نحن والعالم



شريف فتحى وزير السياحة والآثار: المتحف المصرى الكبير أيقونة حضارية تليق بمكانة مصر العالمية

30-10-2025 | 16:53
هبة عادل

أكد شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، أن المتحف المصرى الكبير يعد أحد أعظم المشروعات الثقافية والحضارية والسياحية، التى نفذتها مصر فى العصر الحديث، مشيرا إلى أنه يمثل تتويجا لجهود الدولة فى حماية وصون وعرض التراث الحضارى المصرى وفق أعلى المعايير العالمية.
 
قال الوزير، فى تصريحات خاصة لـ«الأهرام العربى»: إن الجميع يعمل بجد وإخلاص، من أجل إخراج حفل افتتاح المتحف بالصورة التى تليق بمكانة مصر التاريخية والحضارية، وبالإنجازات التى تحققت على مدار سنوات طويلة من العمل المتواصل، ليكون المتحف إحدى العلامات المضيئة على خريطة المتاحف العالمية."
 
تجربة متحفية غير مسبوقة
وأضاف شريف فتحى، أن تصميم المتحف المصرى الكبير يجسد رؤية جديدة لتجربة متحفية متكاملة، فيما يتعلق بأسلوب العرض وحركة الزوار وتنقلاتهم داخل القاعات، موضحا أن القائمين على المشروع يتوقعون استقبال ما بين 15 إلى 20 ألف زائر يوميا، لذلك روعى فى التصميم استيعاب هذه الأعداد الكبيرة، مع ضمان توفير تجربة تفاعلية استثنائية للزائرين.
وأشار إلى أن تصميم القاعات منذ البداية، راعى تحقيق توازن بين الحيوية والهدوء، حيث تم تخصيص مساحات للتأمل والاستراحة داخل القاعات، لتكون امتدادا للتجربة المتحفية نفسها، وتعرض فيها محتويات مبتكرة من صور وعروض بصرية ومقاطع مصوّرة وشاشات مضيئة.
وأوضح الوزير، أنه تم أيضا تصميم أربعة "كهوف"، عرض مستقلة داخل القاعات، تجمع بين الصوت والإضاءة، والعروض التفاعلية، لتمنح الزائر تجربة حسية فريدة تدمج بين المعرفة والإبهار.
 
تكنولوجيا حديثة وتجربة تفاعلية
وأكد وزير السياحة والآثار، أن العرض المتحفى فى المتحف المصرى الكبير، اعتمد على أحدث التقنيات العالمية، فى مجالات العرض والتعليم والتفسير، موضحًا أنه يستخدم الشاشات التفاعلية، والواقع المعزز، والنماذج التوضيحية، والمجسمات التعليمية، لتقديم تجربة معرفية متكاملة تربط الماضى بالحاضر.
وأضاف: لأن الاستدامة جزء أساسى من رؤية المتحف، فقد تم دمج المنحدرات والمصاعد، ووسائل الإتاحة فى التصميم، ليكون المتحف متاحا للجميع دون استثناء، فى بيئة آمنة ومريحة.
وأشار إلى أن مساحات المتحف، تتسم بالرحابة والإضاءة المدروسة، مع استخدام أحدث تقنيات التحكم فى درجات الحرارة والرطوبة داخل فتارين العرض للحفاظ على القطع الأثرية، فضلًا عن توفير بيئة مريحة للزائرين.
 
توت عنخ آمون ومراكب خوفو.. روائع تعرض لأول مرة
وكشف الوزير، أن المتحف يتكون من ثلاث مناطق رئيسية للعرض المتحفى، أبرزها قاعات كنوز الملك الذهبى، توت عنخ آمون، التى تُعرض لأول مرة كاملة فى مكان واحد، إلى جانب متحف مراكب خوفو الذى يجسد ملحمة علمية وميدانية فى النقل والترميم والبناء.
كما يضم المتحف مركزا متكاملا للترميم، يحتوى على معامل متخصصة للفحص والترميم، باستخدام أحدث التقنيات الحديثة، مؤكدا أن دور هذا المركز لن يقتصر على صيانة القطع الأثرية فقط، بل سيمتد ليكون مركزًا بحثيا إقليميا ودوليا فى علم المصريات.
وقال الوزير: سيتم إطلاق مؤتمر سنوى عالمى من المتحف المصرى الكبير، يشارك فيه كبار العلماء والخبراء من مختلف دول العالم، لمناقشة أحدث الأبحاث والاكتشافات فى مجال علم المصريات، بما يعزز مكانة المتحف كمركز علمى وثقافى عالمى".
 
تسويق دولى وتجربة سياحية متكاملة
وأوضح شريف فتحى، أن هناك إستراتيجية متكاملة للتسويق الدولى للمتحف، تتضمن الترويج لكنوزه الأثرية، وتجربته السياحية الفريدة فى المعارض والمنتديات السياحية الدولية، إلى جانب حملات رقمية وإعلانية فى الأسواق المستهدفة.
وأشار إلى أنه سيتم تنظيم زيارات تعريفية لكبار الصحفيين، والمؤثرين وشركات السياحة العالمية، بالإضافة إلى التنسيق مع الفنادق والمنتجعات المصرية، للترويج للمتحف كجزء من التجربة السياحية المتكاملة التى تجمع بين عبق الماضى ورفاهية الحاضر.
 
متحف يحكى قصصه للعالم
وأكد وزير السياحة والآثار، أن المتحف المصرى الكبير، يقدم تجربة زيارة فريدة تجمع بين العلم والمتعة، موضحا أن الزيارة تبدأ بلوحات تعريفية تحمل الأفكار الرئيسية، ثم تنتقل إلى القصص المرتبطة بالمعروضات داخل فتارين العرض، بحيث يجد الزائر نفسه جزءا من الحكاية المصرية القديمة.
واختتم الوزير حديثه، قائلا: المتحف المصرى الكبير، ليس فقط مشروعا أثريا أو سياحيا، بل رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تؤكد أن هذه الأرض التى أنارت التاريخ، ما زالت قادرة على الإبداع والعطاء، وتستعد لأن تكتب فصلا جديدا من حضارتها الخالدة.
 

جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام