رئيس مجلس الإدارة:
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير:
جمال الكشكي
الخميس 13 نوفمبر 2025
نحن والعالم
حياة الناس
سوق ومال
فنون وفضائيات
مقالات
ثقافة
فجر الضمير
المزيد
وجوه عبر الزمن
رياضة
الملفات
أرشيف المجلة
أول الأسبوع
منوعات
Business Leaders
دائرة الحوار
نحن والعالم
سامحنا يا جدى!
30-10-2025
|
16:56
وسام سعيد
طبيب وباحث فى علم المصريات
نعم سامحنا يا جدى! فلم أر عقوقًا يشبه هذا العقوق، كما لم أر نكرانًا للجميل يشبه هذا النكران.
عرفنا منكم أن هناك حياة بعد هذه الحياة، وأن هناك ثوابًا وعقابًا، وجنة ونارًا، كما تعلمنا منكم قانون الأخلاق، والطقوس الدينية كالتوحيد والصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، وبعد هذا كله نتهمكم بالوثنية! يا للجهل، ويا للعار.
اخترعتم لنا الورق «البردى»، فحفظتم لنا علومكم فى الهندسة، الطب، الفلك، الزراعة، الصناعة.. إلخ حتى: مشت بمناركم فى الأرض روما.
ومن أنواركم قبست آثينا
أخذنا منكم كل شىء، حتى قداسة الرقم سبعة! فالبقرات السمان السبع، توفر الطعام للمتوفى «كتاب الموتى ص 148، د. محسن لطفى السيد»، كما هى رمز لسنوات الفيضان السبع بما فيها من وفرة، كما أن البقرات العجاف السبع، رمز لعدم مجىء الفيضان سبع سنوات «معبد آمون واحة سيوة»، «هرم أوناس- يقول الملك أوناس قلبى فى غم، وعرشى فى حزن، الفيضان لم يأت سبع سنوات».
كان الهاتورات سبعة «التنبؤ بمصير كل مولود»، سبعة عقارب لحماية حورس، والعالم السفلى أبوابه سبعة، أما الإله الواحد الذى لا يمكن معرفة اسمه، فقد خلق العالم فى ستة أيام، واستراح فى اليوم السابع «أخذها اليهود- تكوين»، والهرم المدرج سقارة ست درجات، كأيام الخلق، والطواف حول هرم ميدوم، سبعة «لوحة المجاعة»، والحواس سبع «خمس حواس + العقل + القلب»، فتحات الوجه سبع، السماوات سبع، تخطيط العالم بواسطة تحوت، ومعه سبعة صقور فى الكوميديا الإلهية لدانتى، الخطايا المميتة سبع، الفضائل سبع، وفى سفر الرؤيا فى المسيحية سبع أرواح، أمام عرش الإله «سبعة أرواح لحماية أوزوريس»، والأختام سبعة، والمصابيح أمام العرش سبعة، والخروف له سبع أعين، وسبعة قرون، شبه إنسان فى يده سبعة كواكب، وعند فتح الختم السابع، نجد سبعة ملائكة يقفون أمام عرش الله، ومعهم سبعة أبواق «جمع بوق»، وحتى الرعود سبعة!
هاجر حكماء مصر فى عصر الاضمحلال الأول، «من الأسرة 6 إلى الأسرة 10»، وكانوا يدعون السابى، أو الصابئة إلى الجزيرة العربية، وكان ذلك قبل عصر الإسلام، 2345 ق. م، وكان الابتهال 7 مرات، الطواف 7 مرات، السعى بين الصفا والمروة 7 مرات، رمى الجمرات 7مرات.
انتقلت قداسة هذا الرقم لإخوان الصفا وخلان الوفا، فقالوا: اعلم أن الساعة الأولى من نهار الأحد للشمس، الاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، الأربعاء لعطارد، الخميس للمشترى، الجمعة للزهرة، السبت لزحل، فكان Sunday، Monday، ماردى ميركردى (عطارد)، Judi «جوبتر - المشترى»، فندردى «الزهرة فينوس»، ساتر داى من Saturn أى زحل.
فأى حضارة لها بنية تحتية لإقامة حضارتها، فالزراعة والصناعة هى الحياة لهم، ويقول الفيسلوف الألمانى، «هيجل»، كانت الصناعة والزراعة هى أساس الحضارة فى مصر القديمة.
وقد توصل علم المصرى القديم، إلى فصول السنة، وأساسيات الأخلاق وبدء التقويم الشمسى الذى يتفق مع الزراعة، وأكثر من هذا، عندما سأل أمنحتب الإله أوزوريس، كيف تتقدم مصر ونقضى على ثالوث الفناء؟ قال له: هو القضاء على الفقر والجهل والمرض، بكلمة واحدة وهى نهر النيل، فإن الماء للشرب والطمى للزراعة، وأيضا الكساء من الكتان والبناء من صناعة الطوب.
فقد آمن المصريون القدماء بالنيل، لأنه الضامن لحياتهم من مهالك القحط والضيق، واعتبروه الفيض السماوى الذي يهطل على أرضهم بالخير، كما ترنموا بأناشيده على آلاتهم الموسيقية، ورسموا به صورة حياة شكلت معنى التاريخ فى مصر، كما يمكن أن نفهمه فى الوقت الراهن، إنه تاريخ له تأثيرات، وتصورات ذهنية ذات دلالات وأبعاد أبدية.
كما ساعد النيل المصريين فى تكوين مجتمعات صغيرة، يتعاون أفرادها فى زراعة ما بها من أراض، وأحيانا كانوا يلجأون إلى توسيع حدودها بالاستيلاء على أراضى المجتمعات المجاورة، إلى أن اندمجت هذه المجتمعات وشكلت كيانا أكبر، اتحد فى عهد الملك «نعرمر (مينا)»، فظهر أول شكل مترابط سياسيا واجتماعيا للأراضى المصرية بفضل النيل.
سامحنا يا جدى، أخذنا منكم التربنة، عملية المياه البيضاء «كاتراكت»، زراعة الأسنان، وتثبيت كسور العظام بالمسامير، حتى السنة الشمسية عرفتمونا بها 4241 ق. م، حتى علاج البلهارسيا بالأنتيمون، الذى نسبه لنفسه تيودور بلهارز، وقد ذكرتموه فى بردياتكم 27 مرة، نسبنا نصائحكم لأنفسنا فى سفر الأمثال، كما نسبنا أناشيد إخناتون لمزامير داوود النبى، ولكن القرآن الكريم أنصف حكماءكم فى سورة البقرة 62: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، أسمعك يا جدى من وراء آلاف السنين تقول لنا:
لا تظلموا الموتى، وإن طال المدى/ إنى أخاف عليكم أن تلتقوا.
أبوالعلاء المعرى
رابط دائم
اضف تعليقك
الاسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
الاكثر قراءة
بعد خطاب زوجته للرئيس ترامب.. هل يصبح «مروان البرغوثى» رئيسًا لفلسطين؟
حضور دولى غير مسبوق فى افتتاح المتحف المصرى الكبير.. العالم يعزف لحنا واحدا
استثمارات وعائدات مالية وفرص عمل.. تحويل التراث الحضارى إلى مورد اقتصادى
اعلى
< li>
نحن والعالم
< li>
حياة الناس
< li>
سوق ومال
< li>
فنون وفضائيات
< li>
مقالات
< li>
ثقافة
< li>
فجر الضمير
< li>
وجوه عبر الزمن
< li>
رياضة
< li>
الملفات
< li>
أرشيف المجلة
< li>
أول الأسبوع
< li>
منوعات
< li>
Business Leaders
< li>
دائرة الحوار
جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام، ويحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من مؤسسة الأهرام