى منك» يحصد الجوائز
نال فيلم صوت هند رجب تعاطفا كبيراً وسط زخم الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد عملية تراكم فنى وإنسانى
السينما العالمية قدمت أفلاما حول الحملات الصليبية على فلسطين حمل بعضها الإسقاط السياسى على الوضع الراهن، منها فيلم «مملكة الجنة»
قديما لم تكن تتناول السينما العالمية أفلاما كثيرة عن فلسطين، ربما لاهتمام الشرق والغرب بقضاياه الخاصة، وربما بسبب تحكم مجموعات ضغط فى صناعة السينما لاسيما فى هوليوود، لكن تغيرت الأمور، وبات الفلسطينيون فى الشتات والمهاجرون العرب والمسلمون، بمثابة قوة ناعمة تقوم بتعريف الآخرين على ثقافتنا، وكذلك أصبح الفنانون، الغربيون، مما لديهم نشاط سياسى خصوصا اليسارى منهم أكثر وعيا ويتضامن مع الفلسطينيين، وبطريقة آلية بدأت تظهر فلسطين على شاشات السينما.
على مر السنين تناولت السينما العربية وبالتحديد السينما المصرية أفلاما عن فلسطين، فتطرقت الأفلام الحربية عن نصر أكتوبر المجيد لفلسطين، مثل فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" عندما احتل قطاع غزة وقت هزيمة 1967، وكذلك تعرض فيلم "ناجى العلى" للسيرة الذاتية لرسام الكاريكاتير السياسى الراحل الذى عاش فى المخيمات فى لبنان، واشتهر بابتكاره شخصية حنظلة والذى جسد شخصيته النجم المصرى الراحل نور الشريف، كما تناول فيلم "أصحاب ولا بيزنس" العمليات الاستشهادية، لكن أخيرا شهدنا اهتماما عربيا وعالميا بالفلسطينيين وأفكارهم وهمومهم.
وقدمت السينما العالمية أفلاما حول الحملات الصليبية على فلسطين، وربما حمل بعضها الإسقاط السياسى على الوضع الراهن، منها فيلم "مملكة الجنة" من إنتاج ألمانى - بريطانى - أمريكى مشترك لعام 2005، ومن إخراج المخرج المخضرم الإنجليزى السير ريدلى سكوت المهتم بالعالم العربى، حيث تبدأ الأحداث فى فرنسا فى العصور الوسطى ثم تنتقل للقدس، حيث صراعات بين الصليبيين بعضهم بعضاً ونجد جى ديه لوزينيان الذى يمنى نفسه بإزاحة الملك ليكون هو ملك القدس، كما ينوى نقض المعاهدة الهشة بين الدول الصليبية والسلطان صلاح الدين الأيوبى بمساعدة فرسان الهيكل المتطرفين!
وتنقسم النماذج التى تتناول فلسطين فى وقتنا الحاضر، لخمسة أقسام حيث قام بإنتاجها: مواطنون فى الأراضى المحتلة أو فى الداخل أو فى الشتات أو من جنسيات أخرى متعاطفة مع القضية، أو مزيج بين هذه النماذج، ونستعرض بعضها من الأحدث للأقدم.
عام الألم والأمل
وبقدر ما كان الألم يعتصر قلوبنا مع استمرار قصف قطاع غزة من ناحية وازدياد حدة التوتر فى الضفة الغربية من ناحية أخرى، كانت المهرجانات العالمية تتوج الأفلام الفلسطينية مما حافظ على تجدد الرجاء.
فنجد فيلم شيرين دعبس "اللى باقى منك"،الفيلم من كتابة وإخراج شيرين دعبس كما شاركت فى إنتاجه، وبطولة: صالح بكرى ومحمد بكرى وآدم بكرى وشيرين دعبس وماريا زريق.من إنتاج ألمانى - قبرصى - فلسطينى - أردنى - يونانى - قطرى - سعودى مشترك، وتم التصوير فى الأردن، بمشاركة طاقم عمل محلى. وعرض لأول مرة عالميا فى مهرجان صاندانس السينمائى، بولاية أوتاه الأمريكية خلال العام الجارى، وحاز على إشادة نقدية، كما حصد 3 جوائز دولية فى مهرجان سان فرانسيسكو الأمريكى وسيدنى الأسترالى. وهو فيلم نادر وجرىء لا ينسى، يروى قصة عائلة فلسطينية واحدة أصولها فى يافا قبل النكبة، مرورا بأجيال من النزوح، وكما تصفه صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أنه "لا يروى قصة فحسب، بل يكرم إرثا".وتضيف أنه "يتمتع بتصوير سينمائى غنى وعميق. كل لقطة تبدو مقصودة، وكل إطار يمثل ذكرى، مثل بساتين البرتقال فى يافا، وشوارع نابلس، وغربة المنفى".وتبرز موهبة دعبس الاستثنائية، إلى جانب ثلاثة أجيال من عائلة بكرى، وهى عائلة الممثلين الأكثر ارتباطا بالسينما الفلسطينية.وأكثر ما يثير الإعجاب هو سلاسة انتقال الفيلم بين الفترات الزمنية، دون أن يفقد ترابطه العاطفى.ويجسد كل عقد من التاريخ الفلسطينى بدقة مذهلة، بصريا وعاطفيا. الإخراج بارع فى هذا الجانب، إذ يرشدك عبر السنين بوضوح وعناية.
وانضم النجمان الإسبانى خافيير بارديم والأمريكى مارك روفالو كمنتجين منفذين للفيلم، وهو مرشح لجائزة أوسكار.و قالت دعبس "أنا فى غاية السعادة لانضمام شخصين أُعجب بهما بشدة، خافيير بارديم ومارك رافالو، إلينا، لإبراز أهمية هذا الفيلم وضرورته".وأضافت "يعود فيلم "اللى باقى منك" بالجمهور إلى عام 1948 مع بداية النزوح الفلسطينى ويتتبع عائلة واحدة على مدى ما يقرب من ثمانية عقود، إنها القصة غير المروية عن كيف أصبح الفلسطينيون لاجئين؟ وكيف قادنا هذا التاريخ إلى اللحظة الراهنة، ولفهم ما يحدث فى غزة اليوم، يجب علينا أولا فهم تاريخ وصولنا إلى هنا، ومن جانبه قال بارديم "فيلم شيرين الجميل والذكى والمؤثر للغاية، "كل ما تبقى منك"، بينما أشاد رافالو بتصوير الفيلم للنكبة، ويقول "يذكرنا الفيلم بأنه حتى فى مواجهة الخسارة الفادحة، فإن طريقنا للمضى قدما يكمن فى التعاطف، ولقد أبدعت شيرين دعبس وطاقمها المتميز فى تقديم عمل خالد وأساسى، لا يروى قصة الشعب الفلسطينى فحسب، بل القصة العالمية لكل من عانى من القمع والتشريد والعنف، ويتيح هذا الفيلم فرصة أخرى: فرصة للتقدم للأمام، نحو تعافى جماعى ومستقبل أكثر عدلا وسلاما".
ومن قبله فيلم "صوت هند رجب" وهو عمل سينمائى يجمع بين الوثائقى والدرامى، ويتناول الساعات الأخيرة فى حياة الطفلة الفلسطينية المعروفة، والتى استشهدت فى بداية عام 2024 برصاص الجيش الإسرائيلى، وفاز بجائزة "الأسد الفضى" فى ختام مهرجان البندقية السينمائى أخيرا، ووقف الحضور طويلا للإشادة برسائل الفيلم الإنسانية.ونشر الموقع الثقافى والترفيهى البريطانى "جراتسيا ماجازين" على موقعه الإلكترونى، أن صوت هند رجب يحطم الأرقام القياسية بـ 23 دقيقة من التصفيق الحار فى مهرجان البندقية السينمائى وانفجرت هتافات "فلسطين حرة" بين الحضور، وحظى الفيلم الذى يصور الأحداث المروعة المحيطة، بمقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر ست سنوات فى غزة، بحفاوة بالغة.ووصفه الموقع الإلكترونى السينمائى الأمريكى "ديدلاين" بأنه "أكبر رد فعل" على فيلم فى مهرجان البندقية السينمائى لعام 2025 ! وتعود الأحداث للعام الماضى فى يناير 2024، عندما حاولت هند رجب وأفراد عائلتها الهروب من مدينة غزة، إثر حملة الهجوم العسكرى والحصار التى شنتها القوات الإسرائيلية على القطاع. وتعرضت السيارة التى كانت تقلها وعائلتها لقصف عنيف، أسفر عن استشهاد عمتها وعمها وأبناء عمومتها الثلاثة! وظلت هند محبوسة داخل السيارة لساعات، وهى تتحدث هاتفيا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، ويركز العمل على مشغلى خدمة الهاتف بينما كان المسعفون يحاولون الوصول إلى الطفلة المحاصرة وتمت الاستعانة بالتسجيل الحقيقى، وبعبارة الفتاة الصغيرة فى مكالمتها الأخيرة مع الموظفة "أنا خائفة جدا، أرجوكى تعالى" بشكل قوى ومعززة بالأصوات المرعبة لإطلاق الرصاص فى الخلفية طوال الفيلم، وبعد انتظار دام 3 ساعات، حصل الهلال الأحمر أخيرا على الضوء الأخضر من إسرائيل، لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند. لكن انقطع الاتصال بالفتاة والمنقذين أنفسهما بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة! وبعد أيام، عثر على جثة الفتاة مع جثث أقاربها فى السيارة. كما تم انتشال أشلاء عاملى الإسعاف القتيلين من سيارتهما التى تعرضت للقصف أيضا، وأفادت التقارير لاحقا أن تحقيقات إعلامية، كشفت أن دبابة إسرائيلية أطلقت 355 طلقة على السيارة!! وادعت رواية الجيش الإسرائيلى فى البداية أن قواته لم تكن فى نطاق إطلاق النار على السيارة. ومع ذلك، شككت تحقيقات مستقلة فى هذا التأكيد، وقال تقرير لاحق للأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلى دمر سيارة هند، ثم قتل المسعفين اللذين كانا يحاولان إنقاذها.وفى رده على سؤال هذا الأسبوع بشأن تلك الواقعة، قال الجيش الإسرائيلى إن الواقعة، لا تزال قيد المراجعة، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وأثار الفيلم بكاء الحاضرين خلال عرضه الأول فى الحدث السينمائى العريق.وخلال التصفيق الحار، تم رفع العديد من الأعلام الفلسطينية دعما للفيلم، كما حضر العرض الأول النجم الأمريكى خواكين فينيكس صاحب دور "الجوكر" ، وهو منتج تنفيذى للفيلم إلى جانب مواطنه الأكثر نجومية منه براد بيت، وشوهد وهو يرتدى دبوسا يحمل شعار "فنانون من أجل وقف إطلاق النار" أثناء التصفيق المتواصل، مما يعطى ثقلا للفيلم. وصرحت والدة الطفلة هند رجب لشبكة "بى بى.سى" البريطانية، أنها لم تشاهد الفيلم خوفاً من استعادة الذكرى المؤلمة لرحيل ابنتها.
وأعلنت مخرجته التونسية كوثر بن هنية قبل عرض الفيلم، أن الرواية الحالية التى تصورها وسائل الإعلام العالمية عن قتل الفلسطينيين فى غزة لها "أضرارا جانبية"،وأضافت"وأعتقد أن هذا أمر غير إنسانى للغاية، ولهذا السبب فإن السينما والفن وكل أنواع التعبير مهمة جدا، لإعطاء هؤلاء الأشخاص صوتا ووجها". ومن المقرر عرض الفيلم أيضا فى مهرجان تورنتو السينمائى الدولى خلال أكتوبر الجارى، كما تم ترشيحه أيضا ليكون المشاركة التونسية لأفضل فيلم روائى عالمى فى حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورتها المقبلة رقم 98، والتى ستقام فى 15 مارس 2026.
وولدت هند رامى إياد رجب فى مايو 2018 فى حى تل الهوى فى مدينة غزة واستشهدت على يد الجيش الإسرائيلى أثناء اجتياح قطاع غزة، بعد أن كانت الناجية الوحيدة من نيران الدبابات الإسرائيلية على السيارة التى هربت فيها مع ستة من أقاربها. فى تاريخ 29 يناير 2024، استلم الهلال الأحمر الفلسطينى اتصالا من قريبتها ليان حمادة -14 سنة- حيث طلبت المساعدة. وذكرت أن دبابة إسرائيلية قامت بإطلاق رصاص على سيارتهم فى منطقة "دوار المالية" بحى تل الهوى جنوب غرب المدينة. وخلال المكالمة، سمع صوت صراخ الطفلة ليان وصوت كثيف لإطلاق الرصاص، ثم توقفت المكالمة فجأة. وكان الهلال الأحمر الفلسطينى نشر تسجيلا صوتيا، يسمع فيه صوت الطفلة ليان وهى تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول "عمو قاعدين يطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة"، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص، بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها بعد ذلك! وهى أحداث يقشعر لها البدن!
ونال فيلم صوت هند رجب تعاطفا كبيرا، وسط زخم الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد عملية تراكم فنى وإنسانى، فطالما تم تقديم أفلام فى هذا المجال، لكن مع تكثيف المعاناة التى يمر بها قطاع غزة وبرغم الألم الشديد، ربما نجح ذلك فى توصيل الصورة للعالم بدقة أكبر عما سبق.وتناول فيلم قصير إنتاج هذا العام أيضا مأساة هند رجب بعنوان "هند تحت الحصار" من إنتاج أردنى وإخراج ناجى سلامة.
وتكرر سيناريو الصراع الدامى وتجدد الأمل، فشهد مهرجان البندقية أيضا عرض الفيلم الوثائقى "من لا يزال على قيد الحياة" للمخرج السويسرى نيكولا واديموف العرض الأول وفاز بجائزة الفن والسينما، ويروى الفيلم قصص تسعة فلسطينيين نجوا من الأزمة الإنسانية فى غزة، مقدما لمحات عن آمالهم وصمودهم وسط الدمار، ونتذكر أنه فى 2010 أن نفس المخرج فاجأنا فى المهرجان السينمائى الدولى لأفلام الفرانكوفونية(فيف) الذى يقام فى مدينة نامور البلجيكية، بعرض الفيلم الوثائقى"عايشين" وهو إنتاج سويسرى - قطرى مشترك لشركة عكا وترشح لجائزة فيه وفى مهرجانات أخرى وفاز ب3 جوائز.و يعترف واديموف بطرحه للعديد من الأسئلة عن كيفية تصوير هذا الفيلم، فقد دخل قطاع غزة بعد عملية"الرصاص المصبوب"الوحشية فى بداية عام 2009 ليصور حالة القطاع، وقرر واديموف عدم الدخول فى أى مهتارات سياسية وركز همه فى رصد حالة أهالى غزة الاستثنائية، فقد قرروا مواصلة حياتهم والتغلب على كل المصاعب، ويستخدم واديموف مصطلح عبثى واصفا الحالة العجيبة التى يعيشها الغزاويون فيقول "حكم عليهم بالحياة"!! إن الذين كتبت لهم النجاة ولم يحكم عليهم بالموت يتعرضون لموقف أصعب، وهو مواصلة الحياة اليومية وتوقع الهلاك فى كل لحظة تمر عليهم.
ذلك وقد شهدنا آخر أجزاء سلسلة "سوبرمان" إنتاج 2025بطولة الممثل الأمريكى ديفيد كورينويست، الذى وصفه بعض الجمهور، أنه متعاطف مع غزة فواجه انتقادات من ناحية أخرى بأنه معاد لإسرائيل! فقد رأى العديد من المشاهدين روابط رمزية قوية بينه وبين الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، حيث ينظرون إلى الصراع الخيالى، باعتباره رسالة مؤيدة للفلسطينيين ونقدا للأفعال الإسرائيلية.وجادل النقاد بأن تصوير الفيلم لدولة بورافيا الغنية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وهى تغزو دولة جارهانبور الفقيرة يمثل رمزا للصراع الدائر حاليا، لكن المخرج الأمريكى آثر الابتعاد عن هذه المنطقة، وقال إن السيناريو كان قد اكتمل قبل تصعيد الحرب.
وفى مارس من العام الجارى أيضا فاز الفيلم الوثائقى" لا أرض أخرى" بجائزة أوسكار ، وهو خبر أثلج صدور المتابعين لعمليات التهجير والإخلاء المتواصلة سواء فى الضفة الغربية أم قطاع غزة، لكنه أغضب البعض الآخر، حيث اعترض وزير الثقافة الإسرائيلى، مخلوف "ميكى" زوهار الذى ينحدر من أصل مغربى تونسى، على منح الفيلم الجائزة معتبرا القصة "تشوه صورة إسرائيل فى العالم"!!والفيلم من إنتاج مشترك: فلسطينى - نرويجى، وصنعته مجموعة فلسطينية - إسرائيلية مؤلفة من أربعة ناشطين: باسل عدرا ويوفال إبراهام وحمدان بلال وراحيل تسور، ووصفوه بأنه عمل مقاومة فى سبيل البحث عن العدالة، وهو عن عمليات التهجير الدائمة لسكان فلسطينيين من الضفة الغربية، وبالتحديد فى منطقة مسافر يطا.كما يعرض الصداقة بين فلسطينى وإسرائيلى يهودى يتحدث العربية، ويتعاطف مع القضية الفلسطينية وهو شبه مقيم مع أهالى مسافر يطا، وهو مثل قلة من الإسرائيليين اليهود الذين يؤمنون بالسلام لكن ليس لديهم التأثير المطلوب، مثل المنظمة اليسارية المعارضة "السلام، الآن" التى للأسف لا يمكنها مواجهة هذا الكم الكبير من العنصرية!
ذاكرة السينما
ومن أقوى الأفلام التى سجلت جرائم الصهاينة، الفيلم الوثائقى الإسرائيلى الجرىء من إنتاج 2022 "طنطورة"، وهو بمثابة تحقيق فى الجرائم التى ارتكبت ضد السكان الأصليين الأبرياء فى هذه القرية الآمنة. فقد ضمتها الأمم المتحدة إلى إسرائيل قبل إعلان قيام دولتها غى 14 مايو 1948 ، وكلفت العصابات الصهيونية، وهى الكتيبة الثالثة من لواء ألسكندرونى (الهاجاناه) بالمهمة القذرة!
وفى 2019 شارك فى مهرجان كان المخرج الفلسطينى إيليا سليمان بفيلمه "لابد أن تكون الجنة" من إنتاج فرنسى - كندى، وفاز بجائزتين فى كان عن فيلمه "يد إلهية" فى 2002من إنتاج فرنسى - مغربى - ألمانى - فلسطينى مشترك، وهو من أشهر الأفلام الفلسطينية ويدور فى إطار عبثى والكوميديا السوداء، حول يوميات فلسطينى يعيش فى الناصرة ، وتعيش صديقته على بعد عدة نقاط تفتيش فى مدينة رام الله بالضفة الغربية، ويتنقل بين قصص مختلفة عن الجيران فى هذه المنطقة والصراعات التى يمرون بها. واستيلاء المستوطنين الإسرائيليين على ممتلكات وأماكن يملكها الفلسطينيون، وتفاعل الفلسطينيين مع بعضهم بعضاً.وفى نفس دورة مهرجان كان فى 2019 عرض فى مسابقة "سينيفونداسيون" للأفلام القصيرة للشباب، يشارك المخرج الفلسطينى وسام الجعفرى "الجو المحيط" من إنتاج فلسطينى.
وفى 2018جاء ترشيح فيلم "الإهانة" لجائزة أوسكار فى فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، ليكون أول فيلم لبنانى يدخل سباق جوائز أوسكار،والفيلم المخرج الفرنسى - اللبنانى زياد دويرى باسمه العربى "قضية23" عبارة عن دراما فى قاعة محكمة حول قضية تشهير بين مسيحى لبنانى ولاجئ فلسطينى مسلم.ويتناول الفيلم القضايا الطائفية الشائكة فى لبنان، التى تسببت فى اندلاع الحرب الأهلية لمدة 15 عاما بين عامى 1975 و1990.
وعرض فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى 2015 فيلم "السلام عليك يا مريم"، من إنتاج فلسطينى - فرنسى - ألمانى مشترك للمخرج الفلسطينى - البريطانى باسل خليل، كما ترشح لجائزة أوسكار فى العام التالى فى قسم الأفلام القصيرة، عن قصة نمط الحياة الصامت، الذى تعيشه خمس راهبات فى دير منعزل بالضفة الغربية، ويختل هذا النظام عندما تتعرض عائلة من المستوطنين الإسرائيليين لحادث خارج أسوار الدير فى بداية يوم السبت، الذى يمتنع فيه اليهود عن استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الهواتف، وسط راهبات نذرن أنفسهن للصمت!وفاز ب 13 جائزة دولية منها جائزة مهرجان دبى ومهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.
وفى 2014 فاز الفيلم الفلسطينى "عمر "Omar الذى يعرض المعاناة تحت الاحتلال من إخراج هانى أبو أسعد، وهو من عرب الداخل ويحمل الجنسية الهولندية أيضا، بجائزة فى قسم نظرة ما فى مهرجان كان كما ترشح لجائزة أوسكار فى العام التالى له، وترشح وفاز بجوائز عالمية أخرى.
وفى 2010 عرض فيلم ميرال من النوعيةالسياسية، وهو سيرة ذاتية كتبته رولا جبريل وهى تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإيطالية، وقد ولدت فى حيفا لأب ينحدر من أصل نيجيرى وأم من أصل فلسطينى ونشأت فى القدس حيث عمل إماما وحارسا فى المسجد الأقصى، وبعد انتحار والدتها يدخلها والدها الملجا، وجسدت دورها الممثلة الهندية فريدا بينتو، ومن إخراج المخرج الأمريكى الشهير جوليان شنابل، وهو من إنتاج فرنسى - هندى - إسرائيلى - إيطالى - فلسطينى - أمريكى مشترك، وبطولة النجمة هيام عباس التى تحمل الجنسيات: الفلسطينية والإسرائيلية والفرنسية، وتدور الأحداث حول هند الحسينى التى أنشأت ملجأ للأطفال فى القدس بعد النكبة ومذبحة دير ياسين، ومن ضمن هؤلاء الأطفال الطفلة ميرال التى لا تدرك مدى الصراع خارج الملجأ، وتطوع لخدمة المخيمات، حيث أدركت واقع اللاجئين الفلسطينيين. عندما وقعت فى حب هانى، المناضل، وجدت نفسها ممزقة بين الانتفاضة الأولى لشعبها، وبين إيمانها بآراء ماما هند أن التعليم هو طريق السلام! وترشح الفيلم وفاز بعدد من الجوائز العالمية منها جائزة اليونيسيف فى مهرجان البندقية.
وفى 2007 عرض فيلم "ملح هذا البحر" من إخراج المخرجة الفلسطينية آن- مارى جاسر إنتاج فلسطينى - فرنسى - سويسرى - بلجيكى - إسبانى مشترك، ومن نوعية الدراما والرومانسية بطولة سهير حماد وهى فلسطينية - أمريكية وصالح بكرى.وفاز بست جوائز عالمية منها جائزة فيلم سان سيباستيان الإسبانى، وتدور أحداثه حول شابة من أصل فلسطينى تحمل جنسية أمريكية، وتحلم بالعودة لأرض أجدادها فى يافا وبالفعل تسافر وتستعرض جمال المدينة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، وتحاول الوصول لمنزلهم الأصلى الذى تسكنه أسرة إسرائيلية حاليا!
التجارب الأولى
قليلة هى الأفلام الفلسطينية أو التى تناولت موضوع فلسطين خلال القرن العشرين، وأولها هو فيلم وثائقى قصير صامت، من إخراج الراحل إبراهيم حسن سرحان عام 1935 عن زيارة العاهل السعودى الراحل الملك عبد العزيز ابن سعود إلى فلسطين الانتدابية والانتقال ما بين يافا واللد، وليس له اسم محدد فيعرف باسم "الفيلم الفلسطينى الأول" أو "يافا"أو "فيلم إبراهيم حسن سرحان".
كذلك فيلم "الخروج" إنتاج 1960 وهو فيلم هوليوودى مقتبس من رواية ليون أوريس عن النكبة ونزوح الفلسطينيين عام 1948 وإنشاء دولة إسرائيل، بطولة النجم الأمريكى الراحل بول نيومان والنجمة الأمريكية المعمرة "إيفا مارى سانت".
كما يوجد فيلم "عائد إلى حيفا" إنتاج فلسطينى - لبنانى مشترك لسنة 1982 من نوعية الدراما وهو مبنى على قصة للأديب والمناضل الفلسطينى الراحل غسان كنفانى ومأساة تهجير الفلسطينيين.
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
أفلام شكلت وجدان الجماهير فى بقاع الأرض الحضارة المصرية. . هــــــوس السينمـا العالمية
فى الدورة 46 لـ «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى».. 140 فيلما من 50 دولة تشارك بالمهرجان
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
وجوه عبر الزمن
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
< li>
دائرة الحوار
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام